- الهرولة الغربية والأمريكية والحرب الاعلامية، والعقوبات الاقتصادية، وابتزاز أوكرانيا للغرب، يؤكد دورها الضروري لإستمرار أمريكا كدولة القطب العالمى الأوحد !
- أوروبا تذوقت طعم العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا ومخاطر نشوب حرب عالمية وتدمير أراضيها وشعوبها، وظهرت انقسامات خفية وبدأت توجهات لتطوير دولها سياسيا وعسكريا واقتصاديا !
تقرير: د..خالد محسن
لا حديث في العالم شرقا وغربا إلاعن الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها ونتائجها عي الحاضر والمستقبل ، فلا يعلم أحد متي ستنتهي إليه ، لكنها حلقة جديدة تتشكيل في ملامح النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب ،وحول الدروس المستفادة من الأزمة الأوكرانية يواصل د. محمد نصرعلام الخبير الدولي ووزيرالموارد المائية الأسبق عرض رؤيته وتحليله لنتائج ومبررات الحرب المستعرة.
يري د. نصرعلام أن تصريحات الرئيس الأوكرانى ووزيرخارجيته وطلباتهما وابتزازهما للغرب، والهرولة الغربية والأمريكية، والحرب الاعلامية، والعقوبات الاقتصادية، تؤكد دورأوكرانيا الضروري لإستمرار أمريكا كدولة القطب العالمى الأوحد.
ووفقا لرؤيته فإن هذه الحرب وتداعياتها ليست أمرًا سهلا على الإطلاق، فبعد تفكيك الاتحاد السوفيتى صارت أمريكا القطب الأوحد، اختلف العالم تماما عما سبقه من توازن شرقى غربى، فقد أصبح العالم بأنظمته الدولية أدوات فى يد القطب الأعظم لاستخدامه لتحقيق رغباته وأوامره، ولكن مكثت روسيا بترسانتها النوية شوكة دائمة، وبالرغم من محدودية تأثيرها، الا أنها حافظت على تواجدها فى بعض المواقع الاستراتيجية، وقد ساعد وجود بوتين فى السلطة فى الحفاظ على تفوق روسيا فى مجال التسليح بشكل كبير، مع عودة للأسواق الدولية بشكل وطعم مختلف ولكنه مؤثرا اقتصاديا لدرجة كبيرة. وبدأت روسيا للعودة بجرأة فى عدة مواقع فى أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وأشار إلي أن واشنطن من جانب أخر بدأت فى استقطاب دول الاتحاد السوفيتى السابق دولة بعد اخرى فى حلف الناتو وتزويدهم بمظلة نووية حتى تبقت دولة واحدة وهى أوكرانيا على حدود روسيا. وتم اختيار روسيا بالتنسيق مع الصين للقيام بوقفة عسكرية قوية لوقف المد الغربي ولبدء عصر متعدد الأقطاب الجديد، فقامت الدنيا، بشكل غير مسبوق لوقف هذا التحرك مع اتخاذ جميع الأسباب والاساليب الممكنة حتى محاولة اختراق الداخل الروسي واستغلال بعض الوجوه الذين لا تخلوا بلادنا من أشباههم.
كما أشار د. علام إلي أن الأسلوب الغربى بعد بداية الحرب تغير بعد أيام قليلة وبدأ نجاح التحركات العسكرية الروسية فى الظهور على سطح الأحداث، وسوف تحمل الايام القادمة العديد من النتائج والتى ستكون لها تداعيات متباينة اقتصاديا وعسكريا، وفى الاغلب سيدفع العالم أجمع وخاصة فريق المشاهدين الجزأ الأكبر من ثمن هذا الصراع,
وقال إن الأحداث من حولنا تؤكد السيطرة الأمريكية على المنظومة الدولية (حتى الآن) مع تسخيرها لمصالحها الاستراتيجية، وليس لاقرار العدل والمساواة والسلام فى العالم، على سبيل المثال الأمم المتحدة ومنظماتها مسخرة لخدمة القطب الأوحد بشكل يصعب تصديقه، حيت عقد اجتماع فورى لمجلس الأمن الازمة الاوكرانية ولما فشل الاجتماع نتيجة للفيتو الروسي، تم تنظيم اجتماع فورى لاجتماع للجمعية العامة لادانة روسيا، ثم اجتماع اليوم لمحكمة العدل الدولية لادانة روسيا طبعا، والله اعلم ماذا سيحدث غدا.
ويضيف قائلا : لننظر لأوضاع بلادنا مثل العراق وسوريا وافغانستان وليبيا الذين تم التنكيل بهم من الغرب، من المهم أن نعلم ما يحدث بنا وحولنا، ومن المهم أن نقيم ماذا حدث ويحدث بقضية أزمة سد النهضة التى تهدد حياة ١٥٠ مليون مواطن. نجد اجتماعات فاشلة لمجلس الأمن وصراعات بين الدول الكبرى، ولو ارادت امريكا والغرب قرارا ودعما لتحقق بسهولة، فهل من مستوعب.
وقال ساخرا: من المضحك أن هناك تعثرا فى تحركات منظمة الوحدة الأفريقية، فالسيطرة الامريكية ليست دولية فقط، بل موجودة اقليميا أيضا وغالبا داخليا فى العديد من الدول.. والسؤال الأهم ليس من الظالم أو المظلوم فى هذه الأزمات الدولية فالكل له اهدافه وتضحياته، السؤال كيف تستفاد مصر من هذه المواقف والدروس والعبر فى تحقيق اهدافها والحفاظ على أمنها ومصالحها!؟
وأضاف أن هذه الأزمة دروسها كثيرة، وقد لا يستوعبها البعض، وهناك البعض الأخر بدأ يعد نفسه لفترة مابعد هذه الحرب،وقد تذوقت أوروبا طعم العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا وتذوقت مخاطر نشوب حرب عالمية وتدمير أراضيها وشعوبها، وظهرت انقسامات خفية نسبيا وبدأت توجهات جديدة لتطوير دولها سياسيا وعسكريا واقتصاديا، إما تبدأ عصرها بتوجه صريح بضرورة عدم وجود تكتلات وحروب باردة، وسيماثلها الكثير من الدول عاجلا وأجلا.
اما عن العرب، وبما تبقى لهم من موارد محدودة فقد تعلموا درسا قاسيا، وبدأ البعض خاصة الواعى منهم فى إعادة النظر فى توجهات الغد، وأرجوأن تكون ايران استوعبت مايحدث حولها وبها، وان تسلك سياسة رشيدة فى تحالف مع جيرانها العرب بدلا من الصراع معهم، كما أشار إلي أن اسرائيل تحاول إيجاد دور دولى لها، وسنرى ماذا يحمل لها القادم.