✍ بقلم: أحمد رفاعي آدم (* كاتب وأديب)
———————————-
مصر بلد عظيمة.. بتاريخها وحضارتها، رائعةٌ بشعبها وشخصيتها، متميزةٌ بموقعها وجغرافيتها، ولذلك ليس من العجيب أن تجد من تفنن في حبها وتفلسف في وصفها وأبدع في رسم شخصيتها كالدكتور جمال حمدان مؤلف موسوعة شخصية مصر.
وكما أن لمصر شخصيتها المتميزة، فإن لكل إقليم من أقاليمها شخصيته التي يتفرد بها، تلك الشخصية التي تشبه إلى حدٍ كبير شخصية الفرد، فيمكن أن تنمو وأن تتطور وأن تتدهور أيضاً، لكن تبقى في النهاية شخصيته وهويته التي ترسم صورة واضحة المعالم له.
وحديثنا عن واحدة من محافظات الصعيد – إنها محافظة سوهاج، بلد المووايل كما يقولون عنها، لكنها أيضاً بلد العلم والثقافة، بلد الكد والاجتهاد، بلد الزراعة والصناعة والتجارة. وسوهاج محافظةٌ جامعة، بها المدينة والقرية، والحَضَرُ والريف، والجديد والقديم. وجغرافيتها عجيبةٌ أيضاً إذ تمتد فيها الزروع الخضراء وتلفُ حدودَها رمالُ الصحراء وتحرسُ أطرافَها المترامية الجبالُ الشامخةُ وطبعاً يخترقُها نهرُ النيل العظيم الذي يبلغ بعض أوسع مناطقه فيها فيجعلها بحقٍ عروساً متزينةً بخيراتها وأصلها.
في السنوات الأخيرة حدثت طفرة في استصلاح صحراء سوهاج وتحويل بعض مناطقها في الكوامل وسوهاج الجديدة إلى مزارع شاسعة باستخدام ألواح الطاقة الشمسية.
جهد كبير وعمل مبهر واستغلال أمثل لمناخ المدينة وجغرافيتها. يكفي أن نعلم أن مصر تقع جغرافياً في نطاق الحزام الشمسي العالمي إذ تسطع شمسها من 330 إلى 340 يوم سنوياً بما ينتج معدل إشعاع سنوي للطاقة يصل إلى 1990 كيلوواط ساعة/ متر مربع حتى ندرك فائدة تلك الألواح الشمسية.
لقد ساعدت أنظمة الخلايا الشمسية في توفير الكهرباء عن طريق تحويل ضوء الشمس مباشرةً إلى كهرباء ذات تيار مستمر أو متردد، ومن خلالها تم عمل منظومات ري متكاملة توفر المياة العزبة لاستخدامها في الشرب والزراعة، وهو ما ساعد في استصلاح مساحات شاسعة تحولت رمالها الصفراء إلى مزارع خضراء، وأصبح مألوفاً أن ترى ثلاث صور مقترنات: منظومة الواح الطاقة الشمسية يجاورها بيت ريفي يقوم على رأس حقل كبير أو مزرعة ضخمة مليئة بخيرات الله. فحُقَ لنا أن نفخر بهذا العمل الرائد وأن ندعو للمزيد منه ليستمر الإصلاح وتزيد الرقعة الزراعية وتكثر خيراتها على البلاد والعباد.
تحية تقدير وإجلال لكل مصري شريف يعمل في موقعه أكثر مما يتكلم.
——————
عدسة: أحمد رفاعي آدم