الحلقة الثامنة عشر ذكرياتهم..فى رمضان
رمضان هل هلالك يارمضان..شهر الفرحة ولمة الأسرة على الإفطار والسحور فى مواعيد يوميا لاتتغيرحقيقى شهر له جماله وطقوسه وعاداته ..ليلة الرؤية.. أول سحور ..فانوس رمضان ..تقاليد لاتجدها الا فى مصر..حقيقى رمضان فى مصر حاجة تانية..والسر فى التفاصيل ..رمضان فى مصر ..غير الدنيا..”المساء “طوال الشهر الكريم تستدعي معك ملامح رمضان زمان بذكرياته الجميلة المحفورة فى الوجدان لنعيش معا رمضان زمان وحلاوة ايامه الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر تروى لنا ذكرياتها مع الشهر الفضيل
ماذا عن أول يوم صيام صمتيه؟ ومن شجعك على ذلك الوالد أم الوالدة؟*
أتذكر أنني لم استطع في السنة الأولى في المرحلة الابتدائية صيام كل الأيام، فاضطررت لإفطار**
بعضها، إلا انني في السنة الثانية أصريت على أن أصوم الشهر كاملا، وكانت فرحتي كبيرة، وأجمل اللحظات عندي عندما تجتمع أسرتي على مائدة الإفطار، ورؤية مظاهر تعاون أفراد الأسرة على تجهيز مائدة الإفطار، وعند زيارة الأقرباء بعد صلاة التراويح التي نحرص جميعا عليها، وأيضًا الاستيقاظ لتناول السحور، بل إنني في الغالب أظل مستيقظة حتى الفجر، لكي لا تفوتني صلاة الصبح بعد تناول طعام السحور، وأتذكر كيف كانت والدتي تحتضنني عندما أعود من المعهد وأنا صائمة، ولعب والدي رحمه الله، وأمي -حفظها الله- دورًا كبيرًا؛ ليكونا القدوة الحسنة لي؛ وما قاما به لتشجيعي أنا وأخوتي على صوم رمضان، وتحبيبنا بالشهر الفضيل، فأدينا هذه الفريضة بكل حب وإخلاص، واكتسبنا فضائل الشهر الكريم، حيث غرسا فينا –حفظهما الله- العديد من القيم الإسلامية والتربوية، من أجل الارتقاء بنا من النواحي السلوكية والعقائدية وحتى البدنية.
–
كيف كنت تقضي يومك وأنت طفلة صغيرة في أول صيام لك؟*
مشهد رمضان وطقوسه في المنزل، حينما رأيت والدي وأخوتي يصومون خلال هذا الشهر وأسمع**
مدحهم لشهر الصوم وأهميته، تكوّنت لدي رغبة في الصيام مثلهم وأنا في سن الصغر، ولأول مرة أصوم كنت بالصف الأول الابتدائي، ولكن المشكلة الوحيدة التي قابلتها في هذا الحر الشديد هي العطش، حتى تعودت، ثم بدأت أصوم اليوم بأكمله وأنا سعيدة جداً لما وصلت إليه.
– صف لي روحانيات الشهر الكريم والتجمع الأسرى؟*
رمضان شهر الخير والعبادة والترابط والتعاضد والتكاتف والتراحم والتكافل، والظاهرة الجميلة التي**
يمكن أن نطلق عليها “لمة العيلة” أو تجمع الأسرة والأصدقاء فهذه العادة كانت ولا تزال، وقد تعودنا في طفولتنا في رمضان على سماع صوت الشيخ محمد رفعت قبل الإفطار وتواشيح الشيخ النقشبندي، وصلاة التراويح، والواجب علينا الدعوة لاستثمار هذا الشهر والروحانيات التي سوف نعيشها في كنف الشهر الفضيل وذلك من أجل تقوية المسلم لأواصر دينه وعلاقته بربه، والتعاطف والتسامح لإبراز شخصية المسلم.
–
هل هناك مواقف طريفة تتذكرها عند صيامك طفلا صغيرًا مع الأسرة والاصدقاء؟*
ولعل من أكثر المواقف هي صعوبة الصيام على الصغار في الحر الشديد، فكان الآباء والأمهات**
يشجعون أبناءهم على الصيام للتعود عليه بعد البلوغ، ففي ظل لهيب الصيف في نهار رمضان، كنت أرى بعض الأطفال الصغار يبتلعون الماء عند المضمضة في الوضوء، ورغم ذلك كان هؤلاء الصغار يسابقون الكبار على موائد الإفطار، في إيحاء منهم إلى أنهم صائمون.
–
ماذا عن أهم المواقف والذكريات الرمضانية التي لا تمحى من الذاكرة صبيا ثم شابا ثم الان *
شخصيةعلمية مرموقة بالمجتمع؟
كان الصوم صعبا علينا ونحن صغار، ورغم ذلك كنا على قدر المسئولية فكنا نستيقظ للدراسة وحفظ**
القرآن، وكنت أتسابق أنا وأخوتي في قراءة القرآن، وكان قدوتنا في ذلك آبائنا وأمهاتنا –حفظهم الله-.
– ما أهم ذكرياتكم العلمية التي لا تنساها في شهر رمضان؟*
حينما تخرجت في الثانوية الأزهرية كنت الأولى على الجمهورية في القسم الأدبي، ونشرت الصحف**
صورنا، فقد عرفت نتيجتي من جريدة الجمهورية، ولا زلت أذكر كاتب الخبر وهو الصحفي “بسيوني الحلواني”، صاحب المقال الأسبوعي كل جمعة بالجمهورية، فكانت الجمهورية هي حاملة البشرى لشخصي ولأسرتي، كما هي على العهد باقية في الاحتفاء بالأوائل، دون ميل أو هوى، لذا فإن أوائل الأزهر يحفظون للجمهورية مكاناً عالياً، ومكانة جليلة في نفوسهم.
وكيف تصف أثر الشهر الكريم في مسيرتكم العلمية والبحثية؟*
كنت أجتهد في رمضان تبركا فأظل مستيقظًة بعد صلاة الفجر؛ لأعكف على القراءة والبحث العلمي**
و بركة الصيام أنني أنجزت كثيرًا في رسالتي الماجستير والدكتوراه خلال الشهر الفضيل.
–
ماذا عن روحانيات الشهر الفضيل الآن؟*
بدأت الروح الرمضانية تقل بسبب انشغال معظم الناس بالإنترنت والتلفاز على حساب الاهتمام بقراء
القرآن والانشغال بطلب العلم والاجتهاد بطلبه.
– وما أوجه الاختلاف تحديدًا على مستواك الشخصي ثم الأسرة ثم المجتمع؟*
انشغلت الآن بأبنائي الوافدين والاهتمام بمشكلاتهم فهم سفراء الأزهر والإسلام في جميع دول العالم،*
وأصبحت مسئولة أمام الله عليهم، فنقوم من خلال المركز بعمل إفطار جماعي لهؤلاء الطلاب؛ لتقوية أواصر دينهم وعلاقتهم بربهم وعلاقتهم بعضهم ببعض.
– ما الذي تتمناه الآن في شهر رمضان المبارك لك ولأسرتك ولأحبائك ولوطنك وللأمة الاسلامية *
والعربية؟
أتمنى لي ولأسرتي وأحبابي التوفيق والسداد، ولوطننا الحبيب وللأمة الإسلامية سخاء ورخاء وأمنا؟*وأمانا