حكاياتي لا تنتهي واعيدها للتعلم ولينظر الاجيال الحاليه كيف كنا نصارع الحياه بين فقر وحلم الوصول للهدف.
وفي عام ٨٦ كنت طالبا بكلية اللغة العربية بالزقازيق ،ومنذ الصغر أنا وأخي الأستاذ عادل حسنين نوفل ..كنا ندخر من المصروف لشراء الكتب هي الهواية المفضله لنا ..ومازلنا حتي الآن والحمد لله نملك ثروات من الكتب القيمه.
كنت عاشقا لمؤلفات الأمام الشعراوي لإسلوبه السهل الذي يخترق القلب والعقل، حدثت نفسي أنه ولابد أن أري هذا الشيخ العظيم شخصيا ،وعلمت أنه يسجل خواطر تفسير القران بمسجد الحسين كل خميس هنا المشكلة كيف أدبر مصاريف السفر والاقامه وخلافه لأري وجه مولانا الحبيب واستمع إليه أخي.. عاد الي صان الحجر الاربعاء وانا شددت الرحال الي القاهره وفي رأسي ألف حكاية حول الامام ..
وصلت الحسين بعد صلاة الظهر صليت وتناولت وجبة فول علي القد واشتريت الأخبار وظللت بالمسجد مابين الصلاة وأرقب وصول الأمام حضر المخرج وقتها عبد النعيم شمروخ وجهزوا الجانب الايمن من المسجد للتسجيل وأنا كالطفل أتحرك كثيرا وأمتع نظري بالكاميرات وبمكان الشيخ واتفقد الصفوف الأولي لمريديه وحجزت مكان لنفسي قريب من الأمام حدث هرج بين الناس علمت أن الامام خارج المسجد هرولت مسرعا حافيا خارج المسجد رأيته رجلا مسنا عكس مانراه.. اثنين من أصدقائه يحملاه تقريبا حتي باب المسجد خلع نعاله ..فجأه تبدل حاله ورأيت إنسانا آخر فتي قوي يتحرك لوحده ويوزع ابتساماته علي الجميع سألت نفسي معقول (اللي بيحصل) يتبدل حال انسان في لحظه …عاحز عن الحركه خارج المسجد وعندما يدخل يكون بهذا الشكل ..تعجبت وقولت في نفسي أنه المدد الالهي لمثل هؤلاء اصحاب الدعوه رجال الدين الأنقياء..
كنت في عالم آخر الأمام جالس أمامي بوجهه الجميل ورائحته القادمة من الجنه كان يفسر من اخر سور البقره.. سحر قلوبنا وعقولنا بعلمه وادائه البسيط المقنع بالدليل النقلي والعقلي ..
لكن ينقصني شئ لم يتحقق أن اسلم عليه واقبل يده هكذا تربينا في كتاتيب بلادنا أن نقبل يد من يكبرنا واهمهم سيدنا أي معلمنا.
انتهي الامام من التسجيل واقتربت منه بحذر وسلمت عليه وتحقق الحلم غادر الامام المسجد وكل إنسان انصرف لحاله وبقيت وحيدا جالسا أمام المسجد علي سور الحديقه وقتها .. كنت سعيدا .. فرحا ..
احسست وقتها أني لا ينقصني شئ فرشت الأرض بالجريده التي معي ،واتخذت من حذائي مسندا ونمت رافعا رأسي للسماء أشكر ربي لتدبير هذا اللقاء الإيماني بقي معي من النقود مايكفل عودتي للزقازيق في الصباح وسندوتش فول رضا من الله.
صليت الفجر وعدت ومازالت رائحة الامام الزكيه تحوم حولي حتي وصلت راضيا مرضيا قصصت علي زملائي لاكتشف أن بعض أبناء صان الحجر في الازهر يسكنون خلف الحسين في عمارة القلماوي حمدت الله وكررت الزيارة للاستمتاع بحديث مولانا الشعراوي لكن ضمنت هذه المره النوم عند الأحباب لأن النوم علي الجرائد صعب لكن يهون من أجل من نحب .
هكذا كنت دائما اتوق للعلماء مهما تكلفت من جهد وعناء هكذا كنا نحب العلم والعلماء سبحان الله اكرمنا الله بعد ذلك بكل شئ ويسر امورنا ولكن لمن نذهب ؟!
رحل الامام الشعراوي المجدد التقي الورع
(من المؤمنين رجال صدقو ما عاهدو الله عليه)
نحسبه إن شاء الله من الصادقين مع عهد الله
صدق الشاعر.. عندما قال في الليله الظلماء يفتقد البدر
وما تبقي الآن من دعاة تراهم في التلفاز بالتيشرتات البمبي اغلبهم تجار سلطه ودنيا .. وافتقدنا القدوه الصالحه التي تربطنا بماضي لصحابه.
للأسف الزمن غير الزمن فقدنا اعظم الرجال وبقي أشباه الرجال في الدين و في كل العلوم.!
بقلم ✍️ : د.محمد نوفل
(خبير التنمية البشرية)