مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الثالث اليوم حيث تقاوم القوات الأوكرانية هجوما جديداً في جنوب البلاد وشرقها وبينما تتخوف مولدوفا من مصير مماثل لجارتها دعت وزارة الدفاع الأميركية ” البنتاجون “40 دولة حليفة إلى الاجتماع في ألمانيا هذا الأسبوع لمناقشة الاحتياجات الأمنية الطويلة المدى لكييف.
قال جون كيربي الناطق باسم البنتاجون إن وزراء الدفاع وكبار الجنرالات من 20 دولة أعضاء في حلف شمال الأطلسي الناتو ومن غير الأعضاء وافقوا على دعوة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للاجتماع الثلاثاء المقبل في قاعدة رامشتاين الجوية التابعة للقوات الأميركية غرب ألمانيا.
وصف كيربي الاجتماع بأنه عبارة عن مشاورات ستتطرق إلى السبل التي يمكن لشركاء أوكرانيا من خلالها المساهمة في تعزيز وتحديث قوتها العسكرية بعد انتهاء الحرب.. ويأتي هذا الاجتماع المرتقب في وقت أعلن وزير الدفاع الأوكراني ألكسي ريزنيكوف أننا ننتظر دعوة لحضور قمة الناتو.
في غضون ذلك استدعت مولدوفا التي تتخوف من غزوٍ روسي سفير موسكو لديها للتعبير عن القلق البالغ إزاء تصريحات قائد عسكري روسي رفيع المستوى قال إن السكان الناطقين بالروسية في البلاد يتعرضون للقمع.
أوضحت وزارة الخارجية في بيان أن هذه التصريحات لا أساس لها فمولدوفا دولة محايدة ويجب احترام هذا المبدأ من قبل جميع الأطراف الدولية بما في ذلك الاتحاد الروسي.
كان الجنرال الروسي رستم مينكاييف القائم بأعمال المنطقة العسكرية الوسطى قد أبلغ أعضاء منتدى للصناعات الدفاعية أن هدف الهجوم الروسي الجديد هو السيطرة على جنوب أوكرانيا لتشكيل ممر بري بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 وإقليم دونباس في الشرق وهو ما فسر على أنه سعي لسيطرة روسية دائمة على المنطقة.
أوضح مينكاييف إن السيطرة على الجنوب الأوكراني ستتيح لروسيا الوصول إلى جمهورية ترانسنيستريا الانفصالية على الحدود الأوكرانية – المولدوفية وهذا الأمر سيتيح مساعدة الانفصاليين الموالين لموسكو الذين يحكمون ترانسدنيستريا من 1992.
وترانسنيستريا هي منطقة انفصالية تمتد على شريط ضيق في مولدوفا بمحاذاة الحدود الأوكرانية… وجاء الإعلان الروسي بعد أيام على زيارة وفد من مولدوفا إلى واشنطن لإعادة إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
قالت جالينا بورتر نائبة الناطق باسم الخارجية الأميركية لن أعلق على إعلان صادر عن القيادة العسكرية الروسية لكنني سأقول إننا ندعم بقوة سيادة مولدوفا وسلامتها الإقليمية ونحترم حيادها الذي يكفله الدستور.
أضافت بورترلقد استقبلنا في واشنطن وفداً رسمياً من مولدوفا لإعادة إطلاق الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومولدوفا لزيادة تعزيز العلاقات الثنائية وكذلك مواصلة عملياتنا الوثيقة لدعم أجندة الإصلاح في مولدوفا.
ومع اشتداد القتال في الشرق على طول الخطوط المحصنة التي تمتد على أكثر من 400 كيلومتر أقر مسؤولون أوكرانيون بأن القوات الروسية سيطرت على 42 بلدة وقرية صغيرة الأسبوع الماضي في شرق البلاد. وأعلنت هيئة أركان الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تحاول تكثيف هجماتها أيضا على اقليم خاركيف الواقع شمال إقليم دونباس.
أضافت إنه خلال الساعات الماضية شنت القوات الروسية هجمات على مدينة سلوفيانسك في إقليم دونيتسك واكتسبت موطئ قدم في بلدة لوزوفا الصغيرة وهي تقاطع رئيسي لخطوط السكك الحديدية في خاركيف . . وقال حاكم لوجانسك سيرجي جايداي إن القوات الروسية واصلت قصف جميع المدن التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
كما أعلنت روسيا أنها تعتزم أن تنشر بحلول الخريف صواريخها البالستية العابرة للقارات سارمات المختبرة حديثا والقادرة على توجيه ضربات نووية للولايات المتحدة.
وهذا الهدف الذي كشف عنه دميتري راجوزين رئيس وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس هو طموح بالنظر إلى أن روسيا أعلنت إطلاق الصاروخ في أول اختبار له الأربعاء الماضي فقط وكذلك قول خبراء عسكريين غربيين إن هناك حاجة إلى كثير من الأشياء قبل أن يكون ممكنا نشر الصاروخ.
والصاروخ سارمات أو الشيطان قادر على حمل عشرة رؤوس نووية وشراك خداعية أو أكثر وضرب أهداف على بعد آلاف الأميال في الولايات المتحدة أو أوروبا.
وقال راجوزين في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي إن الصواريخ ستنشر مع وحدة بمنطقة كراسنويارسك في سيبيريا على بعد نحو ثلاثة آلاف كيلومتر شرقي موسكو.
اضاف راجوزين أن الصواريخ سارمات ستوضع في نفس المواقع وفي نفس الصوامع التي توجد بها الصواريخ فويفودا الباقية من العصر السوفياتي والتي ستحل سارمات محلها وهو أمر سيوفر موارد ووقتا هائلين.. وتابع أن إطلاق هذا السلاح المتفوق حدث تاريخي سيضمن الأمن لأطفال وأحفاد روسيا مدة بين 30 و40 عاما.