قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمم المتحدة ولدت من رحم الحرب بغرض إنهاء الحرب، مشيرا إلىأن ذلك لم يتحقق اليوم. وأكد على ضرورة “ألا نستسلم أبدا“، داعيا إلى “أن نعطي السلام فرصةأخرى“. وأعلن الأمين العام تعيين السوداني أمين عوض، منسقا للأمم المتحدة معنيا بالأزمةالأوكرانية، بهدف تعزيز الاستجابة الأممية في أوكرانيا
وقال إن عوض سيقود تنسيق جميع جهودنا، بما في ذلك استجابتنا الإنسانية، على جانبي خطالتماس، داعيا جميع المعنيين بهذا النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وضمان سلامةوحرية تنقل موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني.
تحدث الأمين العام إلى الصحفيين مباشرة بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن التي فشلت في اعتمادقرار “يدين بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا“، بعد استخدام روسيا حق النقض(الفيتو)، فيما امتنعت الصين والهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت.
وشدد الأمين العام في كلمته على ضرورة عودة الجنود إلى ثكناتهم والقادة إلى مسار الحواروالسلام.
وعلى الرغم من التحديات التشغيلية المتزايدة، أشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة تعمل علىتوسيع نطاق تقديم الدعم المنقذ للحياة في أوكرانيا، بما في ذلك في الجزء الشرقي من البلاد، علىجانبي خط التماس، مشيرا إلى أن الاحتياجات الإنسانية تتنامى وترتفع كل ساعة، والمدنيونيموتون“.
وأشار السيد أنطونيو إلى التقارير التي تفيد “بفرار ما لا يقل عن 100 ألف أوكراني من منازلهم – مع عبور العديد منهم إلى البلدان المجاورة، مما يؤكد الطبيعة الإقليمية لهذه الأزمة المتنامية“.
قال الأمين العام إنه “من المهم أن نتذكر أن الأمم المتحدة ليست الغرفة التي ورائي فقط” في إشارةمنه إلى قاعة مجلس الأمن.
وأضاف أن الأمم المتحدة “تمثل عشرات الآلاف من النساء والرجال حول العالم. وتطعم الجياعوتطعم الأطفال وتعزز التنمية. إنها تحمي المدنيين في عمليات حفظ السلام، وتتوسط فيالنزاعات، وتدعم اللاجئين والمهاجرين، وتنهض بحقوق الإنسان، وتتضامن وتنجز وتمنح شريانالأمل“.
وأشار المسؤول الأممي الأرفع إلى أن ميثاق الأمم المتحدة واجه تحديات في الماضي، “لكنه وقفبحزم إلى جانب السلام والأمن والتنمية والعدل والقانون الدولي وحقوق الإنسان“.
وقال إن قيم الميثاق سادت، مرة بعد أخرى، عندما اجتمع المجتمع الدولي معا في تضامن، “سوفتنتصر بغض النظر عما حدث اليوم. يجب أن نفعل كل ما في وسعنا حتى تتنصر هذه القيم فيأوكرانيا وتسود من أجل البشرية جمعاء“.
من ناحية أخرى، أصدرت أكثر من خمسين دولة من بينها الكويت، ألبانيا، بريطانيا، ألمانيا، فرنساوأوكرانيا، بيانا مشتركا، قرأته للصحفيين السفيرة الأمريكية ليندا توماس–غرينفيلد، عقب جلسةالتصويت على مشروع القرار.
وذكر البيان أن مشروع القرار كان يهدف “لمحاسبة روسيا على عدوانها على أوكرانيا، وحمايةالمدنيين، بمن فيهم الأطفال، والدعوة إلى تسهيل تقديم مساعدات إنسانية سريعة وآمنة ودونعوائق لمن هم بحاجة إليها“.
وأضاف البيان أن القرار كان يتعلق بما إذا كانت الدول الأعضاء في مجلس الأمن – المكلفة بالحفاظعلى السلم والأمن الدوليين – تؤمن بالتمسك بميثاق الأمم المتحدة.
ذكر أن ميثاق الأمم المتحدة تمت كتابته “لغرض صريح وهو منع حرب مثل تلك التي بدأها الرئيسبوتين لتوه. تسببت هذه الحرب، في أيامها الأولى فقط، في خسائر مدمرة في الأرواح – وروسياوحدها من يتحمل المسؤولة“.
“نعتقد أن لدينا مسؤولية خاصة للوقوف في وجه هذا الانتهاك لميثاق الأمم المتحدة لأن روسياعضو دائم في مجلس الأمن والمسؤول عن ذلك. إن من يقفون منا هنا اليوم ما زالوا يؤمنون بواجبمجلس الأمن الجليل وأسمى مقاصده – منع الصراع وتجنب ويلات الحرب“.
واتهمت الدول 52 في بيانها، روسيا بإساءة “استخدام سلطتها لاستخدام حق النقض ضد قرارناالقوي. لكن روسيا لا تستطيع نقض أصواتنا. لا يمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض ضد الشعبالأوكراني. لا يمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض ضد شعبها الذي يحتج على هذه الحرب فيالشوارع. لا يمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض ضد ميثاق الأمم المتحدة. لا تستطيع روسيا، ولنتستخدم، حق النقض ضد المساءلة“.
وقدم البيان شكرا للدول الأعضاء التي وقعت على مشروع هذا القرار بصفتها راعية له “لوقوفهاإلى جانب أوكرانيا وميثاق الأمم المتحدة اليوم“.
ووعدت السفيرة الأمريكية برفع “هذه المسألة إلى الجمعية العامة، حيث لا ينطبق الفيتو الروسي.