تعيش بريطانيا الآن حالة صدمة بعد اعلان قصر بكنجهام وفاة الملكة اليزابيث عن عمر يناهز الـ ٩٦ عاما.
تولت الملكة اليزابيث عرش بريطانيا سنة ١٩٥٢ وكانت وقتها تحكم ٧ ممالك هي: بريطانيا ونيوزيلاندا وباكستان وافريقيا الجنوبية واستراليا وكندا ،، حيث امتد حكم بريطانيا ليصل الى ٥٣ دولة بما يعادل ثلث سكان الارض ولكن بعد الحرب العالمية الثانية، اعلنت بعض الدول استقلالها ومع ذلك ابقت نفسها تحت حكم التاج البريطاني، وتم حكم ١٦ دولة واتخاذ جميع القرارات بها،
ومنذ توليها الحكم تقام التدريبات علي يوم الجنازة بكل مراسمها الملكية وتسمى، عملية جسر لندن، وتلك المراسم لها بروتوكول دقيق جدًا يبدأ أولًا بإبلاغ السكرتير الخاص بالملكة ويدعي دوارد يانج، وهو المسؤول عن المراسم فيقوم بالاتصال برئيس الوزراء ويبلغة فقط بكلمة واحدة “وسقط جسر لندن” ،ثم يقوم رئيس الوزراء ويبلغ الاربع ممالك التي تحكمها الملكة: انجلترا واسكتلندا وايرلندا الشمالية وبالتالي يبلغ ايضا ال ١٦دولة ثم دول الكومنولث وهي الممالك التي انفصلت عن بريطانيا و عددها ٣٧ دولة ثم يبلغ الصحافة و الـ بي بي سي وفي اليوم نفسه يجتمع العموم البريطاني واللوردات ويتم ترشيح الملك تشارلز في مساء ذات اليوم يلقي اول خطاب له وينكث العلم لمدة يوم حدادًا عليها ويتم إعلان الحداد لمدة ١٢ يوما ومن المظاهر العامة: اغلاق ساعة بيج بن والمحلات وفي اليوم التاسع يعرض الجثمان علي الشعب البريطاني لوداعها وإلقاء النظرة الاخيرة ،، ويرسل الجثمان الى قصر وندسور لترقد بجوار زوجها الامير فيلب وابيها وامها،
خدمت الملكة اليزابيث شعبها منذ ان ادت اليمين في سن الـ 21 لمدة ٧٠ سنة وبذلك تكون قد تجاوزت الملكة فيكتوريا التي حكمت ٦٨سنة ،، واليزابيث هي رئيسة للكنيسة الانجليكينية و الكومنولث،
شاهدت الملكة في صغرها الحرب العالمية الثانية وعندها كانت بريطانيا امبراطورية كبري ولكن بعد الحرب انفصلت العديد من دول العالم عنها و اصبحت بريطانيا مملكة ،، وحكمت بريطانيا بحكمة رغم محاولات عديدة لجعلها جمهورية فهناك حزب العمال يؤيد انهيار النظام الملكي وتحويل البلاد الى النظام الجمهوري ،، ولكن شخصية الملكة الوطنية وطبيعتها حظيت بالتعاطف من الشعب البريطاني، وبرغم انفصال بريطانيا عن اوروبا وسوء التفاهم المتبادل بينهما الا انها الملكةراعت العلاقات مع اوروبا ،، وغيرها ومع الدول العربية واستقبلت العديد من الرؤساء و الملوك بقصر باكنجهام. وتنازلت عن سيطرتها علي مدينة السويس في حرب ٥٦،، واعلنت شعار الملكة تملك ولا تحكم فلم يستطيع ان يعصف بها احد او بالحكم الملكي في بريطانيا.
ومن المنتظر أن يواجه العديد الامير تشارلز الحكم وهو في الثانية والسبعين من عمره العديد من التحديات الصعبة اهمها هل سيظل الملك الجديد علي النهج الكلاسيكي الملكي ام سيغير الامور؟ فالشعب البريطاني لم يعتد بعد على طريقته وبالأخص بعد مقتل الاميرة ديانا ،، فيما يشهدالعالم الان تغيرات عديدة علي مستوي السياسة الخارجية ،، والجميع في انتظار عصر جديد لبريطانيا.
وعلي المستوي الاقتصادي سيحصل بالتأكيد انهيار ضخم في العملة المحلية لان صورة الملكة موضوعة علي جميع العملات سواء الورقية او المعدنية بما في ذلك عملة ال ١٦ دولة كما ان صورتها موضوعة على شعار الشرطة ويجب تغيير كل تلك الصور.
ويتساءل محللون سياسيون: هل يستطيع الملك الجديد مواجهة كل تلك العواصف؟ خصوصا أن رئيسة الوزراء الجديدة، ليزا تراس، كانت قد صرحت من قبل عن طلبها بإلغاء الملكية وبرغم اعلانها مؤخرا تأييدها للملكة وقدمت لها فروض الولاء والطاعة ووصفها للملكة بانها الصخرة التي بنت بريطانيا الحديثة وانها هي من وحدت بريطانيا وقادت الكومنولث ،، الا ان تراس اعلنت تجميد اسعار الطاقة لمدة سنتين بمعني اعلانها الاشتراكية في توجهها السياسي وذلك بعد الازمة العالمية الان.
فهل سيستطيع الملك الجديد مواجهة كل تلك الصعاب، وهل سيتقبله الشعب كما تقبل الملكة اليزابيث من قبل؟