قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أسامة عبدالخالق فى مستهل احاطته امام مجلس الامن إن ما حدث خلال الأيام الماضية فى الاراضى المحتلة سبق وأن حذرت منه مصر والعديد من الدول مرارا بشأن إمكانية انزلاق الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى دورة جديدة من العنف في أي لحظة، بسبب الأوضاع المتدهورة على الأرض.
وقال عبد الخالق إن جهود مصر في استعادة الهدوء تكللت بالنجاح مشيراً إلى أن مصر بادرت بمساعيها مجددا للوقف الفوري للعنف وتوفير الحماية للمدنيين في القطاع، وهو ما تكلل بالنجاح بإرساء وقف لإطلاق النار اعتبارا من مساء أمس الاحد 7 اغسطس الجاري.”
وجدد تأكيد بلاده على ضرورة “وقف كافة الممارسات الإسرائيلية خاصة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية“ والعمل بصورة عاجلة على “تسهيل نفاذ السلع والخدمات إلى قطاع غزة وتوفيرالتمويل اللازم لإعادة إعمار القطاع.“
كما شدد على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية تحت رعاية المملكة الأردنية الهاشمية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني،ومطالبة جميع الأطراف بالتوقف عن استهداف المدنيين.
وقال إن بلاده تؤكد على “مسؤولية أي طرف تؤدي أفعاله لسقوط ضحايا مدنيين، وكذا مسؤوليةالمجتمع الدولي في التحقيق والمراقبة والمراجعة المستقلة والشفافة.”
وفي بيان تلاه وفد المملكة الأردنية الهاشمية، نيابة عن المجموعة العربية، قال السفير محمودضيف الله الحمود إن على إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، واجب توفير الحماية للشعب الفلسطيني وفق القانون الدولي.
وقال: “تدعو المجموعة العربية إلى وقف جميع الخطوات الأحادية والاستفزازية والتصعيدية. وتدين الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، وشدد على أن الحرم القدسي الشريف بمساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.”
وأكد أن التصعيد الذي حدث مؤخرا هو “رسالة للمجتمع الدولي أنه لا يمكن الاستمرار بغياب الأفقالسياسي.” مشيرا إلى أن المجموعة العربية تعيد التأكيد على التمسك بالسلام كخياراستراتيجي، وتطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بضمان وقف إطلاق النار بشكل كامل، “ووقفإسرائيل لانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني.”
واستمع مجلس الأمن ليلة امس بتوقيت نيويورك إلى التطورات في غزة وإسرائيل وقال منسقالأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، ان مجلس الامن يرحب بوقفإطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في غزة وإسرائيل، لكنه حذر من أنه يظل هشّا وأن أي استئنافللأعمال العدائية سيحمل عواقب وخيمة على الفلسطينيين والإسرائيليين وسيجعل أي تقدمسياسي بعيد المنال
، وطلبت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب الصين وفرنسا وأيرلندا والنرويج الاجتماعلمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة.
ويأتي هذا التصعيد الأخير بعد أكثر من عام بقليل من التصعيد في أيار/مايو 2021 في غزة.
وشدد وينسلاند على أن الأمم المتحدة تظل على اتصال وثيق مع جميع الأطراف لتعزيز وقفإطلاق النار وضمان حماية التقدم الكبير الذي تم إحرازه بشأن تخفيف القيود، “الذي رأيناه منذنهاية التصعيد في أيار/مايو الماضي،” أملا في توسيع نطاقه في نهاية المطاف.
قال رياض منصور، مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن إسرائيل تطالب لنفسها بالحق فيالأمن الذي يبرر “قتل وسجن واضطهاد أمة بأكملها.”
و تزعم إسرائيل أنها تدافع عن نفسها دائما حتى عندما تهاجم الشعب الفلسطيني وقال منصور إذا كنتم تناهضون العنف، فلا تبرروا العنف الإسرائيلي.. ولا تشجعوا عليه.” مشيرا إلى أن مايُسمّى بـ “الحق في الأمن” أصبح رخصة للقتل، ويجب سحبها.
ووصف حصار غزة حيث “يعيش مليونا شخص، نصفهم أطفال،” بأنه غير إنساني، وتساءلقائلا: “ألا يوجد لهذا المجلس موقف واضح من حماية المدنيين؟ هل حياة مدنيّينا أقل جدارةبالحماية من غيرهم من المدنيين؟ هل هم بطريقة ما استثناء لكل قاعدة؟ هل هم في منطقة لا ينطبقعليها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي؟“.
ودعا إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه لا يتم التوصل إلى السلام بالانتظار، بليجب السعي إليه بكل قوة وعزم. “تحرّكوا الآن، أنقذوا الأرواح، أنقذوا السلام.” مؤكدا أن تكلفةالحرب أعلى بكثير.