أكدت الدكتورة الاء حامد الاستاذه بالمركز القومى للبحوث والحاصله على جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الطبية أن نشأتها وسط أسره علميه تؤمن بالعلم وتقدسه انعكس على تكوينها العلمى وعشقها لتحصيل العلم والإهتمام بالبحث العلمي.
قالت خلال حوارها ل “المساء”ان المرأه اثبتت نجاحا واضحا وملموسا في مجال البحث العلمى رغم الصعوبات التي تواجهها لتعدد الأدوار الحياتيه التى تقوم بها كباحثه وفى نفس الوقت كأم وزوجه ومسئوله عن أسره.. تحدثت عن ابحاثها في مجال الدواء استنادا لتقنيه النانو تكنولوجى..الى نص الحوار
* التاريخ العلمى و رحلتك مع العلم؟
**نشأت فى بيئه علمية خصبة حيث أن والدي رحمه الله أستاذ متفرغ بالمركز للبحوث كما تعمل والدتى كأستاذ بكلية العلوم بجامعة الأزهر. إلتمست من كلاهما الإهتمام بالبحث العلمى و تعودت على المفردات العلمية المتخصصة منذ الصغر. اهتم الوالدان منذ الصغر بالدراسة و الهوايات المفيده مثل القراءه حيث قد إحتوى المنزل على مكتبه تحتوى على العديد من الكتب و المراجع في مختلف المجالات.
إلتحقت بكلية الصيدله جامعة القاهره و حرصت على تسجيل و الحصول على درجتي الماجستير و الدكتوراه بعد التخرج. نلت درجة الدكتوراه عام 2013.
* التخصص العلمى ودوافع اختيارك له؟
**يعد مجال تطوير الدواء من أهم مجالات الصحه. و لكي يتم هذا التطوير فيجب على العلماء أحد هذة الإختيارات: إما تحسين مركب الدواء كيميائيا أو تخليق بديل له و لكن هذا الإختيار يستلزم الكثير من الوقت و التكلفه و إجراء تجارب طويلة الأمد لحين إثبات الفاعلية و المأمونية. أما الإختيار الثانى فهو تحسين خصائص الإتاحة الحيوية لأدويه ثبت بالفعل كفائتها عن طريق إستخدام موصلات دواء معينه منها المتقدمة تقنيا و أيضا إستخدام تقنية النانوتكنولوجى.
بالنسبة لي أجد الأمر ممتع في دراسة و تطوير حاملات متطورة و تعديل تكوينها لإستيعاب و توصيل أكبر كم من جزيئات الدواء لإستهداف العضو المصاب في جسم الإنسان.
* ماهى الأبحاث التى شاركتى بها و كان لها مردود على أرض الواقع؟
**إشتركت في العديد من الأبحاث العلمية التي تهدف إلى إستخدام التقنية النانومترية لتوصيل مختلف أنواع العقاقير الطبية لإدراكي القوة العلاجيه الهائلة التي يمكن أن تحققها تكنولوجيا النانو. وحيث أن الحاجة ملحة للتكنولوجيات المبتكرة، وكبديل لعملية الإنتاج التقليدية ومن أجل تحقيق عائد تنموي كبير تهدف هذه الأبحاث إلى استخدام التقنية النانومترية لإستحداث صيغ صيدلية جديدة لتوصيل العقار بكميات مناسبة وفي توقيت مناسب للمكان المستهدف في جسم الإنسان. مع الأخذ في الإعتبار سهولة تعاطي الدواء وراحة المريض. و لعل من أبرز الأبحاث التى تم تطبيق التقنية النانونيه بها على سبيل المثال لا الحصر إلى:
1- تحضير صياغة نانومتريه لتوصيل عقار اللورنوكسيكام إلى العين في صورة ذائبة و تم تحقيق 73 ضعف لمعدل ذوبان الدواء عن صورته الخام.
2- توصيل عقار الإندوميثاسين عن طريق الحقن في مفصل الركبة لمعالجة و تخفيف آلام إلتهاب المفاصل.
3- تحضير قطرات للعين بها عقار الفلوسينولون أسيتونايد المضاد للإلتهاب محمل داخل حاملات نانومترية قادرة على الإلتصاق الحيوي بنسيج العين لتحسين الكفاءة الحيوية.
4- إستخدام بادئات الحويصلات لتحسين الكفاءة الحيوية لعقار التولنفتات المضاد للفطريات المقدمة في صورة دهان، حيث تتحول بادئات الحويصلات إلى حويصلات تامة نانومترية إبان تفاعلها مع رطوبة الجلد و تعمل على إختراق الأنسجة المصابه بشكل فعال.
