»» أهم النتائج : الإدارة الفعالة لرأس المال النفسى تتطلب نشر وتبنى ثقافة تنظيمية تشجع وتدعم قيم المشاركة ، الشفافية ، العدالة ، التقدير والتحفيز ، التمكين والتفويض ، والثقة والاحترام المتبادل
»» إدارة رأس المال النفسى قيمة جوهرية فى حد ذاتها ، ولا تقل عن إدارة رأس المال الفكرى أو التنظيمى أو الاجتماعى ،أو المادى.
»» أبعاد رأس المال النفسى قابلة للقياس والتنمية والتدعيم والإدارة ، من خلال أساليب واستراتيجيات وآليات عديدة ومتنوعة
»» تقرير ✍️ د.خالد محسن
بعد مناقشات علمية مستفيضة ورصينة بكلية التربية جامعة الزقازيق قررت لجنة الحكم والمناقشة منح الباحثة حنان السيد عطية أبوحجارة درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الرسالة وتداولها مع الجامعات الأخري.
جاءت الرسالة بعنوان “الريادة الاستراتيجية وعلاقتها بادارة رأس المال النفسي وتجويد الولاء التنظيمي لدي العاملين بالمدارس الثانوية العامة بمحافظة الشرقية (دراسة ميدانية).
تكونت لجنة الإشراف والحكم والمناقشة من:
– د.أحمد نجم الدين عيداروس أستاذ ورئيس قسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية بكلية التربية جامعة الزقازيق.
– د.محمد عيد عتريس أستاذ التربية المقارنة والإدارة التعليمية بكلية التربية جامعة الزقازيق.
– د. أشرف محمود أحمد
أستاذ التربية المقارنة والإدارة التعليمية بكلية التربية عميد كلية التربية بالغردقة جامعة جنوب الوادي.
_ د.عبدالرازق محمد زيان أستاذ مساعد الإدارة التربوية وسياسات التعليم بكلية التربية جامعة الإسكندرية.
شهد المناقشة لفيف من الباحثين وأقارب وأصدقاء الباحثة.
وفي دراستها أكدت الباحثة أنه لا يمكن للمؤسسة التعليمية أن تحقق أهدافها المنشودة في ظل المتغيرات والتحديات الصعبة التي تحيط بمؤسسات التعليم اليوم، إلا إذا اتبعت المؤسسة استراتيجية أو عدة استراتيجيات للتنافس ، تمكنها من تحقيق طفرات استراتيجية وتنافسية حقيقية ، وتعد الريادة الاستراتيجية أحد أهم هذه الاستراتيجيات التى يمكن للمؤسسة من خلالها تحقيق أداء فعال ومتميز.
كما أشارت إلى أن الريادة الاستراتيجية تعد نهجاً جديداً فى الأدب الإدارى الاستراتيجى ، يعتمد على تكامل المنظور الريادى (البحث عن الفرص واستغلالها) والمنظور الاستراتيجى (البحث عن المزايا التنافسية واستدامتها) ، من خلال وضع ريادة الأعمال فى إطار ومنظور استراتيجى ، بمعنى إدارة ريادة الأعمال بشكل استراتيجى للحصول على مزايا تنافسية مستدامة ، كمصدر حيوى لخلق الثروة والقيمة.
وأوضحت أن رأس المال النفسى هو حالة نفسية إيجابية لدى الفرد تتسم بالكفاءة والفعالية الذاتية والثقة فى القدرة على التعامل مع المهام والمسئوليات الصعبة والقيام بها على أكمل وجه ، والتفاؤل من خلال إعطاء سمات إيجابية للنجاحات أو الإخفاقات ، والأمل حيث قوة الإرادة تجاه تحقيق الأهداف ، والبحث عن مسارات وبدائل عديدة فى سبيل ذلك ، والمرونة حيث القدرة على مواجهة التحديات والأزمات وسرعة الارتداد بعدها لما كان قبلها وأفضل .
وقد نال موضوع رأس المال النفسى وإدارته أهمية بالغة فى الفكر الإدارى ، كونه يتعامل مع أهم جانب فى شخصية الفرد ، وهو الجانب النفسى والمعنوى ، فالحالة النفسية تملك أثراً كبيراً فى تعزيز الأداء المتميز ، فضلاً عن أن وجود مستويات من رأس المال النفسى الإيجابى ، يمكن أن تسهم فى زيادة مشاركتهم وانخراطهم فى العمل وتحفيزهم ، وزيادة مستوى الولاء التنظيمي لديهم .
كما أشارت الدراسة لوجود علاقة وطيدة بين إدارة رأس المال النفسي والولاء التنظيمي ، والذي يعد بمثابة تعهد العاملين بالعمل على نجاح المؤسسة التعليمية ، والاعتقاد بأن العمل بها هو الخيار الأفضل ، كما أنهم يخططون للبقاء بها ، ولا يبحثون عن البديل ، ولا يستجيبون إلى العروض الأخرى.
