تقرير ✍️ د.خالد محسن
في إطار أنشطته الثقافية والتوعوية عقد مساء أمس نادي أدب قصر ثقافة مدينة دمياط الجديدة، ندوة فكرية تحت عنوان “تأثير الدين على الأدب،”الأدب الإسلامي نموذجا”.
تحولت الندوة والتي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات إلي محاورة فكرية ثقافية ثرية حرة تناولت هذه القضية من أوجه عديدة، كما عرضت لمدي تأثر كبار الأدباء في مصر والعالم بالدين في كتاباتهم وأعمالهم الأدبية بكافة ألوانها الإبداعية.
شارك في الندوة عدد من الكتاب والأدباء من بينهم الشاعر والناقد د.أشرف الشحات ،والقاصة ولروائية د. وداد معروف ،الشاعر والكاتب صلاح البيلي، د. ناهد سعد ،د. رمضان عبدالغني ،الكاتب لشاعر السيد علي ،الشاعر ضياء فريد ،الشاعر حسن فريد ،والشاعر حسام إبراهيم ،والشاعر عبد المنعم شتيوى ،الشاعرة جهاد نوار ،الشاعر أحمد خميس غلوش ،الشاعر عمر فرحات ،الشاعر حاتم الدعدع ،القاصة منه أبوالفتوح ،القاصة ساره نعمان ،الشاعرة مريم محمد ،الشاعر محمد توفيق لبن.
وفي كلمته لخص الكاتب الأديب صلاح البيلي رؤيته حول هذه القضية علي النحو التالي:
أولا: أن الدين مكون أساسي وحاجة فطرية في النفس البشرية في كل العصور والحضارات ..رسالات سماوية او أرضية فالدين يحقق للبشرية توازنا وقيما معيارية للحكم على الخير والشر وتمييز الصواب من الخطأ ،ومن هنا أرفض مقولة ماركس ان الدين أفيون الشعوب .
وتابع : الدين في جوهره بسيط وجميل وحافز للتقدم والبناء ولكن تاويلات أبناء كل عصر ..واستخدامه مطية أو بيزنس أو كهنوت هو ما عقده وأحيانا ينفر الناس منه.
-ثانيا: الاديان كلها وهي دين واحد اساسا ..كلها كانت حافزا للمبدعين مثل تماثيل مايكل انجلو ورسومات اسقف الكنائس والمساجد وزخارف السجاد والقماش والمشربيات وغيرها ..فالدين كان حافزا ثم أفادت البشرية كلها من هذه الفنون في العمارة الدينية والدنيوية والمخطوطات وخلافه.
– ثالثا: ان البشرية كلها أثرت وتأثرت فدانتي اخذ الكوميديا الإلهية حرفيا من رسالة الغفران للمعري ،وألف ليلة وليلة المعروفة عالميا باسم الليالي العربية أثرت في ادباء وموسيقى ورسامي العالم في كل العصور ولاتزال حالات التأثير المتبادل.
-رابعا : يجب التفربق بين ما هو ادب وفن دعوي خالص اي مباشر وواضح في رسالته وبين ما هو ادب وفن غير دعوي.
– خامسا: افرق أيضا بين ما هو تعليمي مثل ألفية بن مالك فقد وضعها لهدف تعليمي فهي نظم وليست شعرا نقيسها او نقارنها مثلا بما كتبه المتنبي والبحتري وغيرهما.
– سادسا: أن نفي القرآن وصف الشاعر عن رسول الله ليست كراهة أو تحريما للشعر فقد كان الرسول يستمع للشعر في مسجده من حسان بن ثابت وكعب وغيرهما وكان يبتسم ويعدل بعض الألفاظ ، وكان الخلفاء يحفظون الشعر ويجيزون عليه وكان الإمام علي سيد البلاغة وكانت سكينة بنت الحسين تستمع للفرزدق وجرير من وراء حجاب ..فالحرمة هنا غير وارده ولكن الرسول جاءه الوحي بما هو اقدس.
– سابعا: يجب التفرقة بين نوعين من الأدب في الحضارة الإسلامية..ادب صوفي من شعر ابن الفارض وابن عربي والحلاج وصولا للأمام ماضي ابي العزايم والشيخ صالح الجعفري ..وكذلك نثر ابن عربي والنفري وفريد الدين العطار في منطق الطير وخلافه ..افرق بين هذا كله وبين الأدب العام غير الصوفي.
وهنا لي وقفة وشجون لاني أجزم ان تجاهل التصوف السني المعتدل وتجلياته نحا بنا كمجتمع نحو التشدد من ثلاثينيات القرن العشرين، فالتصوف حما الشخصية المصرية وحقق لها التوازن لقرون قبل أن ترد علينا موجات الغلو والتنفير والجهامة باسم الدين وهو منها براء.
– ثامنا: أن تجليات الإسلام على الأدب المعاصر كثيرة من احمد محرم وشوقي وعلي الجارم وباكثير وعبقريات العقاد ،وما كتبه هيكل باشا وأحمد أمين وطه حسين وغيرهم كثر ،حتى وصلنا لعصر محفوظ وهو أكثر كاتب معاصر استشهد بالقرآن والرموز الدينية والشعبية في قصصه من تكية وشيخ وتسابيح واشعار وحيرة وجودية ،وهذا ما أورده د. محمد حسن عبدالله في كتابه عن الإسلامية في أدب محفوظ.
وقد فصل البيلي رؤيته في هذا السياق في مقدمة ديوانه ‘لا تنتظري”.
أدار الندوة الشاعر د.أشرف الشحات ،والشاعر ضياء فريد.