دالمتيني: جامعتنا تربط جسور التاريخ بالحاضر والمستقبل المشرق
الأتربي:
طلعت باشا حرب رجل وطنى سابق لعصره وصفاته ممتده داخل المصريين فى كل العصور
تقرير ✍️ د.خالد محسن
طلعت حرب باشا أحد كبار رواد الاقتصاديين المصريي ومؤسس بنك مصر ،وما بين الأمس واليوم سيظل نموذجا وطنيا فريد جسرا للتواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وقد تم تجديد وترميم قصره مؤخرا الذي كان مسرحا ودار سينما شهدت العديد من الأحداث والإحتفاليات وتم افتتاح المسرح الجديد بعد تطويره بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس.
وقد افتتحه د.محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس ومحمد الاتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر ورئيس اتحاد المصارف العربية في إحتفالية كبيرة بحضو.د.عبدالفتاح سعود نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ود. أيمن صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ود. هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وبعض أحفاد طلعت باشا حرب شريف سامى و محمد ابراهيم.
كما شهد الإحتفالية د. أسامة السيد عميد كلية التربية النوعية ود. سلوى رشاد عميدة كلية الألسن ود. هويدا الجبالى عميدة كلية الدراسات العليا للطفولة ود. محمد رجاء السطوحى عميد كلية العلوم ،ود.مصطفى مرتضى عميد كلية الآداب ود .حسين عيسى رئيس الجامعة الأسبق وحرمه ووكلاء الكلية د. مصطفى قدرى وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا ود. عمرو خليل وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ود. ياسر مجاهد مدير مركز الاستشارات الهندسية بالجامعة ولفيف من السادة عمداء كلية التربية النوعية السابقين.
وخلال كلمة أشاد د.محمود المتيني بجهود ودعم بنك مصر للجامعة فى كافة مشاريعها ،واستعرض نبذه حول تاريخ المسرح حيث نشب حريق في عام 2010 قضت على جميع محتويات المسرح ،وقامت إدارة الجامعة بتنسيق التعاون مع بنك مصر فى 2018 ببدء تنفيذ أعمال التطوير،وإعادة افتتاح المسرح في 2022م بتكلفة قدرها 18 مليون جنيه ليظهر بالشكل اللائق بتاريخ المسرح وجامعتنا العريقة.
وقال المتيني إن جامعة عين شمس تعمل دائما على مد جسور التواصل بين التاريخ العريق بالحاضر والمستقبل المشرق لمصرنا الحبيبة حيث تمتلك الجامعة عددا من المسارح الفخمه المزودة بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة لتنمية مهارات وقدرات أبناء مصر لتخريج أجيال موهوبة قادرة على العطاء والإبداع.
كما أشار إلي جامعة عين شمس تعمل علي تدشين الجامعة الأهلية الجديد والتى تتضمن برامج دراسية متطورة ،مواكبة لمتطلبات سوق العمل على أحدث معايير التعليم العالمية.
كما تحدث رئيس بنك مصر محمد الاتربي حول رؤية طلعت باشا حرب وأنه كان رجلا وطنىا سابقاً لعصره فى إيمانه بالصناعة المصرية والإقتصاد الوطني ،وكذلك الفن والثقافة حيث أنشا أكثر من 23 شركة فى مختلف المجالات، واوضح أن تاريخ انشاء المسرح هو نفسه تاريخ إنشاء بنك مصر عام ١٩٢٠ مؤكد أن هذا هو معدن الإنسان المصرى المحب للوطن وهى صفات المصرى الممتده فى كل العصور.
أما أحفاد طلعت حرب باشا فأشار وا في حديثهم لإهتمام طلعت حرب باشا بالثقافة والفن والمسرح والسينما وإنشأه لعدد من الشركات الفنية، وذلك لعشق طلعت حرب للمسرح والسينما،حيث شهد هذا المسرح حفلات لعدد كبير من الفنانين العظماء على رأسهم السيدة أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وقد تزامل القطبان في الغناء معا علي هذا المسرح.
وقد أستخدم المسرح كقاعة سينمائية لمشاهدة الأفلام المنتجة من استديو مصر المملوك له قبل عرضها في شاشات السينما مثل فيلم ( وداد )
وقد خلدت السيدة أم كلثوم ذكر طلعت حرب باشا في أغنيه خاصة باسمه تغنت بها بعد رحيله.
