»»
بقلم ✍️ أ.د عصام محمد عبدالقادر
(أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة – جامعة الأزهر)
عندما يُلبي المنتج المصري احتياجات المواطن، ويفي بمتطلباته التي يأملها، وعندما تزداد مواصفات تحسينه بمرور الوقت وتطور مراحل التصنيع، نصل بشكل سريع وتلقائي لمنتج يطابق المواصفات والمعايير العالمية، ويرقى لمستويات التنافسية، وهذا الأمر يحدث أثرا فعالا في نفوس المواطنين، تبدو ملامحها في تنامي الثقة في منتجاتنا الوطنية، ومن ثم تزيد من الولاء والانتماء لمؤسسات الوطن وما تقدمه من إنتاجية متنوعة..
وهو ما يحقق التنمية الاقتصادية في مداها القريب، ويصل بها للريادة في مداها البعيد، وتنتقل فلسفة الجودة في شتى القطاعات والمجالات بمؤسسات الدولة الرسمية منها وغير الرسمية.
ويتطلب تحقيق الجودة لمنتجاتنا بكافة تنوعاتها محاولات الوصول للإتقان في مراحل التصنيع بداية من استخدام المورد ونهاية لوصوله في صورته الصالحة للاستخدام من قبل المواطن، وهنا نستطيع القول بأن من يقوم ويشارك في الإنتاجية الإتقانية بالمؤسسات المعنية، يستشعر السعادة والرضا والراحة النفسية؛ كونه يرى بصورة ملموسة روعة المخرج أو المنتج؛ بالإضافة إلى أنه تسود حالة من التفاؤل بين العاملين بتلك المؤسسات والقطاعات تجاه المستقبل وما يحمله من رؤى تطويرية لمنتجاتنا المصرية في ضوء ما يبذل من جهد، وما يتم التسلح به من علم وخبرة تقوم على عاتق المؤسسات البحثية التي تشارك المؤسسات الإنتاجية أطر ومسار التطوير للمنتجات المصرية، والتي نأمل جميعًا كمخلصين لتراب هذه البلاد أن تنال الرضا والقبول على المستويين الداخلي والخارجي.
ودوما ما يترقب المستهلك صورة وحالة ما يستهلكه سواءً أكان ما يرتبط بالمأكل والمشرب والملبس، أو ما كان سلعة توصف بأنها معمرة؛ فيتوقع أن يستشعر في كل مرة تقدما وتحسنا ملموسا؛ لقناعته الدامغة بأن التطور التقني شمل مجالات التصنيع المختلفة، وأن هذا التطور بات يفوق التوقعات، بل والخيال إن شئت القول، وهو ما يجعل مؤسساتنا التصنيعية والمنتجة تعمل على مدار الساعة لتحقيق الجودة التي تسهم في جذب المستهلك، وتلبي ما يطمح إليه، وتحاول أن تستبق آماله، وأيضا تجعله يقبل على الشراء ولا يسارع للمستورد.
ونشاهد ونسمع سيادة الرئيس عند افتتاحه للمشروعات القومية وخاصة الإنتاجية منها أنه يركز على جودة المنتج، وأنه ليس هناك حائل يحول دون تحقيق هذه الجودة، وأن المؤسسات عليها أن تواكب كافة التطورات، وأن تتسلح بسلاح العلم والمعرفة المتجددة في هذا الأمر، كما أشار سيادته إلى أن المواطن المصري له حقوق ينبغي أن يأخذها؛ فهو يستحق الاهتمام وأن نقدم له الأفضل والأجود على الساحة؛ لأنه قاطرة النهضة وعمادها.
وتحرص القيادة السياسية على دعم الصناعة ومسارات الإنتاج بالدولة وفي كافة قطاعاتها؛ حيث توجه دومًا إلى تسهيل كافة الإجراءات التي تساعد في تعظيم الصناعة المصرية وتعمل على توطينها؛ فقد أضحت الصناعة وما تقدمه مؤسسات الدولة المنتجة من مستهلك ومعمر تشكل اللبنة الرئيسة لاستكمال النهضة بكافة مؤسسات وقطاعات الدولة المختلفة، وخاصة الخدمية منها؛ فيصعب أن تلبي ما يحقق جودة الحياة للمواطن المصري دون إنتاج مثمر نشارك جميعًا في تحقيقه، سواءً بالفكرة، أو العمل، أو التوعية، أو الممارسة، أو الحرص على شراء واقتناء المنتج المحلي.
ورسالة محبة نهديها لمؤسساتنا الإنتاجية صاحبة الخبرة في مضمار الصناعة وحرفية الإنتاج؛ فنذكرهم وهم الأدرى بأن انخفاض العيوب أو ندرتها تعد جودة في حد ذاتها، كما أن الحرص على اختبار المنتج ومتابعة أثره من خلال المشتري أو المستهلك والتعرف على مدى رضاه، وأنه يفي بمتطلباته واحتياجاته وأن التكلفة مناسبة في ضوء ما يتلقاه من فائدة تعد مؤشرات حقيقية لهذا المنتج بغض النظر عن نوعيته.
وجدير بالذكر أن هناك معاييرا تدركها جيدا المؤسسات الإنتاجية والقائمين عليها سواءً ارتبطت بالمواد الخام، أو مراحل التصنيع، أو مستويات السلامة، أو إدارة المخاطر لكشف جوانب القصور والتقليل منها، أو عمليات التخزين والنقل، أو المطابقة وفق اللوائح والقوانين، إلى غير ذلك من معايير تفصيلية يصعب حصرها؛ لكن ما نود الإشارة إليه أهمية المتابعة المستمرة وفق مسئولية ومحاسبية معلنة لمن يوكل إليه الأمر وفق أي مرحلة من المراحل، وحتى بعد وصولها للعميل، أو المستهلك، أو المشتري، أو الفئة المستهدفة.
وختامًا نشير إلى أمر استشعر أهميته على المستوى الشخصي وهو اللمسة الجمالية التي تضيف للمنتج رونقًا وجاذبية، وليس معنى هذا التغافل عن الجوهر؛ لكن يحقق من وجهة نظر متواضعة ماهية للخصائص ومن ثم ميزة تنافسية، وقد يسميها البعض جودة الإخراج.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.