5- صياغة جسيمات نانوية محملة بـعقار الإيتيروكوكسيب لعلاج إلتهاب العظام و المفاصل لدى كبار السن. حضرت الجسيمات باستخدام بوليمر البولي لاكتيك أسيد و تم تغليفها بالكيتوزان لإكسابها طبيعه لاصقه للأغشية الحيوية. أشارت النتائج المتحصل عليها إلى أنه يمكن اعتبار الصياغة المقدمة على أنها نهج مبتكر لعلاج إلتهاب المفاصل كما ظهر من نتائج استخدام خط الخلايا العظمية العاديه و تعزيز الصياغه لنشاط ALP و زيادة ترسب أيون الكالسيوم وربطه.
6- تحضير جسيمات هجينة من الشيتوزان/ بكتين النانوية (هجائن نانوية من الشيتوزان/ بكتين) لتوصيل عقار الميكليزين أيدروكلورايد المضاد للقيئ بطريقة آمنة ، فعالة و حامية للخلايا العصبية لعلاج القيئ المصاحب لعلاج السرطان الكيماوي. تم تحضير الصيغة النانوية و إدماجها في غشاء لاصق معد للإستخدام الفحوى. أظهرت الصيغة المحضرة كفاءة واعده حين تم إختبارها على جرذان التجارب.
7- تصميم و تقييم جسيمات حويصلية تحنوى على عقار السيكلوبيركس أولامين لعلاج فطريات غشاء الفم.
8- جسيمات نانومتريه لاصقة لعلاج إلتهابات العين محملة بعقار الاوفلوكساسين. تم إختيار صيغة مثلي بلغ حجم جسيماتها 195.4 نانومتر و لها شحنه موجبة بلغ قدرها 55 مل فولت لتجربتها على أرانب تجارب في صوره قطرات عين و جل موضعى و قطرات تتحول لجل موضعيا داخل العين حيث أظهرت الأخيره أعلى كفاءة مقارنة بميثلاتها و من قطرات المتداولة في سوق الدواء أيضا
9- كما تضمن إنتاجي العلمى للأبحاث المستخدمة لتقنية النانو إلى تحميل مواد طبيعية مستخلصة من طحالب في صورة حويصلات مكعبة الشكل أو حويصلات أخرى بها مستحلبات الصفراء (بيلوزومات) و دراسة التأثير الطبي لكل منهم على فئران تجارب.
بالإضافه إلى ذلك فإن إنتاجى العلمى لم ينحصر و يقتصر على تقنية النانو فحسب بل شمل العديد من التقنيات الأخري المتطورة مثل إستخدام جهاز التجفيف بالرش. حيث تم تطبيق تقنية التجفيف بالرش لإنتاج مسحوق فائق الدقه محمل بعقار الأتورفاستاتين كالسيوم المخفض لمستوى الدهون في الدم. و نظرا لإنتشار الأمراض المتعلقة بزيادة مستوى الدهون في الدم تم صياغة عقار الأتورفاستاتين كالسيوم في صورة أقراص محضرة بتقنية التجفيد تهدف لتحسين ذوبانة و بالتالى زيادة الإتاحة الحيوية له. تم إختيار صيغة الأقراص المثلى من بين العديد من الصيغ المحضرة التى تحقق أقل زمن لتشتت الأقراص و أعلى معدل لذوبان الدواء.
أيضا تضمن الإنتاج تحضير سقالات مصنوعة من مواد الشيوزان و الكولاجين محملة بمضاد حيوى تعمل كضمادة للجروح و تساهم بشكل أساسي في علاج و إعادة بناء الجلد في حالات الحروق و الجروح. و على جانب آخر تم إستخدام التفاعل الكيميائي بين رباعي إيثيل أورثو سيليكات و هيدروكلورايد الشيتوزان لتحضير جسيمات ميكرومترية لزيادة الكفاءة الحيوية لعقار الأريبيبرازول.
يتضمن الإنتاج العلمى أيضا إستخدام تقنيات حاملات بالونية لعقار السيناريزين لضمان بقاءة داخل المعدة لفترة طويلة تصل إلى 24 ساعه، إستخدام الجسيمات الميكرومترية لتحميل عقار السيناريزين أيضا لتحقيق معدل إنطلاق ممتد المفعول و هي أبحاث مستخلصة من رسالة الدكتوراة و تم دراسة تأثيرهم إكلينيكيا على بشر متطوعين.
