فانوس رمضان إبتدعه المصريين ليصل الي العالمية وبالطبع يعتبر اشهر مظاهر شهر رمضان المبارك و أحد الفنون الفلكلورية المصرية وتناقلته الاجيال عبر الازمنة المختلفة حتي وصل الينا باشكاله الحديثة
سمي فانوس رمضان قديما بأسماء مختلفة و أغربها أبو حشوة و أبو شرف و أبو الولاد وتعود تلك المسميات الي الحرفيين المصنعين للفانوس قديما فكانوا يحرصون علي كتابة أسمائهم و إمضاء علي كل شكل من أشكال الفانوس بأسم مصممها و صانعها ولكن مع مرور السنين فقدت تلك الاسماء شهرتها بل و اندثرت أيضا
كما أطلق علي الفانوس أسماء أخري مثل فانوس البرلمان و هو ما كان يوضع علي البرلمان مع بداية شهر رمضان المبارك و أطلق عليه أيضا فانوس فاروق حيث أمر االملك فاروق الملك فاروق بتصميم فان وس خاص به ليوضع في القصر الملكي و يزين كل جنباته في رمضان و في عيدميلاده أيضا وتم صناعة ٥٠٠ فانوس يتم تخصيصهم للملك فاروق فقط .
عرف المصريون فانوس رمضان منذ عام ٣٦٢هجرية و ٩٧٢ ميلادية حين قدم المعز لدين الله إلي مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته وخرج أهالي مصر برجالها و أطفالها لإستقباله بالهتافات و حاملين المشاعل و الفوانيس لإضائة الطريق له عند صحراء الجيزة ووافق هذا اليوم أول أيام شهر رمضان المبارك .
وفي رواية أخري ان الخليفة الفاطمي كان يخرج للشوارع لية رؤية هلال رمضان ليستطلع أول ليلة و كان الأطفال يخرجوا معه ليضيؤوا له الطريق وهم ينشدون الاغاني الجميلة .
وهناك قصة أخري أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد إضائة المساجد ليلًا والطريق الواصل إليها في رمضان ليتمكن المصليين بالذهاب للمساجد و إقامة صلاة التراويح ،، وقصة أخري لم يكن يسمح للنساء بالخروج و ترك بيوتهم إلا في شهر رمضان وكان يسبقهم في السير غلام يحمل فانوس لتنبيه الرجال علي وجود سيدة أو سيدات في الطريق لكي يبتعدوا.
إنتقلت فكرة الفانوس المصري الي أغلب الدول العربية وأصبح جزء من تقاليد شهر رمضان وخاصة في القدس وغزة و حلب ،، ومن ثم اشتهر في بعض الدول الغربية لوجود جاليات إسلامية فيها حريصون علي المظاهر الاسلامية في بيوتهم لمساعدة اطفالهم علي التعرف علي شهر رمضان و الصلاة و الصوم.
تشتهر صناعة الفوانيس و بيعها في مناطق السيدة ذينب و تحت الربع و الغورية و باب الشعرية و منطقة الازهر ،، ولكن مع مرور الايام ظهر الفانوس الكهربائي و الصيني و حملت عليه أغاني حديثة وعمل التجار علي بيعة وتوقفت صناعته في مصر لعدة سنوات و مع قرار مصر بوقف إستيراد الفانوس الصيني وجدت الصناعة طريقها في الورش الصغيرة لتعود لنا الاحساس بالهوية و جمال الصناعة المصرية و جودتها ايضا وعاد فانوس الزجاج و الخشب و النحاس يضيئ شوارعنا بجمال انواره و ابداعاته ،، وفتحت للكثير من الصناع باب رزق ببركة رمضان عليهم و بركة صناعة فانوس شهر رمضان المبارك.