مشكلة البحث
على الرغم من الجهود والمبادرات المصرية المبذولة ، إلا أن الواقع الفعلى يشير إلى سلبيات عديدة وأوجه قصور متنوعة سواءً فى الريادة الاستراتيجية أو ادارة رأس المال النفسي ، ومن ثم في جودة الولاء التنظيمي لكافة العاملين بالمدارس الثانوية العامة .
وعرضت إحدى الدراسات لدلالات واقع جودة التعليم قبل الجامعى بمصر ،كما يلى:
– عشوائية المشروعات الإصلاحية ، وضعف كفاية البنى التحتية والتجهيزات التعليمية.
– ضعف مستوى الرضا المجتمعى الناتج عن تدنى جودة الخدمات المقدمة وعدم استقرار السياسات التعليمية ، وتحويل تلاميذ مصر إلى حقول تجارب.
– الفجوة الواضحة بين السياسات والممارسات التطبيقية وتنفيذ الاستراتيجيات ، فرغم كثرة الهيئات التى تدعم تحسين جودة التعليم ، إلا أن المردود لازال ضعيفاً للغاية.
– ضعف كبير فى المؤشرات الكيفية لجودة التعليم ، رغم التحسن –إلى حد ما – فى المؤشرات الكمية.
كما عرضت وثيقة استراتيجية التنمية المستدامة – رؤية مصر 2030 لأهم التحديات التى تواجه تحقيق جودة التعليم قبل الجامعى بمصر ، والتي من أبرزها:
– انخفاض أعداد المعلمين بشكل واضح وعدم وضوح معايير توزيع المعلمين .
– عدم تحديد موعد ملزم لتحقيق الجودة والاعتماد.
– تدهور الثقة بين المجتمع ومنظومة التعليم.
– الأمية الرقمية لمعظم المعلمين ، ونقص قواعد البيانات اللازمة لدعم اتخاذ القرار.
– صعوبة تطبيق فكر تطوير المناهج وتغييرها ، وضعف فاعلية وكفاءة التدريب الحالى.
– تقلص دور المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى العملية التعليمية.
– قلة عدد الفصول وضعف كفاءة توزيعها.
– ضعف درجة استعداد المدارس للاعتماد ، والاحتياج إلى إمكانات وإلى مواردكافية لتهيئة المدارس للجودة الفعلية المطورة.
يتضح من عرض الأدلة والمؤشرات السابقة ، مدى تدنى ترتيب مصر فى مؤشرات الريادة والتنافسية والابتكار والجودة علي المستوي الدولي والاقليمي ، نظراً لتواجد العديد من الإشكاليات والمعوقات والتحديات داخل المنظومة التعليمية وخارجها ، لذا يجب السعى لتحقيق نوع من الطفرات الاستراتيجية والتنافسية للتعليم قبل الجامعي المصري ، من أجل تحسين سمعته ومكانته الدولية ، ومن وجهة نظر الدراسة الحالية لن يتحقق ذلك إلا من خلال إتباع استراتيجيات ومداخل حديثة تجمع وبشكل متكامل بين التوجه الريادى والاستراتيجى والتنافسى وفي نفس الوقت مداخل تعطي الاهتمام الكافي والضروري لرأس المال النفسي بما يحقق الولاء التنظيمي ، ومن أهم هذه المداخل مدخل الريادة الاستراتيجية وادارة رأس المال النفسي.
وفى ضوء ما سبق حاولت الدراسة الاجابة عن الأسئلة التالىة :
1- ما الإطار النظري للريادة الاستراتيجية في ضوء الأدبيات الادارية التربوية المعاصرة ؟.
2- ما الأسس النظرية لكل من إدارة رأس المال النفسى والولاء التنظيمي وطبيعة العلاقة بينهما في ضوء الأدبيات الادارية التربوية المعاصرة ؟.
3- ما الجهود والمبادرات المصرية فى إطار الريادة الاستراتيجية وإدارة رأس المال النفسى بما ينعكس علي تجويد الولاء التنظيمي لدي العاملين بالمدارس الثانوية العامة ؟.
4- ما واقع كل من الريادة الاستراتيجية وادارة رأس المال النفسي والولاء التنظيمي لدي العاملين بالمدارس الثانوية بمحافظة الشرقية ميدانياً ؟.
5- ما الاجراءات المقترحة لتوظيف كل من الريادة الاستراتيجية وإدارة رأس المال النفسى بما يدعم تجويد الولاء التنظيمي لدى العاملين بالمدارس الثانوية العامة بمحافظة الشرقية ؟.
