»» بقلم ✍️ تسنيم عمار
( باحثة ماجستير -نائب مدير المشروعات في المنظمة العالمية لخريجي الأزهر )
في عصر يمتاز بالتنافسية الشديدة والتطور المستمر، أصبحت الميزة التنافسية الموضوع المحوري الذي تسعى الشركات لفهمه وتطبيقه بشكل استراتيجي. إن إدراك كيفية بناء والحفاظ على الميزة التنافسية يمكن أن يحدث فارقا بين الشركات الناجحة وتلك التي تُقصى من السباق.
هذه المقالة تهدف إلى تسليط الضوء على الميزة التنافسية، كيفية تحقيقها، وأثرها على السوق والعملاء.
الميزة التنافسية هي الخصائص التي تمكن الشركة أو المؤسسة من أداء أفضل من منافسيها في السوق.
يمكن أن تنشأ هذه الميزة من عدة عوامل مثل الجودة العالية للمنتج، التكلفة المنخفضة، العلامة التجارية القوية، أو الابتكارات التكنولوجية. هذه الخصائص تعتبر أصولًا قيمة للشركات حيث أنها تسهم في زيادة الولاء لدى العملاء وتوسيع قاعدتهم.
هناك عدة عوامل قد تؤثر في تحقيق الميزة التنافسية تشمل الابتكار، الكفاءة التشغيلية، خدمة العملاء المتميزة، والقدرة على الدخول في الأسواق الجديدة. الشركات التي تستطيع استغلال هذه العوامل بنجاح غالبًا ما تجد نفسها في موقع جيد للغاية مقارنةً بالمنافسين.
وتتعدد أنواع الميزة التنافسية لتشمل: الميزة التنافسية في التكلفة التي تتمثل في قدرة الشركة على تقديم منتجاتها بأسعار أقل من منافسيها، الميزة التنافسية في التميز وتنبع من تقديم منتجات أو خدمات تفوق منافسيها من ناحية الجودة، التصميم، أو الابتكار، الميزة التنافسية في السوق وهي تتعلق بسيطرة الشركة على سوق معين بفضل العلامة التجارية القوية أو شبكة التوزيع الفعالة.
من هنا يبرز لنا دور الابتكار في تحقيق الميزة التنافسية، فالابتكار هو قلب الميزة التنافسية والمحرك الرئيسي للنمو والتطور في الشركات. من خلال تبني استراتيجيات الابتكار، تستطيع الشركات تطوير منتجات جديدة أو تحسين عمليات الإنتاج، ما يؤدي إلى تقديم قيمة مضافة للعملاء وتمييز الشركة عن منافسيها. الابتكار لا يقتصر فقط على المنتجات الجديدة بل يشمل أيضًا ابتكار أساليب جديدة للتسويق، نماذج أعمال مبتكرة، وممارسات عمل محسنة.
الشركات التي تغتنم الفرص للابتكار غالبا ما تكون أكثر قدرة على التكيف مع التحديات واستغلال الفرص الجديدة.
أما عن استراتيجيات الشركات لتعزيز الميزة التنافسية فتتمثل في: الاستثمار في البحث والتطوير لإنتاج ابتكارات جديدة، التركيز على جودة المنتج وتجربة العميل وفهم احتياجاته وتوقعاته، بناء علامة تجارية قوية والحفاظ عليها، تحليل السوق بشكل مستمر لاكتشاف فرص جديدة، التطوير المستمر للمنتجات، تحسين الآداء التشغيلي، وأيضا الاستثمار في الموارد البشرية يمكن أن يكون عاملا رئيسيا في المحافظة على الميزة التنافسية.
رغم أهمية الميزة التنافسية، فإن الحفاظ عليها يمثل تحديًا كبيرًا. التغيرات التكنولوجية، الصعود السريع للمنافسين، وتغيُر تفضيلات العملاء، كلها عوامل قد تؤثر سلبًا على الميزة التنافسية للشركات. لذلك، يجب على الشركات أن تكون يقظة ومرنة، قادرة على التكيف مع التغيرات لضمان استدامة ميزتها التنافسية.
الميزة التنافسية ليست فقط في صالح الشركات، بل إن لها أثرًا إيجابيًا على العملاء والسوق ككل، من خلال الشركات التي تبتكر وتقدم منتجات ذات جودة عالية، يستفيد العملاء من خيارات أفضل وأكثر تنوعا.
كما أن المنافسة الشديدة التي تنتج عن ذلك تؤدي عمومًا إلى انخفاض في الأسعار وتحسين الخدمات، ما يدعم التنمية الاقتصادية بشكل عام.
في الختام، الميزة التنافسية هي الركيزة التي تقوم عليها نجاح الشركات في عالم الأعمال الحديث. من خلال فهم الأسس التي تبنى عليها وتطوير استراتيجيات مبتكرة لتحقيقها، يمكن للشركات ليس فقط البقاء، بل التفوق في سوق مليء بالتحديات والفرص.