»»
في مرحلة دقيقة ،وبعد ما يزيد عن شهرين من الصمود ،وفي توقيت حرج تواجه المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة جملة من التحديات علي رأسها تسارع وتيرة التهديدات والهجمات الوحشية.
وتتعاظم المنغصات مابين عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ قرار حاسم بوقف إطلاق النار ومعاقبة إسرائيل علي جرائمها الدموية غير المسبوقة ، وما بين كيد الخائنين ووقاحات المرجفين ،واتهامات مغرضة لا حصر بأن تهورها واستفزازها للكيان الصهيوني هو سبب هذا المجازر الوحشية التي تقترفها قوات الاحتلال!.
وتلك مغالطة ومقاربة فاسدة يسعي مروجوها لغرس اليأس والقنوط في نفوس أبناء الأرض المباركة ،الذين أيقظوا شموع الأمل ،واقنعوا شعوب العالم شرقا وغربا بعدالة قضيتهم المصيرية ، بصرف النظر عن تواطوء دول الغرب وتعطل الضمير الفاعل بروافده ومنصاته الفاسدة!.
ومن الحقائق التي كشفت عنها بعض أجهزة المعلومات والاستخبارات أن مبادرة المقاومة لبدء هجوم 7 أكتوبر جاء مدعوما بأنباء مؤكدة عن قرب شروع الكيان المحتل في الهجوم الشامل علي غزة وتصفية الكتائب المسلحة وتنفيذ مخطط تفريغ قطاع غزة من سكانه والتهجير طوعا أو قسرا إلي سيناء والتمهيد لصناعة مرحلة جديدة من الفوضي.
ومن الحقائق أيضا التي لا يختلف عليها اثنان من المنصفين أن المخطط الصهيوني مدعوما بفكرة الاستعلاء والسامية له جذور تاريخية ممتدة عبر الفترات الزمنية المختلفة ،وأنهم ينفذون قدر الله المكتوب عليهم باللعنة والتيه والتشرد،ثم إلافساد الأول والثاني تمهيدا للنهاية المحتومة التي كتبها الله في الحقيقة الملكونية الربانية التي لا تتبدل، ولا تقبل الجدل والتشكيك ،ومن ثم هم يعيشون في خوف دائم وتوتر مستمر ويسعون لصناعة الفتن ودعم المؤامرات وتعزيز الخلافات خارجيا وداخليا بين الطوائف والفرقاء في مختلف دول الشرق الأوسط ،بمنطق “فرق تسد”!.
وقد أثبتت الأحداث والمواقف ومحطات التاريخ مدي تورط بني إسرائيل في خيانة والتعهدات ونقض الاتفاقيات، وخروجهم عن مبادئ القوانين الإنسانية والأخلاقية ،وعدم احترامهم للمواثيق والعهود التي تحرم وتجرم قتل المدنيين الأبرياء وتدعو لحسن معاملة الأسري ،وتجنب هدم البيوت ودور العبادة.
ومما احزن القلوب العربية الدامية هذه الأصوات المارقة عن الحق، وتلك الأبواق الإعلامية المتنمرة بكل أفعال المقاومة والتي تكيل الاتهامات للضحية وتسخر من جلدها وصبرها، وتحاول أن تؤلب عليها أبناء فلسطين داخل وخارج الأرض المحتلة،
كما تلتمس العذر أحيانا للكيان الصهيوني مبررة جرائمه وتجاوزاته وممارساته اللانسانية ،تحت شعار حق الدفاع عن النفس، وهو ستار مزعوم وزائف ورط الكثير من دول الغرب في هذا التأييد المشؤوم!.
كما نشط بعض المرجفين أيضا في وصم واتهام رموز المقاومة بالعمالة وبيع القضية ، وأنهم ينفذون مخططات معدة سلفا وفقا لأهواء غربية وأمريكية ،علاوة علي محاولات مستمرة للتشكيك في بطولاتهم وعملياتهم الفدائية والعسكرية بلا مبرر منطقي مقنع ،اللهم إلا خدمة الصهاينة وأذنابهم ومناصريهم.
وصدق القائل :إن لم تستطع أن تكون نصيرا للحق فلا تصفق للباطل!.
ومما يحرج هؤلاء الخراصين ،ويقلل من تأثير رسائلهم وحججهم الملتوية أن هناك مواقف شعبية دولية صدحت بالحق ونظمت تظاهرات وفعاليات مناصرة للفلسطينيين في مختلف أرجاء الدنيا ،وكشفت أوجه الوجه الاستعماري القبيح للصهاينة،وفضحت ممارساتهم التعسفية ،ووصفتهم بأنهم عار علي الإنسانية وأنه كيان قذر وخبيث، ويجب أن تتخلص منهم البشرية كي تعيش في أمن وسلام.
والأمر الأخطر أن نفرا من هؤلاء المرجفين، وعبر منصاتهم المغرضة يتبنون الدعوة لتبني سيناريوهات غربية للتصفية التدريجية للقضية الفلسطينية وتبني فكرة التهجير الطوعي وتحويل الفلسطينيين لمجموعات من اللاجئين يتم توزيعها علي مختلف الدول العربية وبعض دول أوروبا ،كما فعلوا من قبل مع دول كالعراق وسوريا واليمن ودول عربية أخري ،بلا وعي أو إدراك للعواقب السيئة والقضاء على القضية للأبد!.
كما يسعي هؤلاء لخلط الأوراق والتشيكك أحيانا في الدور المحوري التاريخي لأرض الكنانة صمام الأمان للأمة العربية والإسلامية، وأحيانا يكيلون لها الاتهامات ويحملونها مسؤولية إراقة دماء الفلسطينيين
وإستمرار مأساة أهل غزة رغم ما قدمته من آلاف الشهداء ومساعدات وتضحيات لا حصر لها نصرة القضية الفلسطينية عبر مراحل الصراع والحروب مع هذا الكيان البغيض .
وفي عصر التطورات المتلاحقة يجب أن تفند هذا الأكاذيب والشائعات لتحصين الرأي العام من أراجيف هؤلاء الخراصين التي لا تنفذ أجندات خاصة لا علاقة لها بالانتماء للوطن.
ومن المفارقات والمبشرات أن الخطاب الإعلامي للمقاومة تجاهل هذه المنغصات وتلك المعوقات النفسية والوجدانية ،وأعلن عن قناعته بقضيته وأهدافه،
كما نجح بامتياز في تقريب هوة الخلافات بين مختلف الفصائل الفلسطينية وتوحيد كلمتها وجهودها نحو الهدف الأسمي وهو “الصمود”، تمهيدا للنصر الأكبر وتحقق وعد الله الحق ،أو الشهادة ونيل الفردوس الأعلى وحفظ كرامة وعزة الأمة وغرس إرادة الحياة والأمل في قلوب أجيال النضال، وحتى إشعار آخر،وحتي يأذن الله بالنصر المبين.