منهج البحث وأدواته
استخدم البحث المنهج الوصفى من خلال الإجراءات المنهجية التالية :
1- جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بمتغيرات الدراسة : الريادة الاستراتيجية وادارة رأس المال النفسي والولاء التنظيمى من خلال عرض البحوث والدراسات والرسائل العلمية والكتب في هذه المجالات وتحليلها.
2- تحليل ورصد طبيعة العلاقة بين كل من الريادة الاستراتيجية وادارة رأس المال النفسي والولاء التنظيمى.
3- رصد الجهود والمبادرات المصرية في كل من الريادة الاستراتيجية وادارة رأس المال النفسي والولاء التنظيمى في التعليم قبل الجامعى بوجه عام ، وفى المدارس الثانوية العامة بوجه خاص.
4- بناء أداة الدراسة الميدانية (الإستبانة) للوقوف علي واقع كل من الريادة الاستراتيجية وادارة رأس المال النفسي والولاء التنظيمى بالمدارس الثانوية العامة بمحافظة الشرقية .
وتم تطبيق الاستبيان على عينة عشوائية بلغت (293) فردا من العاملين بالمدارس الثانوية العامة الحكومية بمحافظة الشرقية ، وتم الاقتصار علي فئات ثلاثة هي الأكثر واقعية ومصداقية في الحكم علي دور ادارة المدرسة الثانوية في تطبيق وتفعيل الريادة الاستراتيجية ومدي كفاءتها في ادارة رأس المال النفسي بما يؤدي الي تجويد الولاء التنظيمي ، وهذه الفئات هي : المعلمون ، الأخصائيون ، والاداريون .
5- الخروج من كل ما سبق بمجموعة من الاجراءات المقترحة التي قد تسهم في تدعيم كل من كل من الريادة الاستراتيجية وادارة رأس المال النفسي والولاء التنظيمى لدي العاملين بالمدارس الثانوية العامة بمحافظة الشرقية.
نتائج الدراسة
تمثلت أهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة فيما يلي :
1- تعد الريادة الإستراتيجية أحد أهم المداخل الحديثة في الفكر الإستراتيجي , والتي يمكن من خلالها تحسين الأداء التنافسي للمدارس الثانوية العامة وتعزيز المركز التنافسي لها ، فهي مدخل جديد للتفكير في ريادة الأعمال بمنظور إستراتيجي.
2- أن ثمة علاقة أكيدة ووطيدة وقوية بين إدارة رأس المال النفسى وتحقيق الولاء التنظيمي لدي المعلمين والعاملين بالمدارس الثانوية العامة ، حيث تعد إدارة رأس المال النفسى مدخلاً إدارياً يمكن أن يسهم فى تحقيق الولاء التنظيمي.
3- أن الاجراءات المقترحة هي نتاج حقيقى واستخلاص واقعى لما أسفرت عنه هذه الدراسة من نتائج ، سواءً النتائج المتعلقة بالإطار النظرى ، أو المتعلقة بالواقع الميدانى للريادة الاستراتيجية وعلاقتها بادارة رأس المال النفسي وتجويد الولاء التنظيمي.
4- أن الإدارة الفعالة لرأس المال النفسى تتطلب نشر وتبنى ثقافة تنظيمية تشجع وتدعم المشاركة ، الشفافية ، النزاهة ، العدالة ، التقدير والتحفيز ، التمكين والتفويض ، والمساءلة والمحاسبة ، والثقة والاحترام المتبادل.
5- أن إدارة رأس المال النفسى قيمة جوهرية فى حد ذاتها ، ولا تقل –بأى حال من الأحوال- عن إدارة رأس المال الفكرى أو العلاقات أو التنظيمى أو الاجتماعى أو المادى.
6- أن راس المال النفسى لم يأخذ حظه من الاهتمام الجدى والحقيقى ، مثلما كان الاهتمام برؤوس الأموال الأخرى ، سواءً من حيث البحوث والدراسات السابقة ، أو الإجراءات الحقيقية على أرض الواقع.
7- أنه لا يمكن –بأى حال من الأحوال- تحقيق مستويات عالية من الولاء التنظيمي ، إلا من خلال إدارة فعالة وحقيقية لرأس المال النفسى لديهم.
8- أن أبعاد رأس المال النفسى قابلة للقياس والتنمية والتدعيم والإدارة ، من خلال أساليب واستراتيجيات وآليات عديدة ومتنوعة.
وفي ضوء النتائج السابقة قدم البحث الحالى مجموعة من الإجراءات المقترحة المتعلقة بمتغيرات الدراسة وكذلك بالمحددات والابعاد المختارة ، وذلك لتحسين أبعاد كل من الريادة الاستراتيجية و ادارة رأس المال النفسي ، بما يؤدي الي تجويد الولاء التنظيمي .