وتمضي بنا الدنيا والأيام للقدر المحتوم واليقين الذي لامفر منه فإلي الله الرجعي والمنتهي.. وإلي جواره قد تكون السعادة الأبدية بعد وداع الدنيا الفانية بحلوها ومرها.
وعلي موعد مع القدر تتساقط الأوراق تباعا.. وفي مساء حزين عاشه أبناء جريدة المساء ومؤسسة دار التحرير ليلة أمس رحل المعلم والأستاذ عبدالحليم طه مدير تحرير المساء ورئيس قسم سكرتارية التحرير الأسبق.
رحل فنان المساء أحد رموز الزمن الصحفي الجميل والعصر الذهبي للمساء.. رحل المعلم عبدالحليم طه صاحب اللمسات الإبداعية والبصمات الفنية المتميزة في
الإخراج الصحفي، حيث أسهم عبر سنوات طويلة ومسيرةفنية إمتدت لأكثرمن ثلاثين عاما في صناعة شخصية خاصة لجريدة المساء ، وأبدع في توظيف مختلف محددات وعناصر الإخراج والتصميم ، وكانت له محطات خاصة في إستخدام اللون والصورة الصحفية، والعناوين وتحمل المسؤلية منذ الجمع الحرفي فالتصويري فالناشر الصحفي ثم مرحلة التطوير وإستخدام الإنديزين وبرامج الفوتوشوب والمعالجة الرقمية الحديثة للصور.
كما أسهم في إعداد وصناعة جيل مهني متميز تسلم الراية ، وكان دائم النصح والتوجيه والإشراف وتدريب الزملاء الجدد بلا كلل أو ملل، وتشرفت أني كنت واحدا منهم ، حيث كنت أشاركه في عمل الماكيتات الجديدة وملاحق المساء في عصرها الذهبي.
الأستاذ عبدالحليم طه كان أيضا صحفيا متعدد المواهب ،يكتب الشعر أحيانا ويرسم الكاريكاتير ، وكانت له عدة إصدارات إبداعية تجمع مابين الصورة والكاريكاتير وشعر العامية الذي كان يجيد كتابته وإلقاءه.
وكان يري أن العمل الصحفي الأدبي رسالة تؤدي دورا وطنيا وقيميا، وتعبر عن آمال وطموحات الناس وترصد أفراحهم وأتراحهم وتطلعاتهم لغد أفضل.
كما كانت للفنان إبدات خاصة أعقبت ثورتي مصر، معبرا عن قيم الحرية والحق والعدل وبناء وطن جديد ، كما حرص علي إقامة عدة معارض بالأوبرا ونقابة الصحفيين لنشر فكره وإبداعه وعلي نفقته الخاصة.
كما كانت له مشاركة فعالة في معرض نقابة الصحفيين تحت عنوان “ألوان غاضبة” تعبيرا رفض تهويد القدس وإعلان
الرئيس الأمريكي نقل سفارته للقدس، حيث شارك بالمعرض عدد كبير من كبار الفنانين التشكيلييين ورسامي الكاريكاتير بأكثر من 120 لوحة فنية وتعبيرية ، وذلك في 21 ديسمير 2017م.
كما تفقدت وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم معرضه “تعالوا نبنيها” فبراير 2018م علي هامش حفل جوائز مسابقة التميز الصحفي.
كما كان ضيفا لعدد من البرامج الإذاعي والتليفزيونية للحديث عن معرضه (أنا المصري) واستضافه برنامج “مصر من تاني”علي الفضائية المصرية أوائل نوفمبر
عام 2018 ، متحدثا عن مستقبل الفن وأثرهما في المجتمع.
رحم الله أستاذنا الفاضل بعظيم كرمه وواسع رحمته .. وخالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة.
* ولم تبرح الليلة الحزينة أن تغادرنا دون أن نتلقي خبر وفاة الزميل الخلوق (محمد أحمد) أحد رموز قسم تنفيذ المساء والجمهورية، والذي عرف ببشاته وروحة العالية وإحترامه لزملاء المهنة، وكان مثالا للمهنية والإلتزام والتفاني في العمل.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلي وجميع الزملاء الراحلين بمؤسسة دار التحرير..وسبحان من له الدوام.