» الرسالة ناقشت الأنساق الثقافية في روايات “مجيد طوبيا”
» قدم الباحث رؤية لتفاعل الدراسات الثقافية كمنهج لما بعد الحداثة، وكيف تتفاعل مع النص الأدبي لقراءته، ليس كفعل جمالي كما اعتاد النقد الأدبي، وإنما كحادثة ثقافية
في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية وبعد مناقشات علمية مستفيضة ورصينة استمرت لعدة ساعات أمس الاثنين الموافق 20 نوفمبر 2023 قررت لجنة الحكم والمناقشة منح الباحث محمد صلاح الدين السيد مصطفى درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى.
جاءت الرسالة بعنوان: «الأنساق الثقافية في روايات مجيد طوبيا».
تكونت لجنة الإشراف والحكم والمناقشة من:
– د. مرسي السيد مرسي الصباغ أستاذ الدراسات الأدبيةالمتفرغ كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس “رئيسا ومشرفا”.
– د. صالح عطية صالح مطر أستاذ الآداب والنقد الحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس “عضوا ومناقشا”.
– د.محمود الضبع
أستاذ الآداب والنقد الحديث كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس “عضوا ومشرفا”.
– د.أبو اليزيد ابراهيم الشرقاوي أستاذ الأدب العربي الحديث
بكلية دار العلوم الإنسانية جامعة القاهرة السويس “عضوا ومناقشا”.
اعتمد الباحث في دراسته علي إعمال منهج الدراسات الثقافية في روايات الأديب «مجيد طوبيا»؛ بهدف الكشف عن عمل الثقافة داخل البنية الروائية.
وقدم الباحث رؤية لتفاعل الدراسات الثقافية كمنهج لما بعد الحداثة، وكيف تتفاعل مع النص الأدبي لقراءته، ليس كفعل جمالي كما اعتاد النقد الأدبي، وإنما كحادثة ثقافية، تزول الحدود في العلوم الإنسانية عند التفاعل معها؛ مما يحتاج جهدا ذهنيّا عاليا لتحليل ثقافوية العمل الإبداعي، وكيف كانت تلك الأعمال الروائية حدثا ثقافيّا لما يدور في الحياة عبر الفترات التي تناولها «طوبيا» في أعماله الروائية؛ فقد عبرت رواياته عن الحالة السياسية والاجتماعية والتاريخية والدينية والفلكلورية للمجتمع، عبر بيئات متنوعة، وفترات تاريخية متعاقبة؛ مما أعطى للقراءة الثقافية خلالها عمقا يظهر في تحليل الأنساق الثقافية لرواياته عبر تفاعلات الثقافة ومسار الفعل الحضاري للإنسان والبيئة.
وقد خلصت الدراسة البحثية عبر إعمال الدراسات الثقافية إلى النتائج الآتية:
– قدم مجيد طوبيا ظواهر ثقافية وحضارية متنوعة، كان لها أثرها خلال بنية العمل الروائي عبر حركة الشخوص والأحداث داخل العمل.
– تنوعت ثقافوية الفعل الروائي لدى «مجيد طوبيا» عبر تعرض الشخوص والأحداث للعديد من الثقافات الإقليمية في مصر وأوربا ودول حوض النيل، بما تحوي من أفكار ومذاهب وعادات اجتماعية وتنوعات بيئية.
– لم تتوقف ثقافة طوبيا عند العمق التاريخي بل حوت امتدادًا جغرافيًّا واسعًا عبر رواياته؛ مما أفاد في تشعب الأحداث الروائية، وخلق جو من الصراع الحضاري؛ يعبر عن تحولات المجتمعات وقدرتها على مواجهة التحولات الحضارية، وكشفت عن ممارسة حالة التثاقف Acculturation.
– كان هدف الكاتب الخفي عبر مجموع أعماله الروائية البحث عن هوية وطنه وثقافته الأصيلة التي طُمست بفعل ما مر عليه من غزاة حملوا الكثير من الثقافات إليه.
– تأتي قيمة قراءة الإنساق الثقافية للأعمال الروائية لـ «مجيد طوبيا» في كونها تكشف فعل الأيديولوجيا الخفي في غمار البنية الروائية؛ فالعمل نتاج تنوع البيئات والفترة الزمنية الممتدة التي عبر عنها الكاتب؛ مما يجعل من أعماله الروائية رحلة ثقافية عبر حضارات وثقافات متنوعة تختبئ في تشكل الشخصيات وحركتها، والعمل الروائي للأحداث عبر التفاعلات النفسية والجمل الحوارية.
– لم يكن طوبيا عبر الفعل الروائي أو حتى في حياته متماهيا مع مذهب أو حزب سياسي، ولهذا فالروح الواقعية في الأغلب المسيطرة على «طوبيا» فيما تناقله عنه المحيطون به، ومما دعم ذلك دراسته للسيناريو والإخراج؛ ومن ثم استطاع التعبير عن الفترات التي تناولها والأحداث التاريخية التي مر بها بحيادية تعكس حال الحدث الذي يتعرض له.
– كان «مجيد طوبيا» بقربه من الواقع يثبت وجود الحقيقة الرأسمالية في المجتمع، ومع ذلك تخفت لديه روح حالمة بتحقق مبادئ الاشتراكية؛ حيث العدل والمساواة والحرية والقضاء على الفساد، ولكن كان الحلم يُجهض؛ بسبب كون الواقع الإنساني يقوم على التصارع الدائم والملكية الخاصة غريزة إنسانية.
– من محور الصراع الحضاري انطلق الفعل الثقافي لدى «طوبيا» لتقديم رؤية ناقدة للشرق والغرب وما حمل كل منهما من ميزات وعيوب عبر الأحداث والشخوص ومسار البناء الحواري في التشكل الثقافي والحضاري.
– ساق «طوبيا» من ثقافته كمصري أصيل حالة روحانية عبر الأفعال الروائية، إلا أنه في معرض التلاقي بين العقلانية المادية والإيمان الروحي عبر مسار الأحداث في رواياته كشف عن تسليمه بمادية الحياة، وأنه رغم العاطفة الروحية إلا أن الفكر العقلي المادي هو المسيطر على الأحداث، وهو الذي من خلاله يمكن دراسة حركة الإنسان.
– بالرغم من حياة «طوبيا» الانزوائية إلا أنه انتقد المجتمع على مستوى الفرد والجماعة والسلطة، وحمل دعوة إلى حتمية مراجعة الأفكار السائدة في المجتمع، وكذلك الأفكار الوافدة إليه، ثم اختيار الأنسب للبيئة والروح المصرية، والأكثر تطورا في الوقت ذاته.
– كان نهر النيل في أغلب روايات «طوبيا» مصدر إلهامه ومحرك أحداثه، ومن ثم اتخذه رسالة ثقافية للبحث عن هوية «مصر»؛ فهي دولة نهرية زراعية في إفريقيا، وعليها أن تصنع نتاجها الثقافي والمعرفي الخاص بها في ضوء موقعها هذا.
وختاما .. امتاز البحث بكونه كان نشاطا فاعلا للدراسات الثقافية تجاوز حدود التنظير، واتخذ من روايات الأديب «مجيد طوبيا» حقلا تطبيقيّا لهذا الاتجاه الجديد الوافد إلى الشرق الأوسط من جامعة «برمنغهام» بإنجلترا؛ حيث استطاعت الدراسة الغوص الفكري وتحليل أفعال الثقافة وتحولات الأيديولوجيا ومسارات الحضارة الإنسانية داخل التفاعل الروائي من زواياه المتعددة في بنية السرد والحوار وتفاعل الشخوص مع الأحداث والبيئة.