بقلم ✍️ الأديب: يوسف الرفاعي
أحدهم.. درس لغة عربية ثم شريعة وقانون والحظ ابتسم له فأصبح يفتي في الدين. وتحول بين عشية وضحاها إلى نجم فضائي اللهم لا حسد.
** المهم .. في غمرة سباق التريندات والهرولة المرضية خلف الشهرة و “الفولوارز” وما سيتبعها حتما من “امطار الدولارات” ظهر الرجل في أحد البرامج ليصبح الناس بأن زواج الفقراء حرام!!
** ولا شك أن الرجل استند إلى بعض الأقاويل المتطرفة في كتب قديمة ولها وجاهتها .. على أساس أن مسؤوليات الحياة أصبحت صعبة ومكلفة جدا وبلا بلا بلا.
** يأتي ذلك في وقت كثرت فيه احباطات الفقراء وأصبحوا ضائعين بكل ما في الكلمة من معنى. وفي وقت انتشرت فيع الموبقات والانحرافات من الجنسين بصورة مؤسفة، فمن لا ينحرف يصيبه الجنون او يدمن او يقطع الطريق وينتهي إلى آخره.
** لكن “البيه” بيفتي ويقول لك الجواز حرام إذا لم تكن قادرا عليه. ربما لأنه ولد غنيا ومقتدرا ماديا وجنسيا نفسي أن الرسول الكريم قال: “إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض”، ولم يتحدث عن كون الخاطب عنتيلا أو مليونيرا.
** والله عز وجل يقول: “وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32] ولكن “البيه” قرأ رأيا في كتاب وجاء ليفتي في زمن كثرت فيه الفتوى دون مراعاة للحالة العامة للمجتمع.
** لكن يبدو أن “البيه” يريد أن يساير موضة تنفير الشباب من الزواج. ونسي أن كثيرا من الصالحين زوجوا بناتهم لرجال لا يملكون شيئا من متاع الدنيا لكنهم يحفظون أجزاء من القرآن. او ربما لم يسمع عن ذلك.
** وما المانع أن كان الأب غنيا أن يعين الخاطب أن كان حسن الخلق حتى وإن لم يملك سوى راتبه من الوظيفة؟ وما المانع أن يعين الأب الغني ابنته التي لا يستطيع زوجها في مقتبل حياتهما أن يلبي لها كل أحلامها بدلا من أن تصبح عانسا وتمضي بقية عمرها حسرة على ضياع فرصتها؟
** يا “بيه” تذكر قول الله عز وجل: ” ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام”… فمن حرم زينة الله التي أخرج لعباده؟ يا “بيه” ليتك تبحث عن التريند في نقرة أخرى غير هذا الموضوع الحساس .. ويكفي ضغطا على الشباب .. بل اطلب لهم العون او التزم الصمت.
****