بقلم : أحمد رفاعي آدم (أديب وروائي )
»» مدرسة 25 يناير الثانوية بنات بالإسماعيلية تحتفي بمعلميها
لا نستطيع أن نتحدث عن التعليم دون أن نذكرَ قِوامَ العملية التعليمية وعمدتَها وركنَها الحصين الذي لا نبالغُ إن قلنا أن العملية التعليمية برمتها تُبنى على عاتقيه وتُشحذَ جذوتُها من الطاقة التي تضطرمُ في جوفه وتقوى دعائمُها بإخلاصه وجهده ألا وهو المعلم، المعلم الذي اجتمع له من الفضل ما لم يجتمع لغيره، كيف لا وقد حازَ المكاسبَ كلَّها التي وردتْ في الحديثِ النبوي الشريف: “إذا ماتَ ابنُ آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له.” فعلمه يُنتفع به وهو في حد ذاته صدقةٌ له وله حقٌ على كل من تربى على يديه أن يرفعَ الأكُفَّ بالدعاء له والثناء عليه، إنه المعلم الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وأهلُ السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلّون على معلم الناس الخير”، فهو قائد الأمم وصانع الأجيال ونبراس النشء في دروب الحياة المتشعبة.
لذلك وجب على المجتمع كله – كبيره وصغيره – أن يعترف بالفضل له وأن يتحين الفرص ويتلمس الوسائل لتكريمه وتشريفه والاعتراف بفضله وفاءً له وجزاءً شكوراً لما بذل من جهده وعلمه ووقته وأعصابه وسكينته في سبيل التربية والتعليم ورِفعة المجتمع.
من هذا المنطلق أقامت مدرسة 25 يناير الثانوية بنات بمدينة الإسماعيلية إحتفالاً رائعاً مهيباً كرمت فيه عدداً من معلميها الأفاضل بمناسبة بلوغهم سِنَّ التقاعد أو كما يقولون سِنَّ الشباب عرفاناً بالجميل العظيم الذي قدموه للعملية التعليمية واعترافاً بدورهم المتميز وثناءً على جهدهم المتفرد الذي اعترف به كل من تربى على أيديهم وكل من عمل معهم على مدار أكثر من خمس وثلاثين سنة. فقد كرَّمتْ المدرسة كلاًّ من المربين الفاضلين الأستاذ رفاعي آدم بشير والأستاذة السيدة غنيم والأستاذة نادية وجيه والأستاذة ميرفت أبو النور والأستاذة عبير محمد الشافعي.
في ذلك اليوم وهو الخميس التاسع والعشرين من شهر فبراير الماضي تزينت المدرسة بالجمال من كل الألوان، وتعطرت أركانها بأريجِ المحبة والعرفان، وعبقت نسائمها بمسك الوفاء والتقدير والإحترام احتفاءً بزمرةٍ من المعلمين الأفاضل وتكريماً لهم بإشراف هيئة إعضاء التدريس بالمدرسة وعلى رأسهم الدكتورة إيمان عادل الدغا مديرة المدرسة والأستاذة مروة الجمال والأستاذة مي محمد والشاعر الأستاذ سمير قاعود، وبحضور السيد الفاضل مدير عام إدارة شمال الإسماعيلية الأستاذ محمد عبد الكريم وكوكبة من قامات التعليم في الإسماعيلية، وبمعاونة بعض أولياء الأمور الكرام في مجلس أمناء المدرسة الفعال برئاسة الأستاذ أيمن فريز ونائبه الأستاذ محمد عبد العظيم.
وقد شهد الحفل باقة متميزة من الفقرات شارك فيها معلمون فضلاء وأخصائيون متفردون وطالبات موهوبات كان من بينها تلاوة القرآن الكريم وإلقاء الشعر والكلمات المؤثرة. وقد حضر الحفل عدد كبير من ذوي المعلمين المكرمين أشاعوا بحضورهم بهجةً حقيقية وعاشوا بكيانهم لحظات لا تنسى ساهم في صنعها أناسٌ عظماء يؤمنون بالتعليم ويقدرون المعلم وعلمه وكل ما يخصه.
فكل الشكر والتقدير للمعلمين الإجلاء على ما قدموه من خير وكفاح في سبيل رسالتهم العظيمة وخالص الدعوات الصادقة والتمنيات القلبية لهم بمزيد من الصحة والعطاء والنجاح في رحلة الحياة. وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
قم للمعلمِ وفه التبجيلا ….
كاد المعلم أن يكون رسولا.
وتهنئة خاصة من قلبي إلى والدي العزيز الأستاذ رفاعي آدم كبير معلمي الرياضيات، أسألُ الله أن يبارك في عمره وفي عمله وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يبارك في والدينا جميعاً. اللهم آمين.