أضواء كاشفة
اللقطة المثالية التى شهدناها لرجال الاهلى والزمالك فى مباراة السوبر لكرة اليد باجتماعهم قبل اللقاء على صلاة الجماعة معا يؤكد أن مايبنى على الإيمان لابد أن يخرج جميلا ورائعا وساحرا وجذابا ومدعاة للفخر حقاً.
*أثبت لاعبو الفريقين أن الرياضة مع الإيمان تهذب النفوس والقلوب والفكر والوجدان ..من هنا كانت المتعة الحقيقية للمباراة قدم فيها اللاعبون أداء ومستوى يليق باللعبة وبهما بجانب ماقدموه معا من صورة حقيقية للهدف الذى من أجله نمارس الرياضة.
*كما أثبت اتحاد كرة اليد أنه الأفضل بهذه الصورة التى خرجت بها المباراة وسبقتها العروض القوية والأداء المتميز للاعبى المنتخب الذى يضم لاعبى الفريقين فى المونديال الذى أقيم بالقاهرة ثم أوليمبياد طوكيو.
*وفى النهاية فاز من فاز وخسر من خسر ولم نسمع مايؤذى آذاننا من تشويه لإنجاز أوتحقير للبطولة التى فاز بها الزمالك عن جدارة مثلما نرى مع أى بطولة يفز بها أى فريق فى الكرة..وإن كان هناك خروج عن النص لم يكن من لاعبى الفريقين بل كان من لاعبى الكرة أنفسهم.
*بالفعل لقد أسقط لاعبو اليد “ورقة التوت” التى كنا ندارى بها سوءاتنا الكروية وكشفت عن أن هناك شرخا كبيرا فى الأسرة الكروية التى تعتبر كبيرة العائلة الرياضية والتى للأسف لم ترتق الى نفس مستوى الأخت الصغرى والتى تأتى فى المرتبة الثانية من حيث الشعبية.
*من الطبيعى ان يتقاسم الناديان البطولات ..فهما قطبا الرياضة المصرية ..اليوم اللقب هنا ..وغدا هناك ..وبعد غد ربما يوفق ناد ثالث ورابع لقباً منهما.. فتلك هى الرياضة التى لاتعترف بفائز أبد الدهر أو خاسر “على طول الخط” وإلا ماكان هناك تنافس الذى يجب أن يصب فى بوتقة المنتخب لكن البعض يريد أن يفوز بكل الألقاب وأن يتفرج عليه الباقون وهذا ليس من أعراف الرياضة.
*و”العوار” الذى تعيشه كرة القدم انعكس على المنتخب الذى لم يقدم المستوى الذى نرجوه فى تصفيات بطولة كاس العالم التى نتمنى أن نكون أحد المنتخبات التى لها تواجد فيها بعد عام من الآن وانصبت الانتقادات على الجهاز الفنى السابق الذى كان يقوده حسام البدرى – وهو جزء مما رأيناه-..وتناسى الجميع ان المستوى الجيد لن يأتى إلا بمنظومة جيدة أولاً ثم بالإلتزام فى الملعب وخارجه من لاعبين المفروض أنهم نجوم وأنهم قدوة للجماهير ومن مسئولين ايضا لم يمهدوا الأرض الخصبة للتنافس الشريف وليس للمشاحنات والإحتقان مع رفع شعار مادمت تشجع الطرف الأخر فأنت “عدوى” لأنه من الأساس لا”عداء” فى الرياضة التى تبنى على الأخلاق أولا وقبل أى شئ نتقبل الخسارة قبل الفوز ولانعرف من أين تسللت هذه الشعارات والتى لم نرها إلا من فترة ليست بالبعيدة.
*مانعيشه فى الوسط الكروى بعيد كل البعد عما نعيشه فى كرة اليد بل وفى اللعبات الأخرى وليتهم يتعلمون ..والأسباب عديدة يأتى على رأسها “السوشيال ميديا” التى اطلقت العنان للجماهير وغير الجماهير أن تنفخ فى نيران التعصب و”قنوات الفتنة” وأولئك الذين خرجوا من الملاعب “معتزلين” بإرادتهم أو رغما عنهم ويجدون قنوات تفتح لهم أبوابها ليطلقوا صرخاتهم “عمال على بطال” ثم يطلق عليهم لقب أعلاميين ..لاهم لهم إلا أن يكونوا “تريند” حتى لو كان على حساب استقرار الشارع الكروى خاصة والرياضى عامة يبحثون عن نسبة مشاهدة كاذبة تؤجج نار التعصب ولاتطفئها..هذا يطلب رضا جمهور ناد معين فيشن هجماته على النادى المنافس وأخر يرد عليه حتى أصبح الشارع يغلى بسببهم يساعدهم انفلات بعض اللاعبين والمسئولين والسير فى نفس التيار والجمهور مغلوب على أمره يعجبه انفلات الإعلامى وشطحات نجومه ومسئولي ناديه حتى وإن كانت على غير الحقيقة المهم أنها ترضيه وترضى مايتمنى.
ياسادة ..استقيموا يرحمكم الله ..الرياضة هى تعلموا مماشهدناه فى السوبر الإفريقى لليد.. تجمعنا الصلاة ونفترق ونحن أخوة متحابين الخاسر يهنئ الفائز بعيداً عن “أبواق”التعصب الأعمى.