المساجد هى بيوت الله فى الأرض..دائما عمرانه بذكره..يتجه إليها المواطنون يوميا فى الصلوات الخمس لإقامة الصلاة تعبدا وتقربا إلى الله عز وجل،وفى شهر رمضان الفضيل تزدان لإستقبال المواطنين لاداء الصلاة يتوجهون إليها ما أن ينطلق صوت الأذان، والذهاب إلى المسجد فى رمضان له فرحة وبهجة مميزة وبعض المساجد خاصة الشهيرة تنظم يوميا ندوات احتفالا بالشهر الكريم وتعليم الناس وتوعيتهم بصحيح الدين،المساء يوميا وعلى مدار الشهر الكريم تلقى الضوء على بيت من بيوت الله المنتشرة فى جميع أنحاء
المحروسة واليوم نلقى الضوء على جامع السلطان حسن
إذا كانت مصر الفرعونية تفتخر بأهراماتها، فإن مصر الإسلامية تفتخر بمسجد ومدرسة السلطان حسن، فهو تاج العمارة المملوكية، وأكثر آثار القاهرة الإسلامية تناسقًا وانسجامًا، إذ جمع بين ضخامة البناء ودقة الصناعة، وتنوع الزخارف، واجتمعت فيه شتى الفنون والصناعات، فنرى دقة الحفر في الحجر عبر زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة، وبراعة صناعة الرخام ممثلة في وزرتي القبة وإيوان القبلة، ومحرابيهما الرخاميين، والمنبر ودكة المبلغ، وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن، كما يمتاز بدقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة في كرسي السورة الموجود بالقبة.
ووجوده على العملة المصرية فئة الــ “المائة جنيه” يؤكد تميز وشموخ فن العمارة في العصر المملوكي، فقد قال عنه المقريزي: إنَّه أكبر من إيوان كسرى، وعنه قال لوبون”: إنَّه يَزيد على كنيسة نوتردام الباريسيَّة حَجْمًا”، أما جومار: فقد قال عنه في كتاب وصف مصر، إنه من أجمل مباني القاهرة الإسلامية ويستحق أن يكون في المرتبة الأولى من مراتب العمارة العربية بفضل قبته العالية وارتفاع مئذنتيه وعظمة اتساعه وكثرة زخارفه
السلطان حسن:
هو حسن بن محمد الناصر بن قلاوون، ولد عام 735هـ (1334م) وكان اسمه قماري. وبعد أن تولى السلطنة اختار لنفسه اسم حسـن فعٌرف به. تولى السلطنة الأولى عام 748هـ (1347م) وكان عمره 13 عاماً، وقام بأمور الدولة يلبغا نائب السلطنة. وفي عام 1351م تآمر عليه الأمراء فخلعوه واعتقلوه وولوا أخاه الملك الصالح صالح سلطاناً. وفي شوال عام 755 هـ (1354م) تولى السلطنة مرة أخرى وقبض على زمام الأمور بحزم وخافه الناس، ولم يغير لقبه ونُعت بـ “الناصر”، واستمرت سلطته الثانية لمدة ست سنوات، واختلف المؤرخون في كيفية وفاته.
موقع المسجد:
يشغل مسجد ومدرسة السلطان “حسن” موقعًا فريدًا تجاه أحد أبواب القلعة المعروف باسم “باب العزب”، فهو يقع في ميدان القلعة بحي الخليفة.
تخطيط المسجد:
صٌمم هذا البناء على أساس مسجد جامع ومدرسة لتدريس المذاهب الأربعة، «الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي”، وضريحاً يدفن فيه، بدأ البناء في المسجد عام (757ه / 1356م)، واستغرق سبعة أعوام، ليكتمل عام (764ه / 1363م). لكن القدر لم يتح للسلطان حسن فرحة الانتهاء من بناء المسجد، فقد قُتل قبل ذلك الموعد ولم يٌعثر على جثمانه، وبالتالي لم يدفن بداخله وفق ما كان مخططاً.
بُني المسجد بنظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، فهو عباره عن صحن أوسط مكشوف تٌحيط به أربعة إيوانات بالإضافة لقبة ضريحيه، يتجه الشخص من المدخل الرئيسي إلى دركاة، ثم تنثني يساراً إلى طرقة تفضي إلى صحن مكشوف ومفروش بالرخام، ويتوسطه فوارة مخصصة للوضوء مغطاة بقبة خشبية محمولة على ثمانية أعمدة رخامية رشيقة، كٌتب حولها بشكل دائري العديد من الآيات القرآنية بالخط الكوفي.
يشرف على الصحن أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، تحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة 764 هجرية، ويتكون كل منها من صحن مكشوف وإيوان القبلة، ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طوابق بارتفاع المسجد.
أما قبة الضريح فهي تقع خلف جدار المحراب، ونصل اليها عبر مدخلان عن يمين ويسار المحراب بإيوان القبلة، وهذان البابان من النحاس المكفت بالذهب عليهما اسم السلطان حسن، وقد بٌني هذا المسجد بعناية شديدة وصٌرف علية بسخاء فقد قيل إن مصاريف الإنشاء استهلكت خراج مصر بكاملها لمدة «7» سنوات.
واجهات المسجد:
الواجهة الجنوبية الشرقية: تطل على ميدان صلاح الدين ” القلعة “وبها قبة الضريح ومئذنتان، المئذنة القبلية هي الأقدم بارتفاع 81.60 متر تقريباً، أما المئذنة الأخرى فهي ليست أصلية، ولكنها جٌددت بواسطة إبراهيم باشا عام “1217 هـ – 1802 م” بعد سقوط الأصلية عام 1070ه/ 1695م.
الواجهة الجنوبية الغربية: تطل على شارع المظفر، وتشتمل على نوافذ مدرستي الحنابلة والحنفية.
الواجهة الشمالية الغربية: تطل على ملحقات كانت خاصة بالمدرسة، وأسفل هذه الواجهة يوجد دورة المياه وأمامها الساقية التي كانت توصل المياه إلى المدارس والمسجد الجامع.
الواجهة الشمالية الشرقية: تقع على شارع محمد علي “عند تقاطعه مع شارع سوق السلاح” هي الواجهة العمومية يصل ارتفاعها إلى 37.70 متر، زٌينت بأثنى عشر حنية، وكل حنية تحتوي على ثمان نوافذ، تلك النوافذ الخاصة بمساكن الطلبة، كما يقع الباب الرئيسي عند الطرف الغربي من هذه الواجهة، ويعد هذا الباب طُرفة أثرية ومن أعظم المداخل وأكثرها ارتفاعاً وشموخاً. وكان له باب ضخم بمصراعين من الخشب وغشاء بالنحاس المكفت بالذهب والفضة، ولكنه نقل بعد ذلك إلى جامع المؤيد شيخ عام 1416م.
تتميز الواجهات بأنها مبنيه من الأحجار الضخمة، وقُسمت تلك الواجهات إلى تجاويف رأسية تشتمل على نوافذ سٌفلية من البرونز أو النحاس ذي المصبعات بينما تحتل القندليات البسيطة أو المركبة الجصية ذات الزجاج الملون الأجزاء العلوية من تلك التجاويف.