بقلم.. ✍️ د.خالد محسن
من آفة مجتمعاتنا العربية خلال السنوات الأخيرة سيطرة ثقافة الاستهلاك، من خلال أنماط خاطئة من العادات، في الإستخدام والتسوق،والإحساس الدائم بعدم القناعة والرضا والتطلعات اللامحدودة!.
وهو واقع مؤرق قوامه الإستهلاك من أجل الاستهلاك ، وقد كثرت منصات الإعلام والإعلان الداعمة لثقافة الاستهلاك، وتعزيز اللهث الدائم خلف كل ما هو جديد ،من خلال سيل متدفق من الرسائل النصية والفيديوهات وآلاف الروابط التي تحاصر المستهدفين ليلا ونهارا!.
ونادرا ما تتحدث هذه المنصات عن ثقافة الإنتاج والترشيد، وتحديد الأولويات والتي أصبحت ضرورة عصرية في زمن الأزمات والمستجدات.
فنحن مستهلكون لكل شيئ ولما تفرزه التكنولوجيا وتطبيقاتها في حين أن غيرنا منتج لها ،ومن أمثلة هذه الأنماط السلوكية الخاطئة التكالب علي حيازة كل ما تنتجه بيوت الموضه والأزياء وشراء خطوط الهاتف عالية التقنية والتطبيقات الاستهلاكية ،التي تستهلك أرقاما عالية من التكاليف المالية من قبل شرائح اجتماعية تفتقر لأبسط مستلزمات الحياة!.
هذا الواقع ،وتلك الممارسات وسمت مجتمعاتنا بالتخلف وفقا للمؤشرات الحضارية الدولية، ومن هنا لا وجه للمقارنة بينه وبين المجتمعات المتقدمة من حيث ترتيب أولويات ،توظيف الوقت وأوجه إنفاق المال !.
أتصور أنه من الضروري تعزيز الوعي العام من خلال الإعلام وكافة مؤسسات التربية والتعليم الرسمية والشعبية بالمردود الأسوء لهذه الثقافات السلبية، وبمسالبها المتزايدة وتنمية الوعي والاتجاهات الإيحابية الداعمة للسلوكيات المتعقلةلإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقد أمسي الاتجاه الأممي يتحرك بحكمة وتعقل في مسار اجباري نحو مضاعفة الانتاح والترشيد المتعقل لتجاوز أزماته وعثراته المتصاعدة،وبأقل الخسائر!.