»»
لقد أثلجت انتصارات المقاومة الفلسطينية الباسلة قلوب العرب والمسلمين وأضاءت تباشير الأمل في التحرر من بطش وغطرسة أبناء صهيون، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.
وبقلوب تنزف حزنا وألما، وكمدا، تتجرع الإنسانية الجريحة مرارة أفعال صهاينة إسرائيل، ومقابح جرائمهم التي فاقت كل الحدود.
ويشهد العالم في صمت سيناريو التهجير القسري، ومعركة غير متكافئة بين المغتصب وصاحب الأرض لتغيير الهوية ومحو القضية من سجلات الإنسانية، وتقف مصر بكل مؤسساتها وقيادتها قلبا وقالبا للحيلولة دون تنفيذ هذا المخطط الصهيوني الأمريكي الغربي الخبيث!.
لقد آن الأوان أن يتحرك ضمير العالم الغائب من خلال مؤسساته كالأمم المتحدة، والجنائية الدولية لمعاقبة إسرائيل ومناصريها علي ما يقترفون من جرائم إنسانية لم تشهد البشرية مثيلا لها، حتي في الأزمنة السحيقة التي كانت تحيا بشريعة الغاب، لكنها كانت تتوقف أحيانا استجابة للفطرة الإنسانية السوية التي تحرم الاعتداء علي الآمنين من الأطفال، والنساء والشيوخ وقتل النفس بلا مبرر !.
ولا يختلف اثنان من المنصفين أن الانتهاكات التي تُرتكب ضد الفلسطينيين سواء مدنيين أو صحفيين، مخالفة لقواعد القانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف الرابعة، التي تؤكد حماية المدنيين فى النزاعات المسلحة والغير مسلحة، وأيضا المواثيق الدولية، التي جرمت بكل المعاني والنصوص تلك الأفعال المشينة.
ويجب أن يتحرك المجتمع الدولي، للقيام بدوره في الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلية لوقف تلك الانتهاكات وتفعيل مهام نشر الأمن والاستقرار.
ويجب أن يتفق العرب نحو التحرك لتقديم بلاغ جديد للمحكمة الجنائية الدولية مدعما بكافة الأدلة التي تثبت تعمد الكيان الصهيوني انتهاك قواعد القانون الدولي، واستمرار ارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان.
لقد فقدت قوات الاحتلال مابقي من إنسانيتها، وسعت عبر تاريخ طويل من المذابح والمضايقات والتهجير مرارا وتكرارا لتغيير الهوية الثقافية والديمجرافية، والحضارية لأرض فلسطين وكان آخرها محاولات تغيير هوية منطقة القدس قبل عدة أشهر.
وما تزال المحاولات مستمرة لتهويد القدس من خلال الإجراءات التعسفية الممنهجة لتغيير الهوية العربية، ونسيان القضية تدريجيا، لكن صمود أهل فلسطين، سيظل حصن الأمان مهما تفننت قوات الاحتلال في قتل المدنيين وتحطيم ديارهم وإزهاق النفوس البريئة التي تحلم بالحياة والسلام.
وانطلاقا من مكانتها ودورها التاريخي ومكانتها حذرت القاهرة من خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال.
وكما ترفض مصر اليوم فكرة تهجير الفلسطينيين إلي قطاع غزة، وتطالب دول العالم المناصر للاحتلال تحمل مسؤوليته التاريخية تجاه محاولات وأد قضية فلسطين ومحو هويتها، فقد حذرت مبكرا في شهر فبراير الماضي من مغبة التهاون في حقوق الشعب الفلسطينيي خلال مؤتمر الجامعة العربية، والذي عقد لدعم القدس بعنوان “صمود وتنمية”.
كما حذرت القاهرة من خطورة فرض الأمر الواقع من خلال التهجير الممنهج ومصادرة الأراضي ودعم عمليات التهويد المستمر ، والاستيطان وهدم للمنازل بمختلف أحياء القدس.
كما أعلنت رفضها لاقتحام المسجد الأقصى، وفرض أية إجراءات أحادية مخالفة للشرعية الدولية، كما جددت مصر موقفها الثابت إزاء رفض وإدانة الإجراءات الإسرائيلية لتغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم لمدينة القدس ومقدساتها.
وأكدت مصر في كثيرا من المحافل أهمية دعم العرب لصمود القدس عصب القضية الفلسطينية.
وقد يتغافل العرب قليلا عن قضية القدس وفلسطين في غمار الأزمات الأممية والأحداث والمستجدات، لكن قضية القدس وأرض فلسطين لن تموت أبدا، وستظل في وجدان وعقل كل العرب باعتبارها قضية العرب الأولي.
ومن حق أبناء فلسطين أهل الصمود والتشبث بالأرض، والدفاع عن قضيتهم العادلة، ورفض كل محاولات التهجير القسري.
ولكن هناك قلة من المرجفين، اعتادوا الصيد في الماء العكر ، ويحاولون بكل السبل إيقاظ نار الفتنة وقلب الحقائق، مطالبين مصر بفتح حدودها واستضافة الفارين من جحيم قوات الاحتلال الغاشم، غير مدركين العواقب الوخيمة والآثار الكارثية التي تسهم في تصفية القضية الفلسطينية وطموحات شعبها المناضل، وآمال كل العرب في وطن آمن لكل أبناء فلسطين.
وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ستظل أرض الكنانة الملاذ الآمن لكل من يلجأ إليها فارا، أوزائرا أو طالبا للعلم أو العلاج، وصدق الله العظيم:
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ )”99 س يوسف.
وبعيدا عن المتخاذلين والمطبعين والمرجفين، فالنصر لأهل الحق ..أبناء النضال والصمود، وتبقي بشريات المولي ووعده الحق في قرآنه الكريم ومحكم تنزيله يقول الله عز وجل في :
(وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا )4_7 الاسراء.
صدق الله العظيم