يعد الشاعر محمد سليم خريبة واحدا من كبار الشعراء الكلاسيكيين ، الذين يكتبون بروح العصر،الأحياء بيننا الآن، ورغم إنجازه الشعري الغزير والمهم فإن أحدا من النقاد لم يلتفت إليه، وكذلك لم يلتفت إلى شعره الباحثون في رسائلهم للماجستير والدكتوراه.
يعيش محمد سليم خريبة في قريته بشبين القناطر متفرغا للكتابة ومبتعدا عن الشلل الأدبية والإعلام، بعد أن أمضى سنوات طويلة في رعاية الموهوبين من أبناء بلدته ، وصقل تجاربهم، وجعلهم يتقنون اللغة والعروض، وبعضهم صار من نجوم الشعر في مصر الآن.
ورغم أن أعماله الشعرية جديرة بالنشر في واحدة من أكبر الدور الرسمية، فإن هذه الدور لم تسع إليه ولم تهتم بتكريمه بنشر أعماله، ولأنه ليس من أولئك الشعراء الذين يطرقون أبواب المسئولين، فقد آثر أن ينشر أعماله الشعرية الكاملة عبر إحدى دور النشر الخاصة.
الأعمال الشعرية صدرت في جزئين، ضم الأول أربعة دواوين هي ” نقوش على جدار زماني” ، و” شجون مسافرة”،و” من بالفيض يغمرنا”، و” خلجات صبارة” . بينما ضم الجزء الآخر ثلاثة دواوين هي” ” سنا ليلى”، و” مقامات الوجد” و”راح الحنين” ، فضلا عن مسرحية شعرية بعنوان” شجون عامرية”
وقد حرص الشاعر الكبير محمد سليم خريبة على كتابة مقدمة للأعمال الكاملة، فضلا عن مقدمة لكل ديوان، وتنوعت موضوعات قصائده مابين الشعر الرومانسي والديني والاجتماعي والوطني، كما تنوعت أيضا أوزانه وقوافيه، فهو واحد ممن يجيدون إقامة الوزن والتلاعب به، ولم يكن غريبا عليه أن يعلم عشرات الشعراء من قريته وغيرها علم الأوزان والقوافي، فهو حجة في هذا الجانب.
وإذا كان محمد سليم خريبة قد نشر أعماله بعيدا عن مؤسسات النشر الرسمية، فإن واجب هذه المؤسسات أن تحتفل بصدور هذه الأعمال ، خاصة هيئة قصور الثقافة، ولعل الشاعر مسعود شومان ، أحد تلامذة الرجل، وهو يشغل الآن منصب رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بهيئة قصور الثقافة ، يبادر إلى إقامة احتفالية تليق باشاعر الكبير وعطائه.
صمم غلاف الأعمال الكاملة د. محمد حلمي حامد.
يقول محمد سليم خريبة في إحدى قصائده:
إنني آت إليها، بعد حين
حين أصبو، في تداع وحنين
أرسل النجوى، فتأتي بجواب
يحمل الذكرى على وجد السنين
حين يأتي يتهادى في الليالي
بابتسام الروح في بشر ولين
يوم يصحو العمر من حال حسير
باشتياق، واحتراق، من أنين
سوف نلقى بعد بعد الروح قربا
وودادا ، لايرى فيه افتراق
قد أبان القلب أن العمر آت
مستهاما مفعما فيه العناق
يستحي أن يعلن البشرى صريحا
رغم ماأوري وماأغرى اشتياق
هو يخشى أن يرى حسنا حسود
أو يعيد الجرح في القلب احتراق