✍بقلم الأديب.. يوسف الرفاعي
لا يختلف اثنان على أن الأزهر كان دوما في طليعة المقاومة والإصلاح، يواجه الظواهر السلبية التي تهدد المجتمع، ويضحي دون تفكير او حسابات او مواءمات مادام هناك خطر يستشعره يهدد استقرار المجتمع المسلم وثوابته وتراثه الأصيل الذي لا يقبل التأويل او المساومة.
** فما الذي أصاب هذا الدور؟ ولماذا تراجع إلى حد الانقراض؟ أن هذا لم يحدث حتى في أعتى عصور الاستعمار.. وقف أمام كافة صنوف القهر والتهديد والاستبداد.. لم يعبأ بالمدافع ولا الدبابات ولا السجون والاغتيالات والمذابح. فلماذا خفت صوته وتنازل عن مواقفه الواضحة الجريئة؟.
** لماذا أصبح يكتفي ببيان خجول من أن لآخر يطلقه بخجل وهو يرتجف؟ هل هذا هو الأزهر الذي وقف بشجاعة صد الكفر والاتحاد على مر العصور في وجه الزنادقة؟ هل هذا هو الأزهر الذي كان الجميع يترقب مواقفه ويخشى فتاواه التي كانت تثير هلع الملاحدة أعداء الاسلام؟ هل هذا هو الأزهر الذي كان الجميع يخشى منازلته؟
** اليوم ماذا حدث؟ أصبح بعض الهواة ممن تدفع لهم جهات خبيثة داخل المجتمع وخارجه يتلاعبون بأفكار الناس ويتطاولون على المسلمين وعلى الله وعلى النبي الكريم والصحابة وكأن الأزهر لم يعد إلا بناء أثري منسي وليس صرحا للعلم الشرعي.
** هل هذا هو الأزهر الذي يملك بفتوى واحدة منه أن يوقف كل هذه البرامج الساقطة ويمنع تناول السفلة والملحدين للقضايا الإسلامية بشكل قاطع وبات؟ من الذي يخيف الأزهر الذي يمثل واجهة المسلمين وحصنهم الحصين؟ ما الذي جعل الأزهر يقف مرتعدا يتلفت حول نفسه وهو يخشى استخدام سلطانه لمحاسبة جحافل الملحدين الذي يتطاولون على الله ورسوله وعلى رموزنا الاسلامية ليل نهار؟
** هل ما يطرح اليوم على الساحة من تخلف وزندقة وكفر يحتاج إلى هذا الرد الخجول المرتعد من قبل الأزهر؟ أم يحتاج إلى فتوى تكفر الكافر ونطالب بردعه وعقابه في موقف رجولي واضح؟ هل يحتاج هؤلاء المتنمرين المعتدين الطاعنين في رسول الله إلى من يحاورهم بالحجة؟ لماذا هذا الخوف والرعب يا شيخ الأزهر؟ هل تحول المسلمون في هذا المجتمع إلى حملان يناشدون كلاب الإلحاد الرحمة؟
** لماذا هذا التقصير يا أزهر؟ ما الذي يخيفك إلى هذا الحد؟ إذا كنت تخشى زوال المناصب فقوتك ليست في منصب بل فيمن تمثلهم.. قوتك في المسلمين وفي العقيدة السليمة وفي قوة الله .. استفق يا شيخ الأزهر فأنت تمثل المسلمين لا تمثل نفسك..!