و قد أعرب د. أسامة السيد عن سعادته وفخره بافتتاح مسرح طلعت حرب بعد تجديده وتطويره على أحدث المعايير ،وأن كلية التربية النوعية تضم هذا المسرح بتاريخه العظيم الذى وقف عليه عظماء الفن وحضر حفلاته كبار رجال الدولة و السياسة من بينهم مصطفي النحاس باشا “رئيس الوزراء آن ذاك ،وأحمد ماهر باشا وأحمد حسن باشا والشيخ مصطفي المراغني “شيخ الازهر “.
تضمن الحفل عرضا لفيلم حول نشأة وتطوير الكلية والذى تناول أقسام الكلية المتنوعة وقصة قصر طلعت حرب
كما قام كورال الكلية بتقديم عدد من اغانى التراث العربي والنوبى والفقرات الموسيقية وذلك تحت قيادة وتدريب د. امل إبراهيم وأشرف على إخراج العرض د. مطصفى قدرى .
شهد الحفل لفيف من أساتذة الكلية والسادة الضيوف والطلاب
كما قام د. محمود المتيني بتكريم القائمين على إعداد الحفل
كما قام د. محمود المتيني والسادة الضيوف المرافقين بجولة فى معرض للوحات الفنية لطلاب الكلية ،والذى أقيم على هامش الحفل.
تاريخ وإحداث
يقع قصر طلعت حرب باشا الاثري بمنطقة العباسية، وسيظل، شاهدًا على حياة رائد الاقتصاد المصري، وتم بناء القصر على الطراز “النيو كلاسيك”، الذى انتقل من أوروبا لمصر فى القرن 19 بأعمدته ذات الطابع الإغريقى والرومانى، والأشكال الهندسية الواضحة،و هو الآن مقر لكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، ويؤكد محمود نبيل إبراهيم، حفيد طلعت باشا حرب، أن هذا القصر الذى يحمل رقم 365 شارع رمسيس «الملكة نازلى سابقًا»، قد بنى قبل عام 1920، لكنه لا يعرف المعمارى الذى شيده، ولم يُسجل كأثر، كما لم يُسجل ضمن قائمة المبانى ذات الطابع التاريخى المتميز، التى تتبع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى!.
والأمر نفسه ينطبق على المنزل ذى القيمة التاريخية والمعمارية والفنية الفريدة، رقم 3 بشارع قصر الشوق بالجمالية، الذى ولد ونشأ فيه طلعت حرب، ويقال إن هذا المنزل كان يمتلكه أحد التجار، ويسمى صقر بك، ولايزال قائمًا، ولكنه تأثر بزلزال 1992، وله مدخلان وبه مشربيات مميزة، تدل على أن بناءه قد يرجع للعصر المملوكى، بما يعنى أن عمره قد يتجاوز 700 عام، كما يؤكد حفيده محمود .
وحفيد طلعت حرب«محمود نبيل إبراهيم» هومصرفى دولى ،وجدته هى خديجة طلعت حرب.. ابنة طلعت باشا حرب، ووالدة السيدة «نادية محمود سامى» والدة محمود.
ويحكى أنه بعد وفاة زوج «خديجة» عام 1938 وكان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى وبنك مصر، طلب منها والدها طلعت باشا أن تنتقل هى وأولادها للعيش معه فى منزله بالعباسية، وبهذا عاشت والدته السيدة «نادية» فى هذا «القصر» ما يقرب من 20 عاما بعد وفاة طلعت حرب عام 1941، حتى فوجئت عام 1957 بقرار نزع البيت لصالح وزارة المالية التى أعطت حق الانتفاع به لجامعة عين شمس.
«وقد سقط حقنا فى التقاضى لاستعادة القصر بانقضاء المدة القانونية لرفع الدعوى» يعلق محمود.
أعمدة إغريقية رومانية
يتكون القصر من بدروم وطابقين وتراس، وحديقة وقاعة سينما وقاعة مسرح، شيد على طراز النيو كلاسيك، الذى جاء من أوروبا لمصر خلال القرن التاسع عشر، وانتشر فى القاهرة، إحياءً للفن الإغريقى والرومانى فى العمارة، الذى يتميز بالأعمدة الأيونية والكرونسية المميزة لهذا الفن.
