»» يجب الحذر واستمرار طلب الفحص المستمر و الإجراءات الوقائية والعلاجية تحسبا من عودة الڤيروس
تقرير ✍️ د.خالد محسن
بشهادات عالمية، علي كافة المحاور الأممية حققت مصر في عصر الجمهورية الجديدة انجازا كبيرا فى القضاء على فيروس سى، بعد إطلاق مبادرة 100 مليون صحة، وما تبعها من مبادرات صحية متنوعة خلال السنوات الأخيرة.
وفي سابقة استطاعت وزارة الصحة القضاء على فيروس سى فى فترة زمنية قصيرة وإجراء بمسح شامل لـ 60 مليون مصرى.
وتعليقا علي هذا الإنجاز المبهر ثمن د.كمال فهمي أستاذ التحاليل الطبية والأمراض المناعية بكلية الطب جامعة الزقازيق شهادة منظمة الصحة العالمية ،واعتبار مصر اول دولة على مستوى العالم تنجح فى القضاء على الفيروس الكبدىC.
وقال د.فهمي لمنصة “المساء أون لاين”:هذا النجاح لم يتحقق بسهولة ولكن كان وراءه إرادة وجهد وعمل على كافة المستويات.
ووجه تحية وتقدير إلى القيادة السياسية التى اعطت حملة القضاء على هذا الفيروس اللعين الاهتمام والاولوية.
وتحية وتقدير إلي كل أعضاء الفريق الصحى الذين قاموا بدور رائع فى كل المجالات ابتداء من استيراد الادوية الحديثة باسعار مخفضة إلى النجاح فى مجال تصنيعها محليا فى مصر لتصبح متاحة مجانا لجميع المرضى الى النجاح فى تنظيم حملة مكثفة للكشف عن المرضى وعلاجهم.
وأضاف د.فهمي : حقيقة نحن أمام انجاز تاريخى كبير بكافة المعايير الصحية والعلمية ، يجب أن نتوقف أمامه طويلا خاصة حينما نتذكر نحن الأطباء حجم المأساه التى عشناها لعشرات السنين والاعداد الكبيرة التى راحت ضحية هذا المرض اللعين ومنهم اعداد كبيرة من الزملاء الاطباء الذين اصيبوا بالعدوى نتيجة لممارسة المهنة وعانوا كثيرا من المرض ومضاعفاته على مدار سنوات قبل أن ينتقلوا إلى رحمة الله تعالى.
وقال د.كمال فهمي : أتذكر عند تخرجنا من كلية الطب سنة ١٩٨٣ واستلام عملنا كأطباء أن هذا الفيروس اللعين لم يكن معروفا رغم أنه كان يفتك من قبل ذلك بسنوات طويلة باكباد نسبة كبيرة ومتزايدة باستمرار نظرا للجهل بوجوده وانتشاره فى الخفاء بعيدا عن أى رقابة.
وتابع : بعد ذلك بسنوات تم عزل الفيروس وأمكن التعرف عليه، ومن هنا بدأت رحلة طويلة وشاقة لمحاولة محاصرته على الأقل وكان أكبر هدف هو معرفة المرضى المصابين وتوفير تحاليل للكشف عنه، بدأت بالكشف عن “الأجسام المضادة” ثم امتدت الى اختبارات أكثر تقدما منها التحليل المعروف باسم “بى سى ار ” pcr” وغيره .
وبدأت محاولات العلاج باستخدام حقن “الانترفيرون ” ،وقد كانت محاولات يائسة ،فقد كان العلاج يكلف عشرات الآلاف ،لا يقدر عليها إلا القليل كما أن نسبة فشل هذا العلاج كانت عالية جدا لدرجة أننا كاطباء كنا نفرح كثيرا إذا قابلنا حالة نجاح للعلاج وتمر فترة لنكتشف عودة الفيروس.
وأضاف د.فهمي : وبالرغم من هذا الفشل كان المريض يعانى اعراضا جانبية قاسية لهذا العلاج الذى كنا نلجأ إليه لمجرد انه بديل لانتظار المزيد من مضاعفات المرض من تليف الكبد والاستسقاء وفى النهاية سرطان الكبد الذى كانت نسبته قد زادت كثيرا.
واستمرت تلك الماساة إلى أن تم الكشف عن الأدوية الحديثة التى تؤخذ عن طريق الفم والتى بدأت بالأب الشرعى لها والمعروف باسم “سوفالدى” وبنسبة نجاح عالية تقترب من ٩٩ % ,وكان هذا انجازا تاريخيا بحق حيث أنقذ عشرات الملايين حول العالم وأصبح العالم يواجه هذا المرض بنجاح تمهيدا للقضاء عليه نهائيا.
واختتم حديثه: حقيقة اشعر بسعادة بالغة الآن بشهادة منظمة الصحة العالمية مصر كأول دولة تقضى على فيروس C .
ونبه إلي ضرورة توخي الحذر ومع هذا النجاح، والاعتراف الدولي فلا يعنى التراخى التام وإنما يجب ان نظل مدركين ان هناك حالات لن نصل إليها إلا حينما تطلب الخدمة الطبية ولابد أن يستمر الحرص على الإجراءات الاحترازية والعلاجية وطلب فحوص هذا الفيروس قبل اجراء اى جراحات ولابد ان يستمر فحص اى دم منقول بعناية.
نعم نحمد الله كثيرا على هذا الانجاز التاريخى ولكن يجب أن تظل عيوننا مفتوحة فالفيروس طالما موجود ولو بنسبة ضئيلة فى أى مكان فى العالم فيجب ان يظل الاهتمام مستمرا .
يذكر أن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، قد ذكر مؤخرا أن منظمة الصحة العالمية ستعلن خلو مصر من فيروس سى الشهر المقبل، كأول دولة في العالم وستقام احتفالية كبيرة فى سبتمبر المقبل لإعلان مصر خلوها من فيروس سى بعد أن كانت من أعلى معدلات الإصابة بالفيروس.
كما أكد أن التجربة المصرية تدرس في عدد من الدول الأفريقية ،بعد وصلنا لمعدل “صفر إصابات”، حيث تم التغلب على 93% من عدد الحالات، وحاليا يتم علاج حالات التليف وسرطان الكبد بأعلى التقنيات والأدوية الحديثة.