»»
في إطار ابداعاته الأدبية المتميزة ،وضمن إصدارات معرض القاهرة الدولي 2024 صدر حديثا رواية “البِچَاوية”، للكاتب الروائي الإعلامي رضا سليمان.
الرواية تعرض بجناح دار” غراب” للنشر والتوزيع، وعن “البِچَاوية” يقول رضا سليمان: سنوات وسنوات كانت تختمر فيها هذه الكلمات، حتى حان وقت الميلاد الطبيعي لترى النور .. فتنسكب عبرات إلى الأوراق متجسدة عبر كلمة وحيدة “البِچَاوية”.
ويضيف: القسوة لا تؤثر فى القلوب فقط، القسوة تخلق أجيال مريضة، مشوهة. وماذا ننتظر من أرض أفسدنا طبيعتها؟!
البِچَاوية: إلى قلوب ارتقت حتى جاورت الملائكة..ثم عادت.. لتصنع من بهجتها جنة تحتوينا.
من أجواء البِچَاوية : فقط صوت بكائها المكتوم يصلني.. أنتظرها تهمس بأي كلمة.. لكن سخونة أنفاسها تُلهب أذني.. لا أعلم أين توجد بالتحديد على سطح هذا الكوكب.
انقطع التواصل بيننا منذ ثلاثة وعشرين عامًا.. لو أعلم مكانها لذهبتُ إليها مباشرة.. سألتُها أين أنتِ؟ لم تتحدث.. أهتف باسمها “نسرين” عشرات المرات، أنطقه بنفس الطريقة التي كانت تحب أن تسمعها مني: نسرينااااا.. أجيبي يا حبيبتي؟! .
🍂
ومن سطور الراوية :
عُدنا وقد أضاء ليل القاهرة لمبات بيضاء وصفراء، تنعكس أشعتها على نيلها، وسياراتها، ومبانيها، وناسها، في روعة عروس تتزين يوم عرسها، عُدنا وقد امتلأ كل واحد منا بالآخر.. بصديقه.. حتى إذا ما وصلنا إلى الفندق.. ودعتُها ثم وقفتُ حتى تدخل، ولكنها ظلت واقفة لتودعني.. لتمر علينا ساعة ونحن نتحدث عن الوداع، وتحوطنا ابتسامات الدهر، تغرد حولنا الطيور، رغم أن طيور العالم كله قد أوت إلى أعشاشها في ليلنا هذا، تنسكب في آذاننا ألحان سنباطية ترافق الشجن الكلثومي من مقهى قريب.
🍂
يجرني “منصور” من شعر رأسي المغطى، قبضة يده مثل مخالب من حديد صدئ، حتى إن أظافره غُرِست في جلد رأسي؛ لتترك أثرًا لن يُمحى، كلمته كانت عنيفة إلى حد من القسوة، لم أكن أتخيل وجوده في الحياة.. أنا “فاجرة؟!”.. كدتُ أفقد وعيي، وهو يجرني إلى الخارج، وحوله عصابته، أمرُّ بجوار “سعيد”، وأنحني نحوه على الرغم مني؛ كي أطمئن على أنه حي، وكنتُ سألقي بجسدي فوقه لأضمه إلى صدري، وأصرخ لاعنة الحياة.. لكن هذه الانحناءة البسيطة يشعر بها “منصور”؛ فيجذبني إلى أعلى في عنف مضاعف.. أتعلق بجسدي كله من شعري في الهواء، وكأني دمية يحركها.
🍂
(رضا سُليمان) في سطور
– كاتبٌ مصري، وُلد عام 1972.. حصل على ليسانس الآداب، قسم الإعلام، جامعة الزقازيق، يعمل حاليا مخرجا في الإذاعة المصرية، شبكة البرنامج العام.
– له العديد من المسلسلات والبرامج الدرامية الإذاعية، تأليفا وإخراجا، أشهرها برامج: (أوراق البردي، قطوف الأدب من كلام العرب، همسة عتاب).. ومسلسلات : (بقى دا اسمه كلام ، كليلة ودمنة ،حول العالم فى ٢٠٠ يوم ، عبده رايح فين ، غريب فى بلاد غريبة ، يوميات مرزوقة ومرزوق ،الرسول فى رمضان ، حقك يا مصر ، قناة السويس ، ألقاب الصحابة ، كوميديا زمبليطة ع الخريطة ، مين ولا مين ،وقادة التنوير، ومن يصنع التاريخ، أصل الكلام، من عشمي، احسبها صح تعيشها صح وغيرها من البرامج والأعمال الدرامية.
– محاضر مادة (فن الكتابة والإخراج الإذاعي) في عدد من كليات الإعلام وأقسامها، – نشر مقالاته في العديد من الصحف اليومية والمجلات الأدبية المتخصصة.
– حصل على العديد من الجوائز الأدبية والفنية؛ منها: جائزة كتاب اليوم الأدبي، جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة، جائزة مدينة زايد الذهبية للإبداع، جائزة الإبداع الذهبية في مهرجان تونس للإعلام العربي، جائزة (الإذاعيون يبدعون).
– صدر له: المسرحية الكوميدية (آدم تو).. الهيئة العامة للكتاب، وكتاب (فن الهبدلوجي) من الأدب الساخر، وروايات: عمدة عزبة المغفلين، مطلب كفر الغلابة، ماريونت، وحي العشق، ظلال الموتى، شبه عارية، ما قبل اليوم الأخير، المُدنَّس، أسيرة العشق، مدينة العميان، استراحة فاروق، أنثى في الجوار (مجموعة قصصية).