الحلقة الحادية والعشرون
ذكرياتهم فى رمضان
رمضان هل هلالك يارمضان..شهر الفرحة ولمة الأسرة على الإفطار والسحور فى مواعيد يوميا، شهر له جماله وطقوسه وعاداته ..ليلة الرؤية.. أول سحور ..فانوس رمضان ..تقاليد لاتجدها الا فىمصر..حقيقى رمضان فى مصر حاجة تانية..والسر فى التفاصيل ..رمضان فى مصر ..غير الدنيا..”المساء “طوال الشهر الكريم تستدعي معك ملامح رمضان زمان.
الدكتورة أميمة ابو شادي الأستاذة بكلية طب قصر العينى تحكي عن ذكرياتها مع الشهر الكريم قائلة”احنا كطبقة متوسطة عشنا عادات وتقاليد واحدة ومتشابهه عايشين بنفس الطريقة..نمط حياة متقارب نطهو نفس الأطعمة والمأكولات.. العادات واحدة..كانت حالة من الود والتقارب ..البيوت متشابهة ومفتوحة بالحب والود والترحيب بالجميع بشكل لم يتعارض مع الخصوصية اطلاقا ..الزكاة نذكر بها بعضنا البعد ونرشد بعضنا للتكافل والإحساس بالمحتاج والفقير حتى يعم الخير للجميع ويأتى العيد وجميع افراد المجتمع فى حالة من البهجة وهو مايدعونا اليه الدين.. الإحساس بالآخر والتخفيف عنه..والعطاء بيمنح الانسان أعلى درجات السعادة ..كنا نحيى ليالى رمضان فى البيت والدى الله يرحمه كان يصلى التراويح فى المسجد ولم تكن ظاهرة ارتياد السيدات للمساجد موجودة انذاك..وكانت والدتى رحمها الله تعد الحلوى التى ياخذها والدى معه لتوزيعها على اهل المحتاجين بشيء من الكرامة ودون المساس بهم وعدم احراجهم او اشعارهم بالضيق والعوز فى جو من البهجة والسعادة يعم المكان والنفوس ..حالة جميلة البيوت كلها مفتوحة وكأنها بيت واحد من كتر الجود والكرم والخير الموجود وكان هذا فى القاهرة التى عشت فيها طفولتى، فمابالك فى قرانا ومحافظاتنا التى ننتمى لها، كنت اسمع من والدتى رحمها الله بمظاهر الخير والتراحم والتكافل فى أجمل صورة وهى العادات الاصيلة التى حرصت عليها الأسر التى تنتمى اليها وقامت باحيائها بالقاهرة لان العاصمة يضرب بها المثل فى التحضر الذى قد يصاحبه التباعد والغربة الاان كثير من أبناء المحافظات حرصوا على نقل هذه القيم الى القاهرة والانفتاح على الجيران بشكل لايتعارض مع الخصوصية وتبادل الأطعمة سنة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا..تلقائية فى حفلات السمر فى ليالى رمضان التي تشارك فيها السيدات والأطفال لقضاء احلى الأوقات فى الوقت الذى كان يؤدى فيه الرجال صلاة التراويح في المساجد..وتزداد القعدة جمالا بوجود الأهل والأقارب وبمشاركة الجيران..الكل يتعارف ويتقارب ..ليا الكثير من الذكريات مع المسحراتي اللى كان ليه مكانه فى قلوبنا كأطفال ..كنا ننام عدة ساعات قبل السحور وقتها لم نعرف السهر ومتابعة المسلسلات التى تتواصل حاليا على مدار الساعة وكانت مسألة ايقاظنا لتناول السحور فى غاية الصعوبة وكانت والدتى تقول لنا ان المسحراتى على الباب جاء لنا وكانت وسيلة ذكية لايقاظنا بسرعة وسهولة ..المسحراتى كان ينادي بأسماء الصبيان وكان من العيب ان ينادي بأسماء البنات وصوته فى اذنى وهو يردد أصحى يانايم..وحد الدايم ..اصحى ياعصام..اصحى ياعلاء اخواتي الاعزاء. وكنا فى منتهى السعادة ولم نشعر بتمييز وقتها على باب الشقة ويدخل عندنا بفرحة غامرة توقظنا من احلى نومة وكان احيانا يتناول السحور معنا وتعطي له من خيرات البيت مالذ وطاب ايام جميله وذكريات جميلة ساعات اقعد احكى لاحفادى لان ولادى لم يكن عندهم وقت ليسمعوا ..لاننا جيل كان مشغول بالتعليم والعمل فكان يومنا مشحون لم نستطع أن نحكى لاولادنا لانشغالنا دايمالم يكن عندنا الوقت الذى ربما اتيح لاحفادنا الذين اتيح لهم قدر من الوقت والإهتمام اكتر من اولادنا ونكتب مع احفادى موضوع تعبير عن المسحراتى ورمضان زمان ..ساعات اشجعهم وهم اطفال بيستمعوا ويستمتعوا ويتساءلوا ليه رمضان مش زى زمان وارد عليهم ان نمط الحياة لايبقى على وتيرة واحدة ويتغير باقصى سرعة الدنيا بتتغير ..ذكريات جميلة وشهر جميل بيمر سريعا..الضيف الغالى العزيز كالنسمة الجميلة الذى لانشبع منه وسرعان ماينتهى ليهل علينا العيد الذى كنا نقضيه مع الأسرة والاهل والجيران دون السفر الى المصايف اوالمشاتى واماكن التنزه كما هو عليه الحال الأن ..وكان له مذاق خاص استطيع ان اقول ان رمضان والعيد من اسعد أيام حياتنا لدرجة اننا لما نروح اى مكان ونشعر فيه بالسعادة ونقول هو النهاردة عيد والا إيه من كتر ماطبع فينا العيد من بهجة فى نفوسنا وارواحنا بكل مشتملاته..فستان العيد الجديد ..اللعب..العيدية مش عيب ان ناخدها من اعمامنا واخوالنا طقوس مختلفة وايام مختلفة وظروف مختلفة لكنها رائعة لها علامات فى نفوسنا ووجداننا.
