ما تزال أثيوبيا تمارس الإزدواجية والتخبط والمناورات والسياسات غير المفهومة، فقد وقعت مؤخرا إتفاقيات بيع كهرباء لكينيا وجنوب السودان بينما أكثر من 65% من شعبها يعيشون في ظلام دامس !.
وتعليقا علي هذه التصرفات والسياسات يري د.عباس شراقي الخبير الدولي وأستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة أن عقد اتفاقيات تصدير كهرباء ليس معناه نجاح سد النهضة فهو الآن لا ينتج شيئا، وليس بالضرورة أن تكون منه مباشرة فهناك سدود أخرى مثل جيبى 3 على نهر أومو، لكن هناك أكثر من 65 مليون إثيوبى يعيشون فى ظلام بلا كهرباء؟ لقد وعدتهم الحكومة بكهرباء سد النهضة، وأن الفائض سوف يضئ دول شرق أفريقيا !.
وأوضح د.شراقي لمنصة المساء والجمهورية أون لاين أن أثيوبيا تنتج حاليا حوالى 4 آلاف ميجاوات من جميع السدود ومحطات الكهرباء، وعدد سكانها 115 مليون نسمة، والألف ميجاوات تكفى 3.5 مليون نسمة (كما هو الحال فى مصر)، ومن المتوقع لسد النهضة أن ينتج من 2 – 4 آلاف ميجاوات عند الانتهاء وفقا لما هو مستهدف.
و أشار إلي أن أثيوبيا تحتاج إلى 33 ألف ميجاوات لكفاية السكان الحاليين، أى ان إثيوبيا تحتاج إلى 8 – 10 سدود مثل سد النهضة لتغطية الشعب الاثيوبى.
وكشف د.شراقي أنه لا توجد شبكة نقل كهربائى داخلية لنقل كهرباء سد النهضة، والتخطيط منذ البداية هو تصديرها للدول المجاورة، ولن يتحقق ذلك بكفاءة إلا بالربط مع مصر وتصديرها لحساب إثيوبيا، وفى جميع الأحوال سوف يظل معظم الشعب الاثيوبى يعيش فى الظلام.
وأضاف أن الحل لأثيوبيا هو إنشاء مئات السدود الصغيرة أعالى الجبال لتوفير الكهرباء للقرى والقبائل، وكذلك إنشاء محطات مياه للشرب، و ومحطات رى تكميلى للزراعة المطرية، ولا يوجد ضرر على دول المصب من هذه السدود الصغيرة.
وأشار د.شراقي مجددا إلي أن سد النهضة هو مشروع سياسى بالدرجة الأولى، بدأ بتحقيق طموحات زيناوى لكى يصبح عبدالناصر الثانى،بغية بناء أكبر سد كهربائى فى أفريقيا، ثم استخدمته الحكومات الأثيوبية التالية للفوز بالانتخابات والتغطية على المشاكل الداخلية.. فهل من آذان صاغية لصوت العقل؟.