بقلم الإعلامي: ✍️ م. إبراهيم عبدالرحمن (ناشط إجتماعي – مدير إعلام جامعة القناة سابقا)
( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) فلآية تقرر أن مشيئة الله تعالى اقتضت أن يخلق الناس جميعاً مختلفين. ولتعميق هذا الفهم يذكر القرآن في موضع آخر (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)،وهذه الآية تؤكد أن الله وحده الذي صيّر هذا الاختلاف وجعله من ثوابت النظام الكوني.
أردت بهذه المقدمة الدينية ان أؤكد أن الاختلاف من سنن الحياة بين البشر ، ولكن يجب أن نفرق بين الاختلاف والخلاف ، فالاختلاف يكون فى الرأى وبالحجة والبرهان ، وأما أن تقتنع أو شئت ألا تقتنع فهذه إرادتك فقط وتعود لثقافتك لتقبل الرأى أو رفضه ،وحقيقة لم تعد المشكلة فقط بتقبل الآراء عند اختلاف وجهات النظر، بل أصبح من يخالف يتعرض للهجوم والإقصاء، فضلا عن شن وابل من الاتهامات عليه، ويصل الأمر إلى الشتيمة والتنمر عليه والتقليل من شأنه فضلا عن إطلاق أوصاف سيئة قد تطاله وتطال عائلته.
واعتقد واثق أن مواقع التواصل فتحت المجال لانتشار هذه الظاهرة، وأصبحت مساحة لشن الحروب على من يخالف الرأي أو يقرر أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره كما يراها هو, فكل شخص يشعر أن لديه منبراً يستطيع أن ينظر من خلاله من دون أن يتقبل رأي الطرف الآخر فيا سيدى (أنت حر إن لم تتقبل رأيي, لكن لا تهاجمني!).
أقول هذا الكلام لأننى تعرضت لحملة عنيفة من التجريح عقب نشر بوست حقيقى عن أحد محلات الجزارة خدعت وتم غشى من البائع فضلاً على سوء المعاملة ، رغم أنى لم أذكر لا اسم المحل ولا اسم صاحبه فأنا إعلامى واعرف كيف أتخير كلاماتى بكل دقه ، وفور كتابة البوست ونشره وجدت العشرات من المواطنين يتجاوبون ويؤكدون على صدق كلامى ، حتى وصل المنشور إلى الجزار المقصود ( والذى على راْسه بطحة) ، حتى جند معارفه وحبايبه بالهجوم والتجريح على شخصى رغم أنى لم أعرفه شخصيا ولكن البوست كان يقصد به التحذير والتنبيه عليه وعلى أمثاله بضرورة معاملة المواطن معاملة حسنه وعدم استغلاله وخاصة البسطاء منا ، وهذا دورى فى المجتمع من خلال منبرى الاعلامى ، ولهذا قصدت أن اقول أن هناك فرق كبير بين الاختلاف والخلاف والتجريح ،،
هل المطلوب ان اسكت على منتج سئ ومعاملة أسوء ، أم أكتب وأحذر ، اعتقد أن الساكت يكون مواطن سلبى وغير إيجابى وأنا بطبيعتى ايجابى وهكذا تعلمت ،
لقد ترك من يدافع عن الرجل بأسلوبه غير الجارح ولم احذف تعليقه ، اما من تجاوز فكان مصيره الحذف مع البلوك .
– فلنتعلم ثقافة الحوار والعمل على مبدأ (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية), فثقافة الحوار هي التي تعصمنا من الاختلاف المذموم وتجعله اختلافاً محموداً، وتعلّمنا فنّ إدارة الاختلاف, بما لا تشجع على التعصب والتطرف.
خلاصة الموضوع إن الاهانة والتجريح لا تفيد من قصدته بل ضرته اكثر وأكثر ، ومن دافع عنه فضحه ، رغم انى لم اذكره بعينه ، وهى ثقافة لدي البعض بالمجتمع والذى لا يفوق بين الاختلاف والخلاف والتجريح.