الماء سر الحياة وهو وثروة ذهبية لا يُمكن تقديرها بثمن على الإطلاق.
وللمياه أهمية كبيرة في حياة الإنسان وسائر المخلوقات ، فهي من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا ويتوجب شكره عليها والحفاظ عليها، ومن دونه لا تقوم قائمة لكائن، طيراً كان أو حيواناً أو دابة تزحف على الأرض أو قوقعة في قاع بحر، فقد خلق الله تعالى الماء لعمار الأرض وإنمائها، فجعل الماء صالحا للحيوان والنبات كما هو صالح للإنسان.
وطبقا لتقارير متداولة فإن نصيب الفرد من المياه في مصر 585 مترا مكعبا سنويا، ويتوقع بحلول عام 2025 أن يقل هذا الرقم إلى 496 مترا مكعبا ،وخط الفقر المائي العالمي المقدر من الأمم المتحدة بنحو 1000 متر مكعب من المياه سنويا، وهو ما يعني أنه أدني من خط الفقر المائي.
وترشيد استهلاك الماء هي عملية اقتصادية منظمة من قبل الهيئات المتخصصة في أى بلد تهدف إلى تقنين استخدام الماء وتوفيره استهلاكه ووقف هدره وتبذيره لكن دون المساس بحاجات الناس الأساسية.
وقد نهى الله تعالى عن الإسراف في إستخدام الماء فقال :﴿يٰبَنِيٓ آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْـمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف:31).
وقد نهى الرسول الكريم عن الإسراف في إستخدام الماء ، فقال صلى الله عليه وسلم
في حديث شريف: لسعد وهو يتوضأ «ما هذا السرف يا سعـد، فقال: أفي الوضوء سرف؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم وإن كنت على نهر جار».
وقد أصبح ترشيد المياه ضرورة عصرية وقومية ولكي نرشد استهلاك المياه يجب اتباع الإرشادات التالية:
* نشر الوعي بأهمية المياه وضرورة ترشيد استهلاكها والمحافظة عليها.
* توعية بإغلاق الحنفيات جيداً بعد كل استخدام.
* مراقبة عدادات المياه وإصلاح تسريبات مواسير المياه .
* عدم إستخدام خراطيم المياه في غسيل السيارات ونظافة الشوارع.
* ترشيد استهلاك المياه في الصناعة وفي السياحة.
* ترشيد استهلاك المياه في الزراعة وذلك باستخدام طرق الري التكنولوجية الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش وتجنب إستخدام الري بالغمر.
* إستخدام الاسمدة العضوية في الزراعة حيث تساعد علي احتفاظ التربة بالماء لفترة أطول.
✍️ د. خالد مزروع
(الخبير بوزارة البيئة –
دكتوراه في العلوم البيئة- جامعة عين شمس)