كتب – عبدالرحمن أبوزكير :
أقامت لجنة زكاة المحروسة بقنا مسابقتها السنوية لحفظ القرآن الكريم برعاية آل المرزوق بالكويت من خلال سفير الخير الحاج ناجي صديق نافل ابن قرية المحروسة وأهل الخير من رعاة المسابقة من قرية المحروسة ومن خارج القرية.
جاءت المسابقة تشجيعًا للشباب على حفظ كتاب الله وتدبره وتعلمه وفهم آياته، ولجعل القرآن مؤثرا في أخلاقهم وسلوكهم، وقد شارك هذا العام عددا كبيرا من المتسابقين حيث بلغ إجمالي المتقدمين للمسابقة ٥٦٠ متقدما، شارك منهم ٥١٠ متسابقين، وبلغ عدد الفائزين 325 فائزًا.
يذكر أن لجنة الاختبار والتقييم من خارج قرية المحروسة ضمان للشفافية، وذلك تحت إشراف فضيلة الشيخ المجيز محمود بهيج (المُجيز بالقراءات العشر) بقرية الخطارة.
بدأ الحفل بتلاوة آيات القرآن الكريم للشيخ عوض أبوبكر على، أعقبه تقدمة للشيخ عامر عبد العليم جاد، والتي أثنى فيها على دور المعلم مُستشهدًا بأبيات شعرية ( فمي يفتش عن فمي / والمفردات حجارة وتراب)، مشيرًا إلى وقوف المعلم أمام طلبته الذين أصبحوا قامات علمية مُباهيًا بهم فرحًا بثمرة غرسه من المجتهدين الذين يسعون دائما للحاق بركب العلماء.
ووجه “عامر” الشكر لشباب المحروسة وفريق عمل “قبس التطوعي” بالقرية لتنظيم حفل حفظة القران الكريم.
بدأ التكريم بتكريم عدد من المحفظين للقرآن الكريم الذين كان لهم الفضل في تحفيظ المتسابقين لجزء أو لأجزاء من القرآن الكريم بضوابط وقواعد حفظ وتلاوة القرآن الكريم.
ثم تم تكريم الفائزين في المسابقة بكافة مستوياتها من حفظة القرآن الكريم، تخلل الحفل إنشادا دينيا لكورال مدرسة الوحدة الابتدائية الجديدة، وعرض فيلم تسجيلي عن تاريخ مسابقة القرآن الكريم بالمحروسة واختبارات المسابقة على مر السنين، شرحًا سيرة ومسيرة الحفظة والمحفظين من أبناء المحروسة.
ثم جاء تكريم الشيخ محمد عبد القادر – رحمه الله – أحد أبناء المحروسة وأحد العلماء الذين كان لهم الدور الكبير في نشر الوعي الديني الوسطي، تسلم شهادة التكريم شقيقيه أحمد وعبد العزيز عبد القادر.
وتحدث الشيخ إسماعيل عبدالقادر عن فضل القرآن الكريم، ورفعه لقدر كل من حفظه وتعق به ونشره، مشيرًا إلى فضل ليلة القدر التي كرمها الله وكرَّم عباده بها.
وأشار حمدي سعد أمين صندوق لجنة الزكاة بالمحروسة، إلى شمولية القرآن الكريم واحتوائه على كل كبيرة وصغيرة كدستور للحياة وطريق للنجاة في الدنيا والآخرة، لافتا إلى أن قراءة القرآن الكريم وتلاوته من أهم العبادات.
وأشار سفير الخير الحاج ناجي صديق نافل، إلى أهمية تحفيظ القرآن الكريم، خاصة في سن مبكرة، فهو الحصن الحصين والدرع الواق في الدنيا والآخرة، وقد سعدت برؤية هؤلاء الأطفال البراعم من صغار السن الذين يحفظون أجزاء من القرآن الكريم، فنعم الراعي الذي ربى وحبب إليهم القرآن القرآن الكريم وحفظه وتلاوته، وكل الشكر للمحفظين الذين بذلوا جهدًا عظيما لرعاية المتسابقين ووصولهم للمراكز المتقدمة، ولعل أروع ما في مشهد الليلة هو هذا الاصطفاف الكبير لبراعم في سن الزهور من حفظة القرآن الكريم.
وأكد الدكتور عبد الحميد فؤاد – الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية، إن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على قلب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزته الخالدة، فهو دستور الحياة، وهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة والباقية والخاتمة، فهو محفوظ بوعد من الله بحفظه، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾، فلم ينقص منه حرف أو يزيد فيه حرف منذ أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم حتى الآن. وثمَّن “فؤاد” دور لجنة زكاة المحروسة وحرصها على تربية نشئ على خلق القرآن.
وتحدث الشيخ محمد فارس حسن، الشيخ بمنطقة وعظ قنا، عن فضل القرآن الكريم، واستحقاق شفاعة القرآن لصاحبه يوم القيامة لقوله – صلى الله عليه وسلم-: «اقرَؤوا القرآن فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، مُحذرًا من هجر القرآن الكريم لما يصيب الإنسان من كثرة الهمّ والحزن في الحياة، ومن فقد نور القرآن لن يتمكن من الوقوف في وجه هموم الحياة، ناهيك عن قلَة بركة الرزق، والنفور في العلاقات الاجتماعيَة.
شملت المسابقة عدة مستويات في حفظ القرآن الكريم منها المستوى المتميز لحفظ القرآن الكريم كاملا وتفسيره وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، ثم المستويات الثمانية لحفظ القرآن الكريم:
– المستوى الأول: حفظ القرآن الكريم كاملا
– المستوى الثاني: حفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم
– المستوى الثالث: حفظ نصف القرآن الكريم
– المستوى الرابع: حفظ ربع القرآن الكريم
– المستوى الخامس: حفظ 10 أجزاء من القرآن الكريم
– المستوى السادس: حفظ 5 أجزاء من القرآن الكريم
– المستوى السابع: حفظ 3 أجزاء من القرآن الكريم
– المستوى الثامن: حفظ جزء عم
جاء ذلك تحت إشراف صالح حسن سيد – مقرر لجنة الزكاة بالمحروسة، وحمدي سعد على – أمين صندوق لجنة زكاة المحروسة، وبحضور الحاج ناجي نافل صديق سفير الخير لآل المرزوق بالكويت، والدكتور عبد الحميد فؤاد الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية، والشيخ محمد حسن فارس واعظ بالأزهر الشريف وعضو لجنة الفتوى.
حضر الحفل المئات من أبناء المحروسة وخارجها.