أمهاتنا وجداتنا يصنفون رمضان الى عشرات ..العشر الأولى مرق يعنى عزومات للاقارب والاهل والاصدقاء والجيران عزومات متبادلة ..نعزم ونتعزم..والعشرة التالية خلق . يعنى لبس وملابس نشترى فيه الفساتين والبدل والملابس قبل الزحام والعشرة الاخيرة حلق يعنى كحك العيد وهو حدوتة لوحدها يعنى نهرب من المذاكرة لو موسم دراسى علشان نساعد ماما وقرايبنا لصنع الكحك ورصه على الصواني وممكن نتلف العجين لماما التى غالبا تعيد تصنيعه مرة تانيه وحتى هذه المواقف ذكرياتها جميلة لاننساها..نقش الكعك وازاى يكون مضبوط لضمان ثبات السكر عليه عادات جميلة اختفت حاليا تماما الكل بقى يستسهل شراء الجاهز ..شباب العيلة والأطفال يتوجهون فى جماعة لتسوية الكحك فى الأفران وإحنا نبقى سهرانين لقدومه بعد تسويته واحيانا نتسحر منه رغم نداءات الأم ان به سمن وقد يسبب لنا عسر هضم مع الصيام وأنه يسبب لنا العطش ..ورغم ذلك نعاند ونتناوله ..حاليا الوقت اتغير والدنيا كلها اتغيرت لم نعمل حسابات للأكل ولانحسب السعرات الحرارية..وكان كله لذيذ وبنحبه ولم يؤذينا ..ولم نصاب بمشاكل صحية اوسمنة.. كنا ماشيين بالفطرة وماأجملها..سيدات البيوت كان فاهمين بالفطرة اصول التغذية السليمة زى مااكتسبوها من أمهاتهم ولاكانوا دارسين اوحاصلين على درجات علميه لكن عندهم وعى نتحاكى به بيطهو احلى الأطعمة الصحية وبها كل العناصر ..ولم يكن لديهم برامج الطهى المنتشرة حاليا على الفضائيات ورغم ذلك لم يكن يعانوا من اى مشاكل صحية..الصيام علاقة شديدة الخصوصية بين العبد وربه..على مائدة رمضان كان الخشاف والشوربة الساخنة
من اجمل الذكريات التى لا انساها بعد تخرجي من كلية طب قصر العينى وتكليفى بقرية مسعودة احدى قرى الصعيد التابعه لمركز مغاغة كان معى ممرضتان أحداهما مسيحية..كانت تصوم معنا وتحرص على اعداد طعام الافطار الذى نتناوله سويا فى احلى جو من السعادة. وكانت تؤكدلى انهم ينتظرون رمضان مثلنا لشراء الكنافة والقطايف والاستمتاع بتناولها مااجملها ذكريات نستدعيهافنسعد ونفرح ..شىء جميل ان نجتمع على حب شهر جميل وموسم الخير ..كان لنا جيران مسيحيين..كنا حريصين على اهدائهم بمهلبية قمر الدين واشهى الأطعمة المخصصة لرمضان زلابية والمشبك ..نقدمة هدية لجيراننا على صينية شيك لجارتنا -طنط اولجا- التى كنا نتسابق للذهاب اليها ..مواقف جميلة وبريئة..كنا نستمتع ونسعد بأى شىء بسيط ..وبعد رمضان نتسابق لصيام الأيام البيض من شهر شوال وكانت الأيام تمر جميلة سعيدة..وحرصنا ان نكرر التجربة مع اولادنا لكن مع اختلاف الوقت والظروف والمسؤوليات ..كل سنة وكل المصريين والعالم بخير فالجميع يستمتع بهذا الشهر الفضيل..شهر الخير”.