للأدبية انتصار عبدالمنعم لمسات إبداعية خاصة في نسج الحروف والكلمات،وتجسيد المعاني المستقاه من الحياة،راصدة أدق تفاصيلها ،وهكذا نراها في معظم مجموعاتها القصصية.
وها هي “أيام الشاطر حسن “..
إطلالتها جديدة الأديبة المبدعة حيث تضع لمساتها الأخيرة كي يروي عملها النور .
،ومن عملها البديع اقتطفت لنا منه هذه السطور..
🍂
( تختلط طقطقات الخشب مع أصوات حفيف الأشجار من حولي، هسيس النار يتسلل ببطء من كرناف النخيل. يعلم حسن أني لا أشرب الشاي إلا في صُحبة. زينب تشربه في كوب صغير، المارد الأبيض يشربه في كوب كبير، حسن يضع فيه الليمون، يقطفه من الشجرة المجاورة، وأنا أشربه في فنجان روميو وجوليت..
حياة الخلاء لها طقوسها، ويجب احترامها، هكذا علمني حسن.
الأكواب لا ينبغي وضعها على صينية، الأكواب تُوضع على الرمال، في منتصف الدائرة، ونتحلق نحن من حولها.
يرفع المارد الأبيض براد الشاي، على مهل يصب الشاي للمتحلقين في دائرة، تتشكل موجات صغيرة في الأكواب، وتفوح رائحة الشاي تملأ المكان.
يحكي حسن، أقترب أنا منه، لتصلني كلماته قبل الجميع..
يزداد توهج كرناف النخيل وخشب الزيتون والرمان، ويضيع صوت حسن.
لم يعد أحد هنا، لا شيء إلا الصمت وأصوات الطيور المهاجرة تعلن عبورها بحر مدينتنا، فرحة بانتهاء رحلتها، لا تعلم أن خلف كل شجرة عين تترصدها..
وضعت الأكواب والسكر والشاي في منتصف الدائرة، وجلست وحدي، أنتظر مجيء حسن وزينب والمارد الأبيض، لنعيد رسم الدائرة ..)
يذكر أن للأديبة الروائية إنتصار عبد المنعم أعمال متميزة في(الرواية والقصة وأدب الطفل والتراث) وقد ناقش أعمالها رسالة الماجستير الباحث محمد جوهر بكلية الآداب، جامعة دمنهور،
تحت عنوان:
“الخطاب السردي عند انتصار عبد المنعم طرائقه وعناصره الفنية”.