هل ما يقدم من فنون الآن يقوم بهذه الوظيفة على خير وجه؟
– أجاب الكاتب الروائي والمخرج الإذاعي صاحب الأعمال الإذاعية المميزة رضا سليمان قائلا :
” إن الإبداع بوجه عام موهبة من الله وعلى المرئ حسن استخدام وتوظيف هذه الموهبة، وكلما زادت ثقافة المرء زادت قدرته على توظيف موهبته وزاد وعية ” ثم دخل رضا سليمان مباشرة للحديث عن مشكلة جوهرية تحول دون قيام الفن بدوره، وعلى وجه الخصوص الدراما الإذاعية، شارحًا تقلص عملية الإنتاج الإذاعي ثم فجر مشكلة حقيقية أطلق عليها مسمى ( الوفرة المتاحة) مفسرًا إياها بأن المتلقي العادي يتلقى كل ما يقدم له دون مراجعة، واليوم يوجد إنتاج عالمي وفير جدًا ومتاح بمجرد تحريك صوابع اليد من خلال ( كي بورد) الكمبيوتر أو الموبايل،. منصات المشاهدة أصبحت كثيرة ومتوفرة وميسرة ودون رقابة تذكر، والمنافسة الإنتاجية بيننا وبين الآخر أصبحت لصالحه ويجب أن نواجه أنفسنا بالحقائق، نحن ضعاف إنتاجيًا الآن ولا نستطيع مقاومة الإنتاج الخارجي، كما أن لدينا مشكلات مادية لا تخفى على أحد من تدني مستوى أجور المؤلفين وكتاب الدراما والممثلين الإذاعيين داخل الإذاعة التي هي ركن ركين من وساءل توجيه الرسالة الإعلامية، في حين المؤلف في القنوات الخاصة أو في الخارج يتقاضى أجور مادية منصفة – بالدولار وبالدقيقة – وطالب سليمان الشعب المصري بالتصدي لهذه الوفرة المتاحة برفضه لكل عمل درامي يتنافى مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده، وطالب كل مسؤل عن الإنتاج الدرامي بضروة صنع دراما مميزة مثلما نشاهد العالم حولنا يقوم بذلك؛ شارحًا آليات عمل الكوادر العاملة في العمل الدرامي في القنوات الخارجية والمنصات ووصفهم بأنهم وجدوا من استخدم طاقاتهم جيدًا، ونبه سليمان لخطورة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الفن المصري والثقافة المصرية محذرا من خطورة تصعيد الأقزام في المجالات الأدبية والفنية، وركز على فكرة ضرورة عدم الانسياق الإعلامي وراء التريند