»» الخبير الدولي: تفعيل صندوق الأضرار والخسائر أصبح ضرورة حتمية لمحاصرة تداعيات التغيرات المناخية
»» الدول الصناعية الملوثة لا تريد أن تفى بتعهداتها وترفض التخلي عن انتاج الفحم وحرقه
تقرير ✍️ د.خالد محسن
ما بين أفق المستقبل المقلق لتزايد التأثيرات السلبية لتداعيات التغيرات المناخية وما بين توجسات أن تفي الدول الكبري بتعهداتها تتطلع شعوب العالم لتفعيل توصيات قمم المناخ السابقة ومن بينها قمة شرم الشيخ COP 27 الأخيرة..
ويتساءل الخبراء والمختصون ..هل تخرج قمة المناخ بالامارات COP 28،والتي تختتم فعالياتها اليوم بقرارات ملزمة؟.
وفي حديثه مع منصة المساء أون لاين طالب الخبير الدولي الدكتور عباس شراقي بضرورة أن تخرج قمة الامارات بقرارات أممية فاعلة للحد من استخدام الوقود الأحفورى، وإلزام الدول الصناعية الملوثة بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار.
كما أشار إلى أن الدول الصناعية وعلى رأسها الصين وأمريكا والهند وروسيا واليابان مسؤولة عن معظم التلوث، ولايريدون التخلى عن حرق الفحم فى انتاج الكهرباء حيث أنه متوفر فى بلادهم ولديهم احتياطى منه يكفى لأكثر من 200 سنة قادمة، وبالتالى من مصلحتهم استخدام الفحم، ورغم قمم المناخ التى وصل عددها حتى الآن 28 قمة إلا أن هذه الدول خاصة الصين وأوروبا سجلوا أرقاما قياسية فى زيادة إنتاج الفحم وحرقه خلال هذا العام والعام السابق.
وأضاف : إن قمم المناخ حاولت الوصول إلى إتفاق للحد من هذه الملوثات وكان من أهمها اتفاق كيوتو (اليابان) 1997، واتفاق باريس (فرنسا) 2015، وشرم الشيخ (مصر) 2022، وترفض الدول الصناعية ومنها الصين المسئولة الأولى عن أكثر من 55% من انتاج الفحم وحرقه وغيرها التخلى عن الفحم، ثم دخلت الدول البترولية فى الصراع لمنع ذكر التخلى أيضا عن البترول فى قرارات القمم لحماية الطلب عليه، وللأسف الدول الصناعية الكبرى ومعها البترولية لهم الصوت الأعلى.
وقال: المشكلة الثانية هى أن الدول الصناعية الملوثة لاتريد أن تفى بتعهداتها فى دفع الـ 100 مليار دولار تعويضا للدول النامية التى لا ذنب لها فيما يحدث من أثر بعض الاختلافات المناخية التى لا تتحملها.
وتابع : إن الحلول واضحة للحفاظ على كوكب الأرض لكن المصالح تعلو على حساب الكرة الأرضية والدول الفقيرة منها:
1- التوقف عن استخدام الفحم فى انتاج الكهرباء.
2- الحد من استخدام البترول والغاز الطبيعى فى انتاج الكهرباء على الأقل.
3- نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية لتصنيع بعض مستلزمات انتاج الطاقة الجديدة والمتجددة لخفض تكلفة الانتاج والتوسع فى انتاج الكهرباء النظيفة بتكلفة اقتصادية.
وأشار د.شراقي إلي أن الكرة الأرضية تشهد تغيرات مناخية بصور منتظمة كالشتاء والصيف، وحدث ذلك فى آخر مليون سنة من عمر الكرة الأرضية حوالى احدى عشر مرة، ونحن نعيش فى عصرنا الحالى الفترة الدفيئة ،والتى بدأت منذ إنتهاء العصر الجليدى الأخير حوالى 11 ألف سنة، بعده ارتفعت درجة الحرارة 8 درجات حتى وقتنا الحالى، ومن المتوقع خلال عدة آلاف سنة القادمة أن يبدأ انخفاض درجات الحرارة للدخول فى عصر جليدى جديد يمتد نحو 90 ألف سنة، ثم عصر دفئ مدته حوالى 10 آلاف سنة، وهكذا.
كما أشار إلى أنه خلال الفترات الدفيئة ترتفع درجة الحرارة تدريجيا بمعدل درجة واحدة كل ألف سنة، ولكن مايحدث حاليا أن درجة الحرارة ازدات درجة واحدة خلال المائة سنة الأخيرة وليس ألف سنة كما هو معتاد، ويرجع السبب الرئيسى لنشاط الانسان الذى لم يكن موجودا فى التغيرات المناخية السابقة، من انبعاث غازات الاحتباس الحرارى وعلى رأسها ثانى أكسيد الكربون من خلال حرق الوقود الأحفورى وأهمه الفحم والبترول والغاز الطبيعى، فى محطات انتاج الكهرباء، والنشاط الزراعى، والنشاط الصناعى ووسائل النقل وأخيرا الاستخدامات المنزلية.