,, بقلم ✍️ د.خالد محسن
غيض من فيض السماء تجلي في عرس قرآني احتضنته الجزائر بلد المليون شهيد، حيث شهدت الدنيا بأسرها وتحدثت عن مشهد مداعبة الشيخ وليد مهساس إمام صلاة التراويح للقطة ،بكل ترفق،وحلم وبادلته القطة في سكينة ووقار عدة قبلات علي جبينه وفمه..!
المشهد العبقري التلقائي حاكته وأخرجته وصممته أقدار الله عز وجل في لحظات معدودات وفي أجواء رمضانية مبهجة..
المشهد أسعد مئات الملايين من المسلمين في بلدان العالم شرقا وغربا ،وحظي بأعجاب ما يزيد عن 6 مليار من بني البشر الهائمين في الصراع مع هموم الدنيا وأزماتها المتصاعدة وشرور التراجع القيمي..!!
لقد قدم المشهد النوارني طاقة إيمانية ويقينا سامقا، وبث روحا إيجابية ورسائل من ذهب، فاقت كل التوقعات،وأثلجت صدور قلوب قوم مؤمنين..
وقد شاءت الأقدار أن يخفف هذا المشهد من ألم قلوب توجعت وتألمت،واحترقت كمدا وغضبا واستهجانا قبل عدة أسابيع في 21 يناير الماضي بعد الحادثة المؤسفة لإحراق القرآن الكريم في السويد علي أيدي نفر من المارقين المتعصبين بحركة اليمين المتطرف ، حيث قام زعيم الحركة، راسموس بالودان، بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية بالعاصمة السويدية استوكهولم، الأمر الذي أحدث موجة من الاحتجاجات في معظم بلدان العالم الإسلامي.
كما تسبب في غضبة “مليارية” وحملة لمقاطعة المنتجات السويدية تصدرت مختلف مواقع التواصل مع إدانات رسمية وشعبية رافضة من العرب والمسلمين والمنصفين من أتباع الديانات الأخرى.
نحن المسلمون ليسوا في حاجة لإثبات عظمة ورقي وسمو ديننا الحنيف ،دين التسامح والرحمة المهداة للعالمين، لكن يشاء الله عز وجل أن يرسل بالآيات والإشارات لمن أراد أن يعلم جوهر هذا الدين العظيم،وأن يصحح السمات والمفاهيم المغلوطة التي يروج لها المرجفون والتغريبيون،وإتهامه بالتشدد والتعصب والجمود والرجعية!.
قطة الشيخ مهساس ومضة إيمانية لفتت أنظار العالم إلي سماحة وعظمة الإسلام ،ودون أن يدرك الشيخ نفسه ولايتوقع أحد فقد تناقلت المشهد أكبر قنوات ومنصات العالم وعلي رأسها قناة CNN الأمريكية والتي نشرت على موقعها عبر انستجرام فيديو الإمام الجزائري ،وجاءت بعض التعليقات من غير المسلمين كالآتى :
– “لقد شعرت القطة بالهدوء والسكينة ”
– ” لا أعرف ماذا يقول لكنه جميل جدا ”
– ” يا الله، لقد أزال كل قلقي، يالها من لحظة بهيجة”.
– “أشعر بقوة تلك الصلاة”.
– “مسيـحية لكني معجبة بالإسلام جدًا “.
-” أنا كاثـوليكي لكني معجب بالاسلام”
كلها ردود تدل على إنصاف هؤلاء وشهادة حق من أناس لا يعرفون شيئاً عن الإسلام أنه دين السلام والمحبة والإنسانية.
..وقبل عدة أيام شاهدت مقطع “ڤيديو” علي اليوتيوب لأحد المغرضين حاول أن يجبر قطة علي أن تطأ القرآن الكريم بقدميها لكنه لم يفلح، وأبت القطة أن تفعل ، في محاولة يائسة لإهانة كتاب الله ،ولما استبدل القرآن بكتاب عادي وطأته بقدميها.. وتبقي الرسائل والعظات والعبر ولله في خلقه شؤون!!..
ومن بستان القرآن الكريم نقطف قوله عز وجل:
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).(7) الفتح.
ويقول تبارك وتعالي (..كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) . صدق الله العظيم
المدثر(31).