في نفضة حرفية جديدة وتحت عنوان (بغداد) يطل علينا الأديب محمد جمال نصر بقصيدته المفعمه بمشاعر الألم والتحسر لما آل إليه حال بغداد العراق أرض الرافدين يقول فيها:
بغداد
بغداد
يا درة الدنيا
يا كعبة القصاد
يا قِبلة التاريخ و الأمجاد
يا قُبلة العشاق دون معاد
يا نسمة الشرق التي
قد خانها الأوغاد
وضعوها بالأصفاد
ما بال عينيكِ لم تَسلَم
و دموعها
بمفرق الهوى تكاد تتكلم
أتذبحنا أيدي الخيانة
دون أن نألم ؟!
و يستبيح الغزاة دمانا
ولا نعلم؟!
أيبيع الطغاةُ لحومنا
بأقل من درهم؟!
نبيتُ الليل أسيادًا لدنيانا
فنصحو خارج الدور
تفصل بيننا الأبعاد !!
يا بغداد
أنحنُ الآن نفترقُ؟!
أيرضيكِ بأن أرحل
و قلبي لديكِ يحترقُ؟!
أأهجرك؟!
و أنسى كل من قتلوا
و ما سرقوا؟!
فماذا عن قبور آبائي؟
عن الأجداد؟
لقد و الله ما رحلوا
و إن رحلوا !!
و قد و الله ما ماتوا
و إن ماتوا !!
لقد متنا، نعم متنا
دُفنّا دونما قبرٍ و دون حداد..