رمضان هل هلالك يارمضان..شهر الفرحة ولمة الأسرة على الإفطار والسحور ..شهر له جماله وطقوسه وعاداته ..ليلة الرؤية.. أول سحور ..فانوس رمضان ..تقاليد لاتجدها إلا فى مصر..حقيقى رمضان فى مصر حاجة تانية..والسر فى التفاصيل ..رمضان فى مصر ..غير الدنيا..”المساء “طوال الشهر الكريم تستدعي معك ملامح رمضان زمان بذكرياته الجميلة المحفورة فى الوجدان لنعيش معا رمضان زمان وحلاوة أيامه.
الدكتورة جهاد إبراهيم عضو البرلمان السابق والأستاذة بجامعة عين شمس تروى لنا ذكرياتها مع الشهر الفضيل فى قريتها القرين بمحافظة الشرقية قائلة:طقوس رمضان متشابهة متختلفش كتير بين المحافظات وان كان رمضان فى مصر مميز له مذاق وطعم مختلف تقدر تقول بطعم الفرحة والبهجة سعادة صناعة مصرية ..جدتى وجيلها كانوا يستقبلونه بشكل مختلف فهو مقترن بصناعة الشعرية يمر على البيوت احد المتخصصين لصناعة الشعرية مصطحبا الماكينة اللازمة لتصنيعها وهى آلة خشب تجوب كل المنازل لتصنيع احتياجاتها وفقا لعدد أفراد الأسرة والكميات التى تستهلكها ويقومون بتجفيفها فوق الأسطح أوتحميصها فى الفرن استعدادًا لتناولها فى سحور اول يوم في رمضان..الشعيرية باللبن رغم انها كانت تتسبب فى العطش الاان الاهالى يصرون على تناولها باعتبارها عادة تربوا عليها،هناك أيضا مايسمى “برة الحبايب”حيث يقوم الاهالى بصنع الفطير المشلتت قبل رمضان بيوم او يومين استعدادًا لتوزيعه على الاهل والاقارب والجيران..وايضا تكون وجبة للسحور بالتبادل مع الشعيرية، نستقبل رمضان فى الشرقية بالفوانيس حيث يتجمع اطفال القرية كل طفل حامل فانوسه ..نغنى اغانى رمضان..وقبل ذلك نتجمع لتصنيع زينة رمضان مستخدمين الكتب المدرسية القديمة ونقص الورق ونشكله على هيئة حلقات متداخلة ونكون احبال طويلة نلزقها بالنشا والدقيق ونقوم بتعليقها بين البيوت وفي الشارع ايذانا بقدوم رمضان وكان هذا التعاون والإنجاز قمة الفرحة والسعادة والثقة بالنفس اننا عملنا انجاز يثنى عليه الكبار كان ذلك اجمل ذكريات ومايتخلله من مواقف لاتنسى ،وكنا نصنع الفوانيس أيضا من الورق ،كان لازم تصنيع زينة رمضان بأيدينا، ثم تطور الامر وفرضت الزينة الجاهزة نفسها وتوقفنا عن تصنيع الزينة وكانت مرحلة أخرى لها مذاقها وذكرياتها.
أضافت أن الزينة البلاستيك بالنسبة للإفطار كان هناك عادة فى الشرقية هى أن تفطر كل أسرة وحدها وتعتبر أول رمضان موسم ومناسبة خاصة بالأسرة لاتقدم فيه على استقبال الضيوف أو إعداد العزومات والولائم. اول يوم مناسبة عائليه جدا لها خصوصيتها، من تانى يوم تبدأ رحلة العزومات وتبادلها فى جو من الألفة وصلة الرحم ،قرآن المغرب يتم تشغيله فى بيوت القرية بصوت مسموع وبمجرد تشغيله نستعد بإعداد السلاطة ايذانا بقرب انطلاق مدفع الافطار وتناول وجبة الفطور اشارة باقتراب اذان المغرب ونفس الوضع بخصوص قرآن الفجر كان بمثابة اشارة لقرب الامساك وضرورة الاسراع فى تناول وجبة السحور وانتظار اذان الفجر لاداء الفريضة والتى غالبا ماكنا نذهب إلى المسجد من أجل صلاة الجماعة فى جو من التقارب والألفة والمحبةوتوطيد الاواصر الاجتماعية ،من ٢٠رمضان اى العشر الأواخر نبدأ فى صنع كعك العيد والبسكويت وكان من قبيل العيب ان نقوم بشرائه..فلدينا مهارة التصنيع بالجودة المطلوبة والامكانيات موجودة فى البيوت سواء دقيق اوسمن كنا نصنع بكميات كبيرة لاننا نهادى الاقارب والاهل والجيران منها وايضا يتم ارسال كميات للمتزو جين حديثا وكان عرف وعادة تحرص عليها الاسر تجاه بناتها حديثى الزواج ،كان اهم مايميز رمضان هو اللمة..لمة الأسرة على طبلية واحدة فى مواعيد محددة الإفطار والسحور نسمع التواشيح والابتهالات قرآن المغرب وقرآن الفجر .زمان كنا ننام على الساعة الحادية عشر و نستيقظ قبل الفجر لتناول السحور واداء صلاة الفجر لكن الان الدنيا اتغيرت..اصبحنا نسهر حتى السحور ..رمضان شهر الخير يهل بخيره هناك تشابه فى العادات الاستهلاكية تكاد تكون واحدة شهر جميل لازم طيور واسماك ربما قل الاستهلاك بسبب الأزمة الاقتصادية لكن مازالت مائدة رمضان حافلة بالتنوع فى الأطعمة والمشروبات والحلويات، رمضان زمان كان ليه طعم مختلف ،فى الشرقية لدينا شخصية بتاع الطبلة وهو شبيه المسحراتى وهم اشخاص تخصصوا فى المهمه ابا عن جد مهمتهم اللف على بيوت القرية لايقاظها لتناول السحور بيجوبوا القرى الساعه ٢فجرا ويتبرع له الاهالى ببعض النقود ومن يجزل له العطاء يتوقف عنده طويلا وفى العيد يمر على بيوت القرية يتقاضى بعض الاموال نظير المهمة التى قام بها طوال الشهر