*ظهورالعولمة وثورة المعلومات والتكنولوجيا صدرت للعالم نماذج لأزمات تحتاج آليات جديدة للتعامل مع أسبابها وإستكشافها والتحصن من تداعياتها
تقرير- د. خالد محسن:
في إطارإعداد جيل من القادة وتنمية وتعميق روح الإنتماء لدي أبناء سيناء يشارك وفد من شباب وفتيات سيناء بفعاليات دورة إدارة الأزمات والتفاوض رقم 15 لشباب المحافظات الحدودية بأكاديمية ناصرالعسكرية والتي تنظمها وترعاها الادارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية بوزارة الشباب والرياضة ،وذلك خلال الفترة من ٨الى ١٩يناير الجاري وذلك بمشاركة ٦٠شاب وفتاة من أبناء المحافظات الحدودية “شمال سيناء ، جنوب سيناء، مطروح ، الوادي الجديد ، اسوان ، البحر الاحمر (حلايب وشلاتين وأبو رماد ) وذلك في إطار برنامج أهل مصر.
أكدت د.دعاء عبدالناصر إحدي رموزالعمل الشبابي بالمحافظة ومؤسسة مبادرة “يعني إي كلمة وطن” بشمال سيناء أنه تم إختيار ثمانية من شبان وشابات سيناء للمشاركة بالدورة ،وأوضحت أن فتيات حريصات علي المشاركة في كافة الفعاليات الشبابية الوطنية ، دعما للدور المحوري للفتاة السيناوية في كافة الأنشطة الثقافية الاجتماعية بمحافظة شمال سيناء.
واشادت باهتمام مسئولي وزارة الشباب ومديرية الشباب والرياضة باالمحافظة في دعم العمل الشبابي ودعم مبادرات الشباب والاهتمام بزيادة الوعي لدى الشباب ومساعدتهم على إدارة الأزمات المستجدة وتكوين كوادرشبابية مؤهلة في مختلف المحافظات.
وقد جاءت أولى محاضرات اليوم للأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم ندا تحت عنوان ” إعداد خريطة المخاطر”حيث أكد أن التخطيط يعتبرمرحلة التفكير ما قبل التنفيذ ، كما تناول عدة محاور منها مصادرالخطر وتعريفه ومجالاته .
و أشار إلى أن المخاطر هي التعرض لآثار ونتائج غير متوقعة وهي فرصة لحدوث الشئ الذي له تأثير على الأهداف سواء كانت إيجابية أو سلبية و فيما يخص مصادر المخاطر فإنها تكون إما داخلية أو خارجية وتتعدد مجالاته من “إدارة الأعمال ، إجراءات العمل ، السلامة المهنية ، البنية التحتية ، المخاطر البيئية ، صناعة القرار وهنا أكد على ضرورة اختيار الشخص المناسب في هذه المرحلة ” .
كما حدد خطوات عملية لإعداد خريطة المخاطر ومنها “تأسيس سباق العمل ، تحديد المخاطر وتحليلها وتقدير أولوياتها لتقييمها والتعرف على كيفية التعامل معها لذلك أكد. على ضرورة صياغة الخطة بدقة لما يؤثر في اختيار الحلول المطروحة وتساعد على تحديد الأسباب الرئيسية والتهيئة لإيجاد حلول فعالة .
وبنهاية المحاضرة استمع دز ندا إلى آراء الشباب المشارك في وسط أجواء تفاعلية وصفوها بأنها من أجمل المحاضرات في توصيل المادة العلمية بشرح مبسط يمس مشكلات تواجههم بالفعل في حياتهم العملية.
ومن بين فعاليات الدورة ألقي اللواء دكتورمحمد حسني عزب محاضرة حول دور المعلومات وأهميتها في ادارة الازمات حيث أكد على أن للمعلومات أهمية كبيرة وأن مصادرها تعد العنصر الحاكم في صنع واتخاذ القرار وأن لها إهتماما خاصا في حسابات القوى الشاملة للدولة التي تمكنها من تحديد الأهداف وأولوياتها وصياغة الاستراتيجيات وسياسات تنفيذها .
كما تطرق عزب إلى دورة انتاج المعلومات وتقييم صحتها ومعالجتها لتجنب انتشار الشائعات التي تنتشر أوقات الأزمات بشكل سريع وتنتشر بين العامة وتتسم بالإثارة وتعتمد على احتياجات الناس ، وفي جانب آخر أشار أن توافر المعلومات تساعد في التنبؤ وتحديد أبعاد الأزمة ثم تأتي مرحلة التخطيط وبناء السيناريوهات وتقديم البدائل واختيار انسبها مما يساعد في اتخاذ القرار ومواجهة ردود الفعل لإستعادة الأوضاع وإستخلاص الدروس المستفادة.
كما تناولت محاضرة الواء محمد محمود فرغلي موضوع ” سيكولوجية الأزمات والأسلوب العلمي لاختيار فريق العمل ” حيث ناقش مع الشباب أهم السمات الواجب توافرها في فريق إدارة الأزمات ومنها ” تحمل المسئولية ، القيادة والسيطرة ، الاتزان النفسي ، الموضوعية ، الذكاء الاجتماعي ، مواجهة الغموض ، تحمل الضغوط والتي اعتبرها من أهم هذه السمات.
كما أكد على ضرورة أن يتحلى أعضاء فريق إدارة الأزمة بقدرات تميزهم عن غيرهم منها “الذكاء العام ، الحكم ، سرعة الإدراك ، سرعة رد الفعل ، إدراك العلاقات المكانية ، الطاقة الفكرية والتي بسرية ، الأصالة ، التخطيط لحل المشكلات “وتطرق إلى أهداف ومبادئ العلوم السلوكية والأزمات من فهم وتفسير وتنبؤ والتي تستهدف نشر الإدراك وتنمية الوعي خاصة لأن وقت الازمات سلوك الإنسان يختلف.
وفي جانب من حديثه إسترشد بمقولة ابن خلدون “أن المجتمعات كثيرة العصائب والقبليات قل أن تستحكم بها دولة لأن كل عصبية أو قبلية ورائها من يمانع عنها.
كما عرف المفهوم النفسي للأزمات كونها ظاهرة نفسية واجتماعية وتعتبر لحظة حرجة تصيب الفرد بالاضطراب والتشتت الذهني والغموض الفكري ويشكل صعوبات حادة في السلوك لتجعله في حيرة وارتباك وغير قادرعلى اتخاذ القرارالسليم .
وجاءت محاضرة التنبؤ بالأزمات للعميد أركان حرب ايهاب طلعت والذي تناول فيها الموضوع بطريقة عرض شيقة اتسمت بالتفاعلية مع الشباب حيث أكد أن الأزمات موجودة منذ خلق سيدنا ادم وأشار إلى أن المشكلة يمكن أن تحل ولكن الأزمة تدار من خلال معايير مختلفة، وأكد أن ظهور العولمة وثورة المعلومات والتكنولوجيا صدرت للعالم نماذج لأزمات تحتاج آليات التعامل مع أسبابها قبل حدوثها لإستكشافها خاصة وأن العالم الأن أصبح مفتوحا فيما يحدث في أي بلد وقد ينتقل إلى عدة بلدان ومن الممكن التأثر به .
وهنا عرض مقولة لنابليون بونابرت قال فيها ” لانحكم شعبا إلا أن نريه المستقبل ، القائد هو تاجر الأمل “.