ويتميز هذا القصر بأعمدته ذات الطابع الإغريقى والرومانى، الموجودة بتراس الطابقين الأول والثانى، كما نلاحظ استخدام الأشكال الهندسية، فى عمارة القصر، والتى تظهر فى شكل العقود النصف دائرية، بينما تنتهى أعمدة الطابق الثانى بكمر مستقيم من الأعلى، وتأخذ نوافذه وشبابيك التراسات الشكل المستطيل.
ويزين التراسات وسلم القصر الداخلى درابزين معدنى مميز بزخارف تجريدية، وللقصر باب من المعدن والزجاج، يتكون من ضلفتين، يعلوهما عقد نصف دائرى.
يستقبلك بالداخل بهو مستطيل، به أعمدة كلاسيكية محمولة على قواعد ضخمة مستطيلة، وتفتح عليه حجرات الطابق الأول، ويأخذك سلم من الرخام الكرارة إلى الطابق الثانى، ويطل السلم على إحدى واجهات القصر، بنوافذ من الزجاج الملون المعشق فى المعدن، والنوافذ مشكلة على هيئة أشكال هندسية من دوائر ومستطيلات، تستقبل أشعة الشمس فتنير سلم القصر الداخلى.
أما نوافذ التراسات وشبابيك القصر، فمن الخشب الشيش العادى، ومن الداخل من الخشب والزجاج، بأشكال المربعات والمستطيلات.
«سينما العرض الأول لأفلام ستديو مصر»
يروى حفيد طلعت حرب «محمود نبيل»، إن طلعت حرب أنشأ بالقصر مسرحًا وقاعة سينما، وأم كلثوم وعبدالوهاب قد غنيا على هذا المسرح فى إحدى الحفلات والأمسيات الثقافية التى كان يقيمها طلعت حرب، بينما شهدت قاعة السينما عرض أول فيلم لأم كلثوم وهو فيلم «وداد».
ولدى الأستاذ محمود مجموعة صور للمسرح ولقاعة السينما أو الاستوديو الذى أنشأه طلعت حرب، ليشاهد الأفلام التى ينتجها ستديو مصر، قبل أن تعرض فى دور العرض، «العرض الأول» بلغة السينمائيين.
«لدى صورة للأمير فيصل قبلما يصبح ملكا وهو يجرى مباحثات بالقصر مع جدى طلعت حرب، وغيرها من الصور التى تشهد قيمة هذا البيت، الذى وجدته فى حال يرثى لها، خاصة بعدما شاهدت الاستوديو، والمسرح، وقاعة المناسبات محترقة تماما!».
يقول محمود: «أتمنى من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ابن الجمالية مثل جدى طلعت باشا حرب، أن يضيف إلى إنجازاته المميزة مشروع ترميم بيت طلعت حرب وتحويله إلى متحف، هدية لمصر، مع الاحتفال بمئوية بنك مصر، للحفاظ على هذا الجزء من تاريخنا، وإلا سيضيع شاهد على وطنية هذا الرجل للأبد».
يحلم محمود بأن يتحول هذا القصر إلى متحف، يحمل تاريخ نهضة مصر الاقتصادية، منذ نشأة بنك مصر على يد طلعت باشا، وإنشاء العديد من الشركات التى تحمل اسم مصر، مثل شركة مصر للغزل والنسيج، وشركة مصر للتأمين، وشركة مصر للطيران وغيرها.
كما يتمنى أن يحوى المتحف مقتنيات طلعت حرب الموجودة فى المركز الرئيسى لبنك مصر فى وسط القاهرة، وأن يتواكب افتتاح المتحف مع الاحتفال بمئوية بنك مصر فى 2020، وأن يتم ترميم القصر، حيث تعرضت قاعة السينما لحريق كبير، ولم يتبق منها سوى عدسات كاميرات عرض الأفلام، «شهد القصر وأروقته العديد من الأحداث السياسية والاجتماعات مع شخصيات تاريخية، كما شهدت حديقته التى كانت منسقة على الطراز الفرنسى الكثير من الاحتفالات، وخاصة مآدب الإفطار التى كان يقيمها طلعت حرب لموظفى بنك مصر».
يستطرد محمود: «البيت ملك الدولة وأنا لا أريد شيئا سوى مصلحة البلد، وأتمنى أن يظل البيت حقًا للدولة، ومثل كل البلدان التى تحافظ على تراثها كثروة قومية تجعل منه متحفًا للحفاظ على تاريخ مصر، وتجديد درس الولاء للوطن للجيل الحالى والأجيال القادمة.