»»
بين الصمود الأزلي لأبناء فلسطين والزوال الحتمي لدولة الإفساد.. تدور رحي حكاية العمر كله، علي الأرض المباركة.. أرض القدس ومسري الرسول صلى الله عليه وسلم ،لتفضح للعالم أقبح جرائم التاريخ ، وتعلم أهل الدنيا من أدناها إلي أقصاها قصة النضال وسردية العزة والكرامة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وكما هي المسافة بين صفاء ونقاء السماء،ومابين مقابح دنيا الأرض، كما هي المسافة بين منطق أهل الحق والحقيقة ،أهل فلسطين صناع الأمل،ومابين أبناء الضلال “آل صهيون” صناع الفشل والعار والشنار!.
لقد ابتليت البشرية بهذه النوعية المتدنية،وبهذا الصنف الشاذ من البشر والذي لا يختلف كثيرا في أدبياته وممارساته عن الشياطين وزعيمهم الأكبر الذي طرد من رحمة الله بعد تكبره ورفض الانصياع لأمر الله والسجود لآدم، فاستحق اللعنة إلي يوم الدين.
لقد أقام بنو صهيون جدرا نفسية وجدرا مشهودة بينهم وبين الناس منذ قديم الأزل ،علي مدار فترات التاريخ ،فهذا ليس أمرا معاصرا فحسب بل هو متجزر في عقيدتهم التي لا تعرف إلا التجبر والكبر والاستعلاء والتخوين ونقض المواثيق والتنكر لكل القيم الأخلاقية والإنسانية.
لقد استحقوا الطرد من رحمة الله ،والتيه في الأرض والمسخ قردة وخنازير لعنادهم وتكبرهم ،وعدم انصياعهم وطاعتهم لأوامر الله وقتلهم الانبياء والمرسلين والإصرار علي الإفساد في الأرض، والبحث عن زعامة وريادة لا تليق بهم ولا بتاريخهم حالك الظلمة والسواد!..
إن عقلية الخوف التي تتملكهم جعلتهم في حالة صراع دائم مع بني البشر ، فادعوا السامية وأنهم افضل خلق الله وافتعلوا الأزمات قديما وحديثا ،واحتوت بروتوكولات حكماء صهيون دستورهم الخبيث للسيطرة على الاقتصاد والإعلام والفن والثقافة ،وتحريك دفة سياسات التوتر والاحتقان ،والاسهام في صناعة الازمات وغرس الفتن والحروب والصراعات الطائفية والعرقية شرقا وغربا واستثمارها وتوظيفها لتحقيق مآربهم ومبتغياتهم الفاسدة.
وانطلاقا من معطيات الواقع،ففي حقيقة الأمر ،ورغم ما يتظاهرون ويتفاخرون به من قوة وبأس فهم ضعفاء لا يعرفون لغة الشرف والفروسية ، لايستطيعون المواجهة رجلا لرجل، ولا يعرفون إلا سياسة الغدر وتوجيه الضربات القاسية في الظهر،ويتفنون في خوض الحروب اللأخلاقية.
كما يتنكرون للمنطق الإنساني وللفطرة السوية والفروسية التي تحسن معاملة الأسري
،وتحرم قتل الأطفال والنساء، وتجرم الاعتداء على الآمنين والمرضي والضعفاء، وتمنع هدم البيوت ودور العبادة وتدمير البني التحتية وإفناء كل مظاهر الحياة !.
إنهم تركيبة شاذة من البشر لا عهد لهم ولا ذمة ،أجدر أن ينالوا غضب الخالق وحنق العباد،فباطن الأرض أولي لهم من ظاهرها وكان وعد الله بفنائهم أمرا مفعولا حاصلا،لا يقبل الشك والجدل،وعلي أيدي فئة من المؤمنين لهم مواصفات ربانية خاصة ،واتصور أن ارهاصات مؤشرات بداية فصول النهاية الحتمية هو ما نشهده الآن من صور الإفساد الثاني اللامحدود!.
وصدق الله العظيم:( لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ * كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ۖ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) الحشر (13-16).
ومع الجدر النفسية أقاموا أيضا الجدر المادية والتحصينات والحواجز ومنظومات الصورايخ المضادة التي كلفتهم الأموال الطائلة ومئات المليارات من الدولارات، دون فائدة، وخسائرهم المادية والبشرية المفجعة مستمرة،ولا يتراجعون عن المضي قدما في تحقيق أقدار الله وقضائه في الإفساد أولا وآخرا !.
لقد ظهرت إرهاصات الإفساد الأول عبر تاريخ دموي من الجرائم ورفض هدايا الخالق عز وجل بالصفح والمغفرة ،والإصرار علي إراقة دماء الأبرياء وقتل النبيين ،ورغبتهم في الهيمنة وسيادة الدنيا ،ولو علي رقاب العباد ،ومهما كلفهم الأمر من أثمان،ثم حياكة المكائد،والتحريض علي حرب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والكفر به، فأنهى وجودهم وطردهم من المدينة أذلاء شر طردة، وأنهي وجودهم من جزيرة العرب.
وأما الإفساد الثاني فهو الذي تعيشه الدنيا هذه الأيام، وتحديداً ما يفعله هؤلاء المجرمون في فلسطين،في غزة، في القدس وفي سائر بلاد الأقصى المبارك ، وما يقومون به اليوم من علو كبير وطغيان عظيم، وانتهاك للحرمات، وإهدار للحقوق، وسفك للدماء، وغيرها، حتى أصبحوا أكثر أهل الأرض نفيرا، بما يملكون من وسائل الإعلام الأكثر تأثيرا في العالم،وبما لديهم من مؤيدين ومتواطئين وأنصار، وخاصة من أمريكا وأهل الغرب.
وسيتحقق وعد الله تعالى لا محالة بتأديبهم وعقوبتهم وتسليط المسلمين عليهم كما سلطوا من قبل..وصدق الله عز وجل في محكم التنزيل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ* وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً* ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا.* وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا* إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا* عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا…} (الإسراء:4-8).
وتبقي بشريات المولي عز وجل في مقاومة ومواجهة هؤلاء المارقين في قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} (الأعراف:167).
ولله الأمر من قبل ومن بعد..وكان وعده مفعولا ،والنصر آت ولو بعد حين، ولو كره الكارهون.