»» بقلم ✍️ د.حاتم عبدالمنعم أحمد
(أستاذ علم الاجتماع البيئي جامعة عين شمس)
كانت بداية عملية التقييم الاجتماعي والبيئي منذ اكثر من خمسين عاما مخصصة لمشروعات الإنتاج والتنمية بوجه عام ولكن هذا لا يمنع من الاستفادة من العلم في مختلف جوانب الحياة ،ولذلك فان عملية تقييم الأثر الاجتماعي والبيئي مهمة ويمكن الاستفادة منها. بل اعتقد انها ضرورية قبل اتخاذ أي قرار مهم للإنسان سواء في حيياته الشخصية او الاسرية او العملية في مجال عمله بل يجب أن تكون أسلوب حياة وخاصة بعد ثروة وثورة المعلومات في عصر الانترنت الذى يتميز بسهولة الحصول على المعلومات للجميع حيث يصعب الآن إخفاء أو حجب المعلومات..
ومن هنا أهمية نشر ثقافة التقييم الاجتماعي والبيئي للجميع بداية من الاسرة والشباب ليس فقط للوصول لحياة اسرية أكثر سعادة واستقرار ،ولكنه مطلوب أيضا سواء في الاسرة او المجتمع لدعم ثقافة البحث والحوار والمشاركة الجماعية في دراسة واتخاذ القرار من كافة أبعاده فهو بمثابة تدريب عملي على كيفية اتخاذ القرار السليم في المكان والزمان المناسب مما ينعكس على المجتمع.
ويكتسب الجميع هذا النهج العلمي في الوصول إلى نوعية حياة أفضل في كافة الأبعاد والمستويات ،ويدعم ثقافة الحوار والمشاركة في اتخاذ القرار مما ينشر هذه الثقافة وتصبح أسلوب حياة للجميع ويوفر خبراء لديهم خبرات وتجارب سابقة ونصل إلى عرف مجتمعي يحترم ويشارك بفاعلية في عملية تقييم الأثر الاجتماعي و البيئي للمشروعات وكافة القرارات لأن مفهوم عملية اتخاذ القرار تعنى: (عملية انتقاء واختيار حل مناسب من بين عدة حلول لمواجهة تغيرات في الواقع او المستقبل ) وكلمة عملية تعنى عدة خطوات متتابعة ومرتبطة ببعضها البعض للتعامل مع الواقع والمستقبل كما يعنى التعريف دراسة عدة بدائل لاختيار الأفضل وهناك تعريف آخر لاتخاذ القرار بأنه:( عملية تعتمد على العقل للتعامل مع المستجدات)،وهذا التعريف أكد بأنها علمية لأنها تعتمد على العقل لمواجهة المستجدات ولذلك مطلوب اجراء عملية تقييم أثر اجتماعي وبيئي شاملة لأى قرار خاص بالفرد أو اسرته أو عمله أو مجتمعة أيضا فعلى مستوى الفرد عليه اجراء دراسة شاملة وتقييم شامل في لمرحلة الثانوية قبل اختيار الكلية التي سوف يلتحق بها وهل الدراسة ثم العمل في هذا التخصص مناسب لقدراته وامكانياته المختلفة بحيث يمكنه العمل والتفوق في هذا التخصص..
ثم ماهي البدائل في حالة عدم قدرته على الالتحاق بهذه الكلية مثلا وأيضا عند التقدم لعمل علية دراسة مميزات وعيوب هذا العمل سواء من حيث المكان او فرص النجاح والبدائل وخلافه..
وأيضا عند التفكير في الزواج او السفر او تغير جهة العمل ماهي الاثار المتوقعة مثلا لسفره من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والصحية.. هل السفر سوف يسبب مشاكل للأسرة والابناء او الإباء مثلا.
وهنا أتذكر ظاهرة “عبدة الشيطان” حيث كانوا في مرحلة الشباب ومعظمهم آبائهم مسافرون للعمل بالخارج مع الأمهات ويقيم الأبناء مع الجد والجدة، وهنا نجد كثير من حالات اغتراب الاسرة أو حتى الآباء فقط للعمل وجذب المال قد يكون له أثار اجتماعية ونفسية أخطر وأهم من كسب المال في بعض الحالات وخاصة إذا طالت فترات السفر والابتعاد ..
وهنا تساؤل هل تم عمل تقييم اجتماعي وبيئي شامل للإيجابيات والسلبيات المرتبطة بهذا القرار وهل شارك في اتخاذ القرار جميع افراد الاسرة ،في مقدمتهم الأبناء ام قرار منفرد كما يشمل التقييم بيئة العمل الجديد ..وهل مناسبة أم لا وآثار ذلك القرار على الصحة العامة والأسرة الكبيرة الممتدة مثل الآباء والأمهات مثلا ،ويمتد التقييم الشامل إلى قرارات اختيار المسكن او تغيره وأيضا قرارات العمل وخلافه وكافة مجالات الحياة بحيث يكون التقييم منهج حياة للإنسان والاسرة والمجتمع والدولة.. والله ولى التوفيق.