✍ كتب- د.خالد محسن
تعليقا علي إصرار آبي أحمد علي عقد إجتماع الحكومة الأثيوبية بمقر سد النهضة اليوم ، قال د. عباس شراقي الخبير الدولي وأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية إن إجتماع مجلس الوزراء الاثيوبى بموقع سد النهضة هو رسالة مقصودة وإعلان عودة أديس أبابا للاهتمام بالسد بعد حربها مع جبهة تحرير التيجراى على مدار أكثر من 14 شهرا.
وأضاف أن الحكومة الاثيوبية تسعي لتشغيل أول توربينين على مستوى منخفض (565 متر فوق سطح البحر) فى أقرب وقت ممكن ربما خلال أيام أو أسابيع بعد أن كان مقرراً نهاية 2014 والسنوات السابقة وآخرها أكتوبر الماضى.
وأوضح أن التوربينان ينتجان حوالى 700 ميجاوات (350 كل منهما) ويتطلب ذلك إمرار الثلاثة مليار متر مكعب التى تم تخزينها الموسم الماضى إلى مصر والسودان، وقد لا تكفى التشغيل حتى بدء موسم الأمطار فى يونيو القادم إذا بدأ التشغيل الأيام القادمة.
وأكد شراقي أن هناك إدعاءات اثيوبىة كاذبة فى مخاطبة الشعب ، بأن هذه الكمية من الكهرباء سوف تكفى 20% من سكان إثيوبيا، ولمعرفة الرقم الحقيقى نحسبها طبقاً للاستهلاك المصرى حيث أن مصر تستهلك حوالى 30,000 ميجاوات لحوالى 100 مليون نسمة اى 300 ميجاوات لكل مليون نسمة، وبالتالى 700 ميجاوات تكفى لحوالى 2.3 مليون نسمة 24 ساعة يوميا ، وعدد اثيوبيا 115 مليون نسمة وبالتالى فإن 700 ميجاوات تكفى أقل من 2% من السكان وليس 20%، قد يتم توزيعها 8 ساعات فقط يوميا لحوالى 7 مليون مواطن وبالتالى سوف يكون 6% فقط من السكان لديهم كهرباء ثلث الوقت، وقبل وبعد كل ذلك لاتوجد شبكة قادرة على توزيع الكهرباء داخل أثيوبيا التى تصل مساحتها إلى مليون كيلومتر مربع، والمشكلة الأكبر أنهم موزعون على معظم تلك المساحة الجبلية الوعرة وليس فى 6% من الأراضى كما هو الحال فى مصر مما سهل توزيع الكهرباء لدينا.
وأشار د.شراقي إلي أن تشغيل التوربينين سوف يمرر 3 مليارات متر مكعب من المخزون الحالى إلى مصر والسودان إلا أن هذه الخطوة بفرض سياسة الأمر الواقع بقرار إحادى سوف تعقد الأزمة بعد انفراد اثيوبيا بالتخزين الأول والثانى.
واعرب عن تطلعاته لتشكيل حكومة فى السودان فى أسرع وقت يتوافق عليها الجميع لاستئناف المفاوضات وتكملة الفترة الانتقالية والعودة إلى الاستقرار وإعادة بناء الدولة واصلاح الاقتصاد وحل المشاكل الخارجية مثل سد النهضة.
وتوقع شراقي عودة المبعوث الأمريكى “فيلتمان” لزيارة مصر خلال عدة اسابيع لبحث تطورات سد النهضة فى ظل التعنت الاثيوبى المستمر.