المساجد هى بيوت الله فى الأرض..دائما عمرانه بذكره..يتجه إليها المواطنون يوميا فى الصلوات الخمس لإقامة الصلاة تعبدا وتقربا إلى الله عز وجل،وفى شهر رمضان الفضيل تزدان لإستقبال المواطنين لاداء الصلاة يتوجهون إليها ما أن ينطلق صوت الأذان، والذهاب إلى المسجد فى رمضان له فرحة وبهجة مميزة وبعض المساجد خاصة الشهيرة تنظم يوميا ندوات احتفالا بالشهر الكريم وتعليم الناس وتوعيتهم بصحيح الدين،المساء يوميا وعلى مدار الشهر الكريم تلقى الضوء على بيت من بيوت الله المنتشرة فى جميع أنحاء
المحروسة واليوم نلقى الضوء على مسجد الصالح طلائع
الذى يقع في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، وهو آخر مساجد الدولة الفاطمية، وبُني عام 1160، قبل 11 عامًا من سقوط الدولة الفاطمية في أيدي القائد صلاح الدين مؤسس الدولة الأيوبية.
أمر بإنشائه الصالح طلائع بن رزيك، وزير الخليفة الفاطمي الفائز والخليفة العاضد من بعده، وكان غرضه من بنائه أن يدفن فيه رأس الإمام الحسين، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وابن الإمام علي بن أبي طالب.
وعارض الخليفة الفائز دفن رأس الحسين في هذا المسجد، بعد أن أشار عليه خواصه بأن رأس الإمام الحسين جد الفاطميين يجب أن يدفن في قصر، لذا أعد له مشهدا داخل باب الديلم وهو المشهد القائم حتى هذه اللحظة.
واكتمل بناء المسجد كما خطط له عام 555 هجرية، ومع ذلك لم تقام فيه صلاة الجمعة إلا بعد 100 عام، وأقيمت لأول مرة في عهد السلطان المملوكي عز الدين أيبك عام 1257 الذي حوله إلى مسجد وجامع.
وجامع الصالح طلائع من أكبر المساجد التاريخية في القاهرة، تبلغ مساحته الكلية 1522 متراً مربعًا، ويعرف بـ”الجامع المعلق”، لأنه عند بنائه كان يرتفع بمقدار 4 أمتار عن مستوى سطح الأرض.
ومساحة الجامع مستطيلة، ويتوسطه صحن مكشوف مساحته 454 مترًا مربعًا، وله صهريح أرضي، و4 أروقة، ومنها رواق القبلة الذي يتألف من 3 بائكات، والثلاثة الأخرى يتكون كل منها من بائكة واحدة.
وللجامع 4 واجهات رئيسية، كلها مبنية بالحجر، وأهمها الواجهة الغربية، وبها الباب الرئيسي، وأمامه رواق مقام على 4 أعمدة رخامية، تحمل عقودًا مزخرفة عليها أفاريز من كتابات قرآنية بالخط الكوفي
جامع بلا مئذنة
وكان جامع الصالح طلائع أول مساجد القاهرة الذي يخصص له باب خشبي، وكان مصفحًا بالنحاس ومزين بزخارف ونقوش إسلامية، ويوجد هذا الباب الآن في متحف الفن الإسلامي وسط القاهرة.
وللجامع محراب بسيط ومنبر، أما مئذنته القديمة فكانت تعلو باب الواجهة الغربية، لكنها هدمت في وقت غير معلوم على وجه التحديد، وجرى بناء مئذنة أخرى عام 1926، لكنها أزيلت وبقي الجامع بلا مئذنة.
جدد جامع الصالح طلائع الأمير بكتمر الجوكندار في زمن السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 1299، وخضع لعملية ترميم عام 1302 عندما ضرب مصر زلزال كبير تسبب في تصدع الجامع وانهياره جزئيًا