بقلم ✍️ د.خالد محسن
من حسنات العصر الرقمي رغم مقابحه اللامحدودة توفير آليات دعائية وترويجية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وفتح آفاق للتدريب وفرص العمل للطامحين من الشباب.
وتبقي منصات التواصل وسيلة وقنوات لها فوائد جمة،يمكن توظيفها لتحقيق أقصي استفادة وأهداف إما مادية ونفعية أو تعليمية وتوعوية ،وأحيانا تربوية وتعليمية،والفيصل هو طبيعة ونمط الاستخدام.
ومن المؤسف أن تجد البعض من شباب اليوم يقضي ساعات طويلة أمام الألعاب الإلكترونية الذكية ،أو بحثا عن مضامين غير مجدية،أواستهلاكية
وعلي الجانب الآخر هناك الوجه المشرق لمن يجيدون توظيفها ،بمنطق “خذ من خليلك ما صفا ودع ما فيه الكدر”.
أتصور أن منصات التواصل بيئة صالحة لرعاية المشروعات الحرة والصغيرة ..وصناعة الأمل وتطوير الذات وتوفير فرص عمل حقيقية بدلا من الانتظار لسنوات طلبا للوظائف الحكومية، أو حتي في الشركات الخاصة.
كما أن كل المؤشرات تؤكد أن انتظار الوظيفة الميري لم يعد مجديا ،والأهم هو التسلح بمتطلبات وظائف المستقبل بما تتطلبه من جدارات ومهارات خاصة ودورات واستحقاقات فنية متخصصة.
ومن الحقائق التي يجب أن يدركها الجميع أن النجاحات والقفزات التنموية العملاقة التي اعتمدت عليها الدول الصناعية الكبري ،وعلي رأسها الصين والهند وأيضا بعض الدول الناشئة،هي فكرة توظيف الطاقات البشرية المعطلة من خلال فتح آفاق للعمل الإنتاجي الحر ، مع تكفل الدول بتوفير البنية الأساسية والرعاية الشاملة وترويج المنتجات من خلال منظومة عمل متكاملة وحلقات متصلة.
وأيضا تشجيع المشروعات التنموية والصغيرة وكافة مشروعات الاقتصاد الموازي،بعد أن أمست هي المرتكز، ونقطة الانطلاق لتدشين نهضة عصرية عملاقه.
ومما يحسب للحكومة المصرية الاهتمام بتوفير فرص عمل للشباب من خلال المشروعات التنموية المختلفة،مع توفير قروض تمويلية للمشروعات الصغيرة والحرف اليدوية التراثية وإقامة معارض ترويجية بمختلف محافظات المحروسة.
ومن الإنجازات المشهودة تأسيس منصة المشروعات التابعة لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر التابع لرئاسة مجلس الوزراء،والتي بدأت أعمالها اعتبارا من مطلع عام 2018.
وهي إحدى الخدمات المقدمة من جهاز تنمية المشروعات للمساهمة في تنمية قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ،وتحفيز كافة شرائح المجتمع من الجنسين على الدخول في مجال العمل الحر،وأيضا تشجيع العاملين في القطاع غير الرسمى على الانضمام إلى القطاع الرسمي والاستفادة من التسهيلات والفرص الاستثمارية المتاحة.
والمنصة موقع إلكتروني تفاعلى بادر الجهاز بإنشائه على شبكة المعلومات الدولية لإتاحة مختلف المعلومات والخدمات المالية وغير المالية وكذلك المبادرات القومية ذات الصلة والمبادرات الأخرى التى تنفذها مختلف الجهات بما يواكب تحديات العصر ومتطلباته من حيث يتم تفعيل تعامل المواطنين عن بعد ،وإتاحة التطبيقات التكنولوجية للتحول الرقمى.
كما تتيح المنصة مختلف خدمات المشروعات لمعاونة رواد ورائدات الأعمال في إقامة مشروعاتهم الخاصة أو تطويرها من خلال إجراءات وشروط ميسرة تمكن طالب الخدمة من اختيار الأفضل والأنسب لمشروعه.
كما يتم التنسيق والتكامل بين كافة أطراف المنظومة: طالب الخدمة والجهات مقدمة الخدمة والجهات الداعمة والمنفذة من الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية العاملة في قطاع المشروعات، وذلك لضمان جودة الخدمة المقدمة وفاعليتها وحصول العميل عليها على الوجه الملائم.
وتشمل خدمات المنصة مختلف أنواع الجوانب المتعلقة بإقامة المشروعات وتطويرها مثل التدريب ، وبيان المستندات القانونية ،والتوجيه والإرشاد،والتمويل والتسويق،وغيرها
كما تقدم المنصة 30 خدمة فرعية لمختلف المشروعات.
وتبقي إرادة المواطن مع جهود الدولة هي الأساس للمشاركة والتعايش مع مستجدات الواقع وصنع حياة مغايرة ،والإسهام بصورة فعالة في مختلف صور التنمية المستدامة.