شهد بيت السناري التابع لمكتبة الأسكندرية أمسية شعرية بعنوان (قطوف من بستان الشعر) أدارها الشاعر الدكتور محمد حلمي حامد بمشاركة مجموعة من الشعراء والادباء ، وقال حلمي إن ندوة ( قطوف من بستان الشعر) هى غوص في أعماق بحر الشعر والإبداع، رحلة رائعة تشدو بأنغام القوافي وتتمايل على إيقاع الكلمات، جلسة لا تُنسى حيث تتلاقى الأرواح المفعمة بالحب لفن الشعر وابداعه، في هذه الأمسية التي تجمع بين إبداع القصيد وروعة النغم، حيث يستلهم الشعراء أعذب الكلمات ليرووا بها ظمأ الارواح، ، وجدير بالذكر أن مأساة غزة والقضية الفلسطينية قد انعكست على كثير من قصائد الأمسية دون ترتيب مسبق.
حرصت الأمسية على أن تقدم أصواتا مختلفة من الشعراء المتحققين خاصة هؤلاء الذين يتحلقون حول الشعر فقط بكافة أشكاله من شعراء يلتزمون الشكل الخليلي للقصيدة مثل الشعراء محمود مفرح ومنتصر ثروت القاضى ومحمد فايد عثمان والدكتور محمد عبد الجواد او شعراء عرفوا بالتزامهم بقضايا الشعر الفصيح الحر مثل مقدم الامسية والشاعرة ليلى حسين السيد وجمال عبد العظيم وشعراء يقدمون قصيدة العامية بأشكالها المتنوعة مثل الشعراء جرجس عبد السيد والدكتور حامد خشبة.
قرأ الشاعر الدكتور محمد حلمي حامد قصائد تربط الواقع بالاحساس بالغنائية الذي تميز بالحس الاجتماعي المفرط، الذي جمع بين شفافية الرومانسية وعمق الواقعية الاشتراكية ورقة الموشحات الأندلسية، حيث حاول الشاعر الاستفادة من أقصى طاقة يمكن أن يقدمها الشعر قاصدا توصيل أفكاره دون مواربة ودون اختباء، ، منها قصيدته (أُمنيَّات قلبٍ) التى يقول فيها:
ليتَ حَرفِى
حَبَّةٌ للقمحِ
أطحنُها لخبزِ الفقراءْ
لَيْتَــه لَحْمٌ
فيــأكلهُ عَبـــيدٌ وإِمَاء
لَيْتَه قَمَرٌ
ينيرُ اللَّيلَ للمَحْزُونِ
يهدي الغُرباء
أو بِساطٌ
طائرٌ في الرِّيحِ
يركبهُ الجِياعُ الحالِمِينْ
أو عصاةٌ تمنحُ الضَّالِّينَ
بعضًا من يقينْ
أو شراعٌ حاملٌ في البحرِ أزواجًا
تماهتْ بينَ أفئدةٍ وطينْ
ليتَ نبضى
نَجْمَةٌ في الفَجْرِ
تهدي السَّائرينْ
فيجيبُ النَّايُ عن جَسَدي
أغاني العائدِينْ.
و قرأ الشاعر محمود مفلح قصائد منها قصيدته ( أبا..الطيب معذرة) التى يقول فيها:
ستشرق شمس الله في كل بسمة
وتصفو قواف كدرتها الأعاجم
وتخضر أرض طال للخصب شوقها
وترجع من اقصى الغياب الحمائم
و قرأ الشاعر منتصر ثروت القاضى قصائد منها قصيدته (حُلَلُ الأرواح) التى يقول فيها:
إن الذين بغوا في الأرض حاق بهم
قبل الجحيم من الأهوال إعصارُ
يزلزل الأرض تحت الفاجرين فلا
يبقى عليها من الفُجار دَيّارُ
وقرأت الشاعرة ليلى حسين السيد من قصيدتها (ذات الجناحين) :
يا ” يوسف “
يا ألقاً ممزوجاً بعبير ونبيذ
اخرج من غيهب جبك
كي أعزف نغم الصدق بدربك
أنتظرك كى أرتق ثوبك بالوجد
فعيونك حد
كونك حد
سكن الليل مدار البوح
سكن البحر فلا جزر ولا مد