تقرير ✍️ دخالد محسن
بمناسبة قرب إنطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 ،صدر مؤخرا عن دار الأدهم للنشر والتوزيع بالقاهرة بالتعاون مع الجامعة الأهلية البحرينية المختارات الشعرية للشاعر أسامة مهران والتي حملت عنوان(أجراس معلقة على مآذن المعز).
يقع الديوان في 300 صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على 43 قصيدة، حاول الشاعر خلالها، أن يقدم بانوراما شعرية عن تجربته التي تعود إلى السبعينات باعتباره أحد شعراء هذا الجيل، وأحد مؤسسي جماعة إضاءة، وعاد للساحة الإبداعية عام 2020.
صدر للشاعر من قبل عدة دوايين من بينها “حد أدنى، لا ينتظر الورد طويلا ، كائنات مجهولة النسب ، عالم افتراضي ، نقطة من منتصف السطر ، التي أحبتني ،وله تحت الطبع سلسلة من المقالات المنشورة في عدة صحف عربية، حكايات من الشرق، الإصلاح من سفر التكوين لسفر الخروج،أحلام فتى متقاعد “ديوان شعر”.
وعن ديوانه الجديد يقول الناقد د.محمد زيدان أن الشاعر أسامة مهران، شاعر ينتمي إلى جيل السبعينيات في مصر، ولكنه كان منقطعا عن الكتابة، يحاول أن يقدم صورة شعرية أقرب ما تكون إلى الرمز، الذي يختبر به ذاته، وصفاته بعيداعن مجرد التفكير في الخيال، وأول ما يلفت النظر في هذا الديوان مجموعة من أدوات الكتابة الشعرية التي تحدد قيمة النص من جهة، وقيمة ما يقدمه الشاعر من تفكير دلالي يتحد به مع الذات، أو العالم الذي يحيط به من جهة أخرى.
ويقول الناقد د.أحمد فرحات أن مهران يقدم شعرا ما برحت أطنابه تغادر أركانه الأساسية، لم ينفلت من رواسيه وثوابته، فحافظ على أوزانه الموروثة، ولم يلجأ إلى ما يسمى بقصيدة النثر، وابتكر صورا جزئية بديعة عملت على نشوء موسيقا داخلية تتآزر مع الصور الكلية خالقة بنية عميقة تقدم نموذجا شعريا جديدا، جاء من عالم الأرقام والاقتصاد إلى عالم الذات والحلم والشعر، فأضاف إلى نصه بعدا ثالثا يضيء به جوانبه وشعابه.
أما الناقد حاتم عبدالهادي فيري أن أسامة مهران مُتَلبِّسٌ بحب الوطن حتى الثمالة، لا يشتم سوي نكهته، ولا يتعطر إلا برائحته، ولا يشتم سواه، فهو الحقيقة والحلم، والذات والمكاشفات، والوجع والمكابدات، وهو الدم في الشريان، والماء في العظام، يشكوه إليه ويتغيَّاه، ويهرب منه إليه، ويسكن فيه رغم كل الجراح، ومرار الأيام والغربة والبعاد، وقسوة الماضي والحرمان، وعطش الذات للوطن البعيد القريب، فهو يتهجاه مع الأبجدية، ويتغنى بحروف العروبة والقومية، ويراه في الصحارة والوديان، ومع رحيله عن المكان، إلا أنه حاضر لديه وساكن بين أضلعه، في كل وقت ومكان وزمان.
وقال عنه د.د.كاظم مؤنس أسامة مهران: شاعر وإعلامي صاحب تجربة حياتية وثقافية واسعة جدا يتميز بطاقات فنية خلاقة ولغة هادئة.. غنية بالصياغات المكثفة، ومخيلة ذات رؤى نافذة مفتوحة على الأفق البعيد، يغلف رؤاه وذاته كشاعر يتفرد بصوته الجهوري، مسكونا بقلق دائم، مستثار التفاصيل الصغيرة التي تؤثث هذيانه وتؤكد حضوره كحقيقة شعرية لا يمكن أن تغيب عن المشهد الشعري، بل تفرض نفسها على مستويات عدة من خلال ثلاث مجاميع صدرت مؤخرًا لأسامة مهران تتعانق مع ثيمات ذاتية وموضوعية تغترف من مخيّلته ورُؤاه الإنسانية الصافية ما ينبض بالحقيقة والحلم فترهن قصائده لأسلوبية فاتنة رشقة على مستوى عالٍ من التعالق الجمالي والتعبيري في نصه الشعري.