🌀
يظل الفن الهادف المرآة العصرية الصادقة التي تعكس وترصد من قريب ومن بعيد ، لما يموج في المجتمع من مشكلات وتحديات وأزمات، تلميحا أو تصريحا، وربما يسهم في كشف الحقيقة،و ما إلتبس علي أفهام الناس في عالم المتغيرات الهادره ،والمتلاحقة من خلال تسليط الضوء رمزا أو تصريحا علي حقائق وخفايا ومؤامرات وتدابير تحاك بغية تحقيق أهداف ما أو تصدير فكرة ما.. !!
ومابين الواقع والخيال الدرامي ..خيوط حبكة إبداعية متشابكة ومترابطة، وفي هذا السياق، وفي إطار رمزي وافتراضي مشوق جاءت فكرة كوفيد 25 كعمل متميز عرض خلال الموسم الرمضاني السابق ،وأضفي علي دراما 2021 طابعا خاصا، بعد هذا الكم الضخم والزخم من الأعمال والمسلسلات التي ضلت رسالتها وطريقها لقلب المشاهد، فشاهدنا الكثير من الجعجة والطنين والقليل من الغرس والحصاد الإيجابي !
كوفيد 25، مسلسل متميز ، ويبحث عن غاية وهدف في زمن الدراما الخبيثة ، ودراما المقاولين ، يكشف عن طبيعة الحرب البيولوجية العصرية، ومافيا وبيزنس تخليق الفيروسات المعدية، ويرمز صراحة لفكرة الإفساد في الأرض وصراع أرباب المصالح لإنتاج وتخليق فيروس كورونا معمليا، ثم نشره كوباء عالمي لإعادة تشكيل وتغيير خريطة العالم سياسيا واقتصاديا ، وديمجرافيا !
تدور الأحداث في إطار الخيال العلمي، حيث يعمل الدكتور ياسين بمجموعة طبية لتصنيع لقاحات مضادة للفيروسات الخطيرة في العالم، ثم يكتشف تورطها في تحضير فيروس قاتل، بهدف تحقيق أرباح طائلة.
ياسين يحمل بين طيات ذاكرته مرارة فقدان أحد اطفاله، بسبب إصابته بكورونا، علاوة علي مشكلات إحتماعية أخري وانفصاله عن زوجته، وتبدأ رحلة صراعه مع تجار البشر، ورسالته في التحذير من هذا الوباء الجديد، والذي اتخذ أعراضا تشبه الجنون وفقدان العقل، وتنتقل عدواه بالمخالطة والمعايشة المجتمعية، كما أنه من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
المسلسل منﺇﺧﺮاﺝ أحمد نادر جلال وﺗﺄﻟﻴﻒ: إنجي علاء ،ويضم طاقم العمل يوسف الشريف وأحمد صلاح حسني وأيتن عامر وإدوارد ،وميرنا نور الدين وإسلام جمال وإيناس كامل
وقد حظي المسلسل بقبول جماهيري واسع وتعليقات مختلفة علي مختلف منصات التواصل الإجتماعي،منذ بداية الحلقة الأولي، وربما يكون فرس الرهان، في دراما هذا العام.
ويضاف العمل لقائمة أعماليوسف الشريف الراقية التي تحترم عقلية المشاهدين ، وتم تركيز الفكرة والأحداث في 15 حلقة فقط.
وأتصور أن الجانب السلبي في المسلسل المبالغة المفرطة في تصوير بعض المشاهد المرعبة والآثار السلبية لتداعيات الفيروس والمضاعفات الخطيرة للوباء، علي حساب ضبط التصور الإجتماعي للعلاقات ،ومشاهد الحياة اليومية لشخوص المسلسل.
وبعيدا عن الرؤية النقدية المتكاملة التي يمكن أن يراها كل وفقا لمنظوره الخاص بعد متابعة كافة حلقات المسلسل ،تبقي الدراما الجيدة هي التي ترصد هموم الناس وواقعهم بأفراحه وأتراحه ، وربما تكشف عن الحقيقة المرة، ولو في إطار رمزي أوإفتراضي !