تقرير ✍️ د.خالد محسن
دعا العالم الدكتور فراج خليل الصعيدي أستاذ الجيولوجيا بهيئة المواد النووية ورئيس قسم الصخور الجرانيتية، إلي ضرورة الحفاظ علي الوطن ومكتسباته ، باعتباره فطرة إنسانية وقيمة دينية.
وحذر من المتاجره بأزمات الوطن وسط هذه المتغيرات والظروف الصعبة مؤكدا، أن أولئك كسبهم خبيث ممحوق البركة في الدنيا والآخرة.
وقال إن حب الإنسان لوطنه ليس مجرد شعارات تُرفع أو كلمات تُقال إنما هو سلوك مسؤول وتضحيات وحقوق تؤدى.
جاء ذلك في خطبة أمس الجمعة بمسجد الرحمن بشارع اللبيني بالهرم ، تحت عنوان :(حق الوطن على أبنائه).
كما أشار د.الصعيدي إلي أن حب الإنسان لوطنه فطرة إنسانية وقيمة دينية، وقد جسّد النبي ﷺ معنى الحب والوفاء حيث اخرجه قومه من مكة فخاطبها قائلًا: ( ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ).
وأوضح أن تطبيق حب الإنسان لوطنه عمليا إنما يكون باحترام مقومات هذا الوطن ومؤسساته والحفاظ على أمنه وأمانه.
وحدد جملة من حقوق الوطن على أبنائه من بينها :
١- التضحية من أجله:
وأعلى مراتب التضحية هي التضحية بالنفس حيث:
– يقول الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}.
– يقول رسول الله ﷺ : (عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ : عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ).
– يقول رسول الله ﷺ : (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ ؟ حارِسُ الحَرَسِ في أرضِ خَوْفٍ لعلَّهُ ألَّا يرجعَ إلى أهلِهِ).
٢- المشاركة في بنائه ؛ ويكون ذلك ب :
– الإخلاص ، اتقان العمل، زيادة الانتاج
– يقول رسول الله ﷺ : (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ).
٣- التكافل والتراحم بين ابناءه حيث :
– يقول تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ}
– يقول النبي ﷺ : (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه ؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له ؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ)
– يقول النبي ﷺ : ( مَن كان معه فضلُ ظَهرٍ فلْيعُدْ به على مَن لا ظهرَ له ومَن كان معه فضلُ زادٍ فلْيعُدْ به على مَن لا زادَ له ).
٤- الحفاظ على ماله (أي المال العام) :
– ويكون ذلك بعدم العبث والإفساد في المال العام ، وعدم الغش وعدم الاحتكار والاستغلال حيث :
– يقول رسول الله ﷺ: (إن رجالا يتخوّضون في مال الله ورسوله بغير حق لهم النار يوم القيامة).
– يقول رسول الله ﷺ : (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا).
– يقول النبي ﷺ : (المحتكر ملعون).
٥- عدم المتاجرة بأزماته حيث:
– إن من يتاجر بأزمات وطنه أولئك كسبهم خبيث ممحوق البركة في الدنيا والاخرة حيث:
– يقول النبي ﷺ : (مَنْ كَسَبَ مالًا حَرَامًا فَأعتقَ مِنْهُ ، ووَصَلَ رحمَهُ ؛ كان ذلكَ إصْرًا عليهِ).
فما احوجنا الى القيام بحق وطننا، فالوطن بكل أبناءه ، وهو بهم وبجهدهم ، كلٌ في مجاله ، وكل أبناءه جنود لخدمته ؛ فالطبيب والمدرس والفلاح والعامل والطالب كل عليه أن يفعل ما يجب عليه فعله في رقي الوطن وعلو مكانته .
ونصح د. الصعيدي كل مواطن في وطنه أن يتشبه بالنخلة .. كيف ؟! .. كما في حديث النبي ﷺ (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ …. وفي النهاية أخبر رسول الله ﷺ الصحابة بأنها النخلة).
فما هي أوجه الشبه بين النخلة وبين المسلم:
١- كل ما في النخلة نافع (بلحها، جريدها، ليفها …) و هكذا يجب أن يكون المسلم كل ما فيه نافع (يبني ولا يهدم ، يعمر ولا يدمر ، يصلح ولا يفسد…)
٢- النخله نافعة في حياتها و بعد مماتها ، وهكذا يجب أن يكون المسلم نافعا في حياته (خيّرا كريما) ، و بعد موته (بالصدقة الجارية أو العلم النافع أو الولد الصالح)
٣- النخله قليلة الأخذ كثيرة العطاء، و هكذا يجب أن يكون المسلم (عفيفا ومعطاء)
٤- النخلة فيها مرونة وليونة وفي ذات الوقت فيها صلابة و شوك تدافع به عن نفسها ، و هكذا يجب أن يكون المسلم (مرنا هينا لينا … وفي ذات الوقت صلبا في الشدائد والأزمات ، ومستعدا للدفاع عن نفسه وعن وطنه).