وكأننا نتلقف أنفاسنا بعد مشاهد الرعب و العنف أو الفوضوية السائدة عمومًا في المسلسلات التلفزيونية الرمضانية و تسببت في تشويه الصورة المصرية ،، جاء مسلسل ،الصفارة لاحمد امين بمذيد من الضحك بصورة ابداعية مختلفة علي ما تعودنا عليه ،، فا مسلسل الصفارة بالتأكيد عودة رائعة لكوميديا الحوار المتبادل بين أبطال المسلسل ونستطيع القول أنه فانتازيا وحالة نقدية لبعض الثقافات الحوارية واللتي انتشرت بين المصريين بمختلف طبقاتهم وأعمارهم ،
يبدأ المسلسل بمشهد للشاب شفيق وهو يجري في الصحراء وخلفه المعلم لبلوب و أعوانه للامساك بشفيق و لياخذوا منه الصفارة و التي ترجع الي عصر الفراعنه وللملك توت عنخ امون وفي اطار كويدي تتصل احدي بائعات الشركات العقارية لتعرض عليه شقق و فيلات بملاين الجنيهات او حتي مدافن للموتي ،، وبالفعل يستطيع المعلم لبلوب الإمساك بشفيق و ربطه بالأحبال ويسرد شفيق قصته للمعلم ونعرف منه انه عايش في أسرة فقيرة ووالدته سيدة حازمة الطباع و له أخوه يدرس علم الفيزياء ويدعى ، وجيه ، ،،يعمل شفيق في مجال السياحة وله زميل في العمل يدعى علاء يسرق افكارة و يقدمها للمديرين كما ان مدير الشركة لا يعطي لشفيق الفرصة للحصول علي حقه من فكرته كما ان لشفيق زميلة العمل و تدعى شيرين و اللتي يسعى للارتباط بها و لكن للأسف فان زميله علاء يسعي ايضا للفوز بها ،
وفي أثناء عرض فكرة شفيق علي الموظفين في الشركة بدأعلاء يتحدث بها وكأنها فكرته ويوافق المدير علي نشر الفكرة في مؤتمر عام بمتحف الحضارة و لعرضها علي كبار رجال الاعمل في الوطن العربي و مصر استعدادًا لبيعها لهم ،، ولكن شفيق في موقف كوميدي يسارع للحمام وفي نفس اللحظة يقفل زميله علاء باب الحمام بالقفل عليه ، ، ويفقد شفيق وظيفته و يتجه الي بيع بعض التماثيل البسيطه في ساحات الهرم و تتدهور حالته النفسية نتيجة لفقدان عمله و لكن مع مرور الايام يتعرف علي احدي السيدات كبار السن لتعرض عليه الصفارة و تشرح له ان النفخ فيها يعود به الزمن الي الماضي في محاولة لاصلاح بعض القرارات او المواقف حتي يستطيع ان يحسن من مستقبله ،، ويسرق شفيق منها الصفارة و لكن يدركه المعلم لبلوب و عصابته وياخذ منه الصفاره و لكنه بعد سرد معاناة شفيق له في حياته لسبب دخوله الحمام و سرقه افكاره ،، في الماضي فقرر لبلوب اعطاء الصفارة لشفيق ليعود به الزمن الي نفس اللحظة في المتحف ليصلح خطأ دخوله الحمام وخسارته لمشروعه السياحي و بالفعل تبدأ أحداث المسلسل بنفخ شفيق للصفارة و بالفعل يعود به الزمن لنفس لحظة المتحف وهو يسارع لعرض فكرتةويصلح خطأه ولكن يفاجأ شفيق بأنه دخل عالم المستقبل بعد ست سنوات و ليجد نفسه يسكن في فيلا فاخرة جدا و يمتلك شركة ضخمة و عنده زوجته شرين ولكن حياته الجديدة بها الكثير من المتاعب و التي يقرر بعدها ان ينفخ مرة ثانية في الصفارة رافضًا حياته الجديدة و هكذا تستمر الحكاية ففي كل مرة يستخدم فيها شفيق الصفارة يجد نفسه بشكل جديد في عالم المستقبل
ويجد شفيق نفسه داخل عالم جديد من الاغنياء او مغني المهرجانات او حتي عالم الرضي و القناعة و كل مرة لا يرتاح شفيق للعالم الجديد اللذي اوجد نفسه فيه و في آخر حلقات المسلسل يرضي شفيق بعالمه المتواضع و يجد لنفسه مشروع صغير يعلم فيه الأطفال تاريخ مصر و تعود له حبيبته ،،
ونستطيع القول ان تيمة المسلسل الا وهي اللعب علي اوتار الزمن باستخدام جهاز او أداة محدده عالجتها السينما العالمية في كثير من الأفلام العالمية ولكن باستخدام حالة من التكنولوجيا الحديثة و المتقدمة اما في المسلسل المصري الصفارة فلم يجد المؤلف سوي العودة للتاريخ باستخدام صفارة توت عنخ أمون وكأن الزمن توقف بنا عند الفراعنة فقط ،، والمسلسل في مجمله حالة جدلية تناقش عالم الاغنياء و يالهم من تعساء و علي كل انسان ان يرضي بواقعه و لا يتطلع الي مستقبل انساني افضل من الناحية الاجتماعية و المالية و ان الاغنياء هم مرضي و يعانون من الخيانة الزوجية و الكثير من المشاكل الاجتماعية و النفسية بل في احدي المشاهد يعانون من فقدان الحياة وبالتهديد بالموت بسبب الامراض ،، وللأسف هي دعوه للتشاؤم اكثر منها لبث الأمل في نفوس العطشي لحب الحياة الكريمة و لتقدم الانسان ،، وبالفعل اصبحت ثقافة عامة محفورة في ادبيات الادب المصري المعاصر، ، وهذا هو الفارق الكبير بين مسلسلات دولة الصين ،كمثال أو غيرها من الدول المتقدمة واللتي بالفعل أوجدت و حفرت طريقًا لعالم المستقبل بتقديم اعمال ادبية تدعوا شعوبها لمذيد من العمل لتتقدم بلادها ،،و بين ادبيات و عروض القصص المصرية الحديثة وما تحملة من حالة تشاؤومية او صورة مشوهه للمجتمع المصري أو عدم بث الطموح في الشباب،، بل الرضا بالمكتوب عدم تغير الواقع للأفضل ، ،
نرفع القبعة لجميع ابطال المسلسل، فلقد قدموا ادوارهم بشكل اكثر من متميز و رائع و استطاعوا ان يقدوا حالة نقدية عبقرية للشارع المصري بشكل كوميدي جديد و رائع و متميز و بالفعل ضحكنا كثيرا من فرط الحوار الكوميدي ،، و علي رأسهم الممثل الكوميدي العبقري بادائه المتفرد احمد امين، ، ثم الاداء المتميز لكل من طه الدسوقي و آية سماحة و حاتم صلاح و الفنانة القديرة انعام سالوسة و الفنان محمود البزاوي و اخراج علاء اسماعيل،