* مشاركات المرأة فى البحث العلمى ما تقييمك لهذه المشاركه؟
**للمرأه دور دور هام و بارز في مجال البحث العلمى في جمهورية مصر العربية و منهن العديد من الأسماء اللامعه التى أثرت مجال البحث العلمى في مختلف التخصصات على المستويين المحلي و العالمى.
من المشاكل التى قد تواجهها هو أن مجال البحث العلمى يستلزم جهد و وقت و صبر و قد تحتاج بعض التجارب إلى السهر لساعات طويله لأيام متتالية مما يشكل عبء أكبر على المرأه للقيام بهذا بالإضافه إلى مهامها الحياتية المتنوعه.
* ما المشكلات التى تواجه البحث العلمى؟
**يحتاج البحث العلمى إلى تمويل مادى. و بعض التجارب يتطلب القيام بها إلى شراء كيماويات، إستعمال أجهزه باهظة الثمن و إجراء تحاليل مكلفه أيضا. تقوم بعض المؤسسات مثل أكاديمية البحث العلمى و المركز القومى للبحوث بتمويل مشروعات بحثيه لتهيئة بيئة خصبة للباحثين لإجراء تجاربهم البحثية . أأمل أن يكون هناك دعم إضافي من الشركات و رجال الأعمال.
* ماذا أضاف لشخصيتك؟
**تحمل الصعاب و قوة الإراده و الصبر.
* مزيد من الايضاح عن الجائزة و التكريمات الاخرى؟
**بفضل الله حصلت هذا العام على جائزة الدولة التشجيعيه في مجال العلوم الطبية. سبق لي الحصول على جائزة المركز القومى للبحوث للتشجيع العلمى لعام 2016 و أيضا جائزة الاستاذة الدكتوره فينيس كامل جوده في مجال علوم المواد و تطبيقاتها عام 2016.
*-ماذا يمثل لك فوزك بالجائزة؟
**تشجيع لي أن أستمر و دافع لي لأن أطور من نفسي و أسعى إلى مزيد من الخبرات.
*ما هى النصيحه التى توجيهها لشباب الباحثين؟
**الانضمام الي العديد من الجمعيات العلمية المتخصصه بهدف زيادة مجال الخبرة أيضا حضور الكثير من ورش العمل و المؤتمرات و المشاركه فيها.
*علماءنا بالخارج الطيور المهاجرة كيف يمكن الإستفادة بخبراتهم؟
**تشجيعهم للعوده إلى أرض الوطن و إعطائهم الفرصه لنقل الخبرات المكتسبة إلى طلاب الماجستير و الدكتوراه.
*-من يفضلون الاستقرار بالخارج؟
**إذا كان الاستمرار لفتره محدوده بهدف إكتساب المزيد من الخبرات المعمليه فهذا محمود طالما ستتم العودة إلى الوطن و نقل تلك الخبرات إلى زملاء المهنة، لأن هناك واجب وطنى يجب على الباحث القيام به و هو رفع شأن موطنه عالميا في المجال العلمى.
* هل نستطيع بالعلم تحقيق المعجزات؟
**كثير مما نمارسه في حياتنا اليومية في هذا الزمن كان يعد من المعجزات في أزمان سابقه و أبسط الأمثلة على ذلك هي وسائل الإتصال و النقل و غيرها. إذا أخلص كل مننا في عمله فيمكننا تحقيق المعجزات بإذن الله.
* طموحاتك فيما هو قادم؟
**أسعى إلى إكتساب مزيد من الخبرات في مجالي و تجربه المزيد من التقنيات الحديثة في الأبحاث المسقبليه. أتمنى أن أشارك مع فرق بحثيه متنوعة التخصصات.
*- الفجوة بين البحث العلمى والتطبيق على أرض الواقع لمخرجاته؟
**على قدر علمى، هناك قنوات محدودة للإتصال . يمكن أن نتغلب على تلك الفجوه بعقد إتفاقيات تعاون مشترك بين شركات الأدوية و مراكز البحث العلمى بهدف حل مشكلات الصناعه.
* شخصيات علميه اثرت في مسيرتك؟
**تأثرت منذ الصغر و حتى الآن بأبي و أمى و وجدت فيهم قدوة حسنه. و هذ لا يمنع من تأثري بالعديد من الشخصيات المرموقة على المستوى المحلي و العالمى حيث تأثرت شخصيتى بما قرأته من السير الذاتية لهم مما شكل دافع لي لتنمية شخصيتى